هزيمة مذلة للرجاء وتعادل بطعم الفوز للمغرب الفاسي تقلصت حظوظ فريق الرجاء البيضاوي في بلوغ دور ثمن نهاية كأس عصبة أبطال إفريقيا للموسم الجاري، وبات شبح الإقصاء المبكر يهدد الكتيبة الخضراء، وذلك عقب الخسارة الكبيرة التي تلقاها الفريق الأخضر أول أمس الأحد أمام مضيفه برشوم تشيلسي الغاني بملعب تشيلسي بيليكوم بمدينة سانياني. ووقع الأهداف الخمسة للفريق الغاني كل من سالومون أسانتي (د.34 و55 ض.ج) وإيمانويل سون (د.47 و58) وطراوري (د.88)، علما أن الرجاء لعب ب 10 لاعبين عقب طرد الحكم المدافع ربيع هويري الذي تسبب بضربة الجزاء. وأنهى الرجاء الشوط الأول متأخرا بهدف، غير أن الفريق الغاني استغل انخفاض معنويات «النسور»، وأضاف أربعة أهداف متتالية أحدها حسب إفادة مذيع «راديو مارس» من ضربة جزاء خيالية احتسبها الحكم أمام تفاجئ لاعبي تشيلسي، لتتعقد بها مأمورية الرجاء في مستهل مشواره بالبطولة، بعدما أضحى على شفى توديع العصبة الإفريقية مبكرا. وبهذه النتيجة التي لم يكن يتوقعها حتى أكثر المتشائمين بمستوى الرجاء الذي ظهر ضعيفا أمام فريق ليس بالكبير، وضع الفريق الأخضر قدما خارج المسابقة التي سبق له التتويج بها في ثلاث مناسبات (1999-1997-1989)، كأفضل فريق مغربي على الصعيد القاري، بيد أن خماسية تشيلسي الغاني أنعشت آمال الرجاء في الخروج المبكر من المسابقة. ورغم الخبرة الكبيرة التي يملكها الرجاء باعتباره ضيفا مداوما على البطولة الأقوى إفريقيا، فإن لاعبيه لم يقدموا المنتظر منهم وظهر بمستوى باهت، واتضح للجميع أن عدة أسماء تعاني من نقص في الخبرة على صعيد المشاركة قاريا، وذلك كان سببا في النتيجة التي صدمت جماهير الفريق الأخضر أمام فريق يشارك لأول مرة في المسابقة. وستلقي الهزيمة المدوية بظلالها على الفريق الخضر، حيث من المنتظر أن يشهد البيت الخضر حراكا عنيفا بسبب الخطر الذي يحيط بالرجاء، خصوصا وأن المنافسة على لقب البطولة الاحترافية محتدمة بين الفتح الرباطي والمغرب التطواني، والفريق الأخضر يحتل المركز الثالث عقب تلقيه خسارة أمام أولمبيك أسفي في الجولة ال 21. وليعوض الرجاء هذه الهزيمة ويحجز بطاقة التأهل إلى دور الثمن، بات مطالبا بتسجيل ستة أهداف والحفاظ على شباكه نظيفة، وهي المهمة التي تبقى صعبة وغير مستحيلة في عالم المستديرة، حيث يتذكر الرجاويون عودة الفريق عقب خسارته أمام أسيك أبيدجان الإيفواري ذهابا، ليمطر شباكه بالبيضاء برباعية بيضاء، ويتأهل لنهائي المسابقة سنة 2002. يشار إلى أن مباراة الإياب ستقام بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء بعد أقل من أسبوعين، والتي ستحدد على إثرها هوية المتأهل إلى الدور القادم، رغم أن الفريق الغاني عمليا حجز بطاقته إلى دور الثمن في انتظار إمكانية انتفاضة «النسور» وقلب الطاولة على الغانيين. أما ممثل المغرب الثاني في المسابقة فريق المغرب الفاسي، وفقد تمكن من العودة بنتيجة إيجابية بتعادله بهدف لمثله أمام فريق حوريا كوناكري الغيني بملعب 28 شتنبر بالعاصمة الغينية، حيث كان الفريق الفاسي مبادرا إلى التسجيل عبر مدافعه حمزة حجي في الدقيقة الثالثة، قبل أن يعادل اللاعب إيسيكا سيلا النتيجة لأصحاب الأرض في الدقيقة 34. ويبدو أن الماص صاحب الثلاثية التاريخية (كأس العرش، كأس الاتحاد الإفريقي، كأس السوبر الإفريقي)، سيحسم مسألة عبوره إلى دور الثمن في لقاء الإياب، في ظل النتائج التي حصدها على ملعبه في المنافسات الإفريقية الموسم الماضي تبقى مميزة، وهو ما يمنحه امتيازا كبيرا في اجتياز الفريق عندما يستضيفه بالمركب الرياضي بفاس، خاصة وأن الفريق سيستعيد مجموعة من لاعبيه الذين غابوا عن المباراة بسبب الإصابة. بيد أن هذا لا يلغي ضرورة أخذ الحيطة والحذر من لدن الفاسيين عند استضافتهم للفريق الغيني الذي يرغب هو الآخر في الدفاع عن حظوظه وضرب عصفورين بحجر واحد، التأهل إلى الدور الموالي، وإقصاء أقوى فريق على الساحة الإفريقية حاليا، علما أن الماص يفكر بعد الخبرة التي راكمها في السنتين الأخيرتين، في سبر أغوار أقوى مسابقات القارة السمراء، والمنافسة على اللقب لصالح الكرة المغربية.