مواجهات صعبة للرجاء والماص وخصم مجهول للوداد تدخل ثلاثة أندية مغربية (الرجاء البيضاوي، الوداد البيضاوي، المغرب الفاسي) على مداري اليوم السبت وغدا الأحد غمار الدور ال 32 من المنافسات الإفريقية لكرة بمسابقتي عصبة أبطال إفريقيا وكأس الاتحاد الإفريقي، آملة في أن تعود بنتائج إيجابية من الأدغال الإفريقية تقربها أكثر من الدور الموالي. وستسلط الأضواء في منافسات عصبة أبطال إفريقيا بشكل أكبر على فريق المغرب الفاسي عندما يحل ضيفا ثقيلا على حوريا كوناكري الغيني، بعدما نجح الماص في إحراز لقب كأس الاتحاد الإفريقي ليضيف لقب كأس السوبر الإفريقي إلى خزائنه، وبالتالي فإن مشاركته الأولى في أقوى الكؤوس الإفريقية لن نكون من أجل التنزه، إذ باتت أندية القارة السمراء تحسب له ألف حساب وأصبح خصما غير مرغوبا في منازلته، بعد قهره لأعتى الأندية الموسم الماضي خاصة التونسية. الماص بقيادة الإطار الوطني رشيد الطاوسي، وبكتيبة اللاعبين الذين اكتسبوا خبرة على الصعيد الإفريقي، سيحاول مواصلة التوهج قاريا رغم إصابة عناصر أساسية في التشكيلة يتقدمها شمس الدين الشطيبي والمهدي الباسل وعبد المولى برابح، إضافة إلى تخلف عبد الهادي حلحول عن السفر رفقة الفريق، علما أن بعثة الماص أجلت رحلتها إلى كوناكري بسبب سوء ظروف الإقامة وملاعب التدريب هناك، وهي المعطيات التي قد تربك حسابات المدرب الفاسي وتشتت تركيز لاعبيه أمام النادي الغيني. بيد أن مهمة «النمور الصفر» لن تخلو من الصعوبة نظرا لرغبة كوناكري الذي يحتل صدارة الدوري الغيني بعد مرور 8 جولات في اجتياز أعتاب هذا الدور، كما أنه يتمتع بمجموعة من اللاعبين الذين قد يتسببون في خلق مشاكل للفريق الفاسي، مع وجود عامل يقف في صف بطل السوبر الإفريقي، حيث سيخوض لقاء العودة بالمغرب بعد أسبوعين، وبالتالي فأي نتيجة كالفوز أو التعادل الإيجابي ستمكنه من اللعب بأريحية بفاس. وفي ذات المسابقة، يطمح بطل المغرب فريق الرجاء البيضاوي إلى استعادة أمجاده في كأسه المفضلة، والتي حاز عليها في 3 مناسبات (1999-1997-1989)، عندما يواجه مضيفه برشوم شيلسي الغاني على أمل تحقيق بداية مثالية تنسيه مشاركته المخيبة لآمال جماهيره في النسخة الماضية عقب خروج غير متوقع من دور المجموعات آنذاك. وتبدو مهمة الفريق الأخضر صعبة نوعا ما بسبب الغيابات الكثيرة التي ستطاله أمام الفريق الغاني، حيث لم يرافق الثلاثي أمين الرباطي ورشيد السليماني وحسن الطير بعثة الفريق، غير أن المدرب الفرنسي بيرتران مارشان الذي سبق له التتويج بهذه المسابقة رفقة نجم الساحل التونسي سيحاول الاعتماد على العناصر الشابة التي باتت دعامة الفريق في البطولة الاحترافية منذ توليه الإشراف على الرجاء، وأضحى الفريق مرشحا للمنافسة على لقب أول بطولة احترافية رغم تعثره الأخير. ومن المستبعد أن تؤثر الهزيمة الأخيرة ل «النسور» أمام أولمبيك أسفي على معنويات اللاعبين، إضافة إلى أن عامل الخبرة يصب في مصلحة الكتيبة الخضراء التي جالت وصالت بملاعب القارة، كما أن إدارة الرجاء خصصت منحا مالية مهمة للاعبين من أجل تحفيزهم على المضي قدما في البطولة، خصوصا وأن الرجاء تعودت على لعب أدوار طلائعية في هذه المسابقة التي تغيب عن خزائنه منذ 13 عاما. من جانبه، يستعد فريق الوداد البيضاوي إلى تمثيل المغرب في منافسات كاس الاتحاد الإفريقي بمواجهة فريق أنفنسيبل الليبري، ويرغب أن يكون هذا الموسم استمرارا لانطلاقته القوية على الصعيد القاري، بعدما تأهل الموسم الماضي إلى نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، لكنه خسر اللقب لصالح الترجي الرياضي التونسي، واستمرارا للهيمنة المغربية على كأس (الكاف). وسيحمل الوداد برفقة فريق النادي المكناسي الذي خاض في وقت سابق من يوم أمس (الجمعة)، على عاتقه مهمة الحفاظ على لقب هذه المسابقة مغربيا للسنة الثالثة على التوالي بعد الفتح الرباطي (2010) والمغرب الفاسي (2011)، خاصة وأن بلوغه النهائي السنة الماضية يرشحه بقوة إلى بلوغ نهائي كأس (الكاف) التي يراها المحللون أضعف من العصبة الإفريقية، كما أن الفريق الأحمر يرغب في التعويض بعد انعدام حظوظه في المنافسة على لقب البطولة الوطنية. ويبدو الوداد سيء الحظ بعدما أوقعه في مواجهة فريق مجهول ولا يعلم أي شيء عن إمكانياته، إضافة إلى أن الأوضاع بالبيت الأحمر غير مستقرة بعد الإضراب الأخير الذي قام به اللاعبون احتجاجا على عدم توصلهم بمستحقات عالقة في ذمة الإدارة، قبل أن تتدخل وتقدم وعودا بحل المشكل، حفاظا على تركيز اللاعبين أمام الفريق المجهول، ناهيك أن الأجواء غير المريحة بالدول الإفريقية تقف ضد الأندية المغربية، فيما يخص الإقامة ومكان التداريب وأرضية الملاعب.