انتخب جمع عام عقده الحزب الاشتراكي الموحد بفاس مساء أول أمس السبت أعضاء مكتب فرع الحزب بالمدينة، مقررا في الوقت ذاته حل الفروع والكتابة الإقليمية والإبقاء على فرع واحد يجمع شمل رفاق محمد مجاهد بالمدينة. ويرتقب أن يعلن عن اسم كاتب الفرع المحلي يوم الأربعاء المقبل، بعد اجتماع أول ل17 عضوا يشكلون مكتب الفرع. ولم يحضر الجمع العام مستشارو الحزب بالمجلس الجماعي، ولم يترشح أعضاء من «التيار» المساند لهم لمكتب الفرع الذي اتسمت تشكيلته الجديدة ب«هيمنة» «التيار» المناهض لتجربة التحالف مع عمدة المدينة، الاستقلالي حميد شباط. ووصف الكاتب الإقليمي المستقيل للحزب، صلاح الرواضي، الوضع الحالي للحزب ب«المريض»، قائلا، في كلمة له قبل التنحي، إن المكتب الجديد مدعو إلى العمل على إنقاذ هذا الحزب من وضع الجمود الذي يعانيه. وتناولت جل مداخلات نشطاء الاشتراكي الموحد واقع الحزب بانتقادات لاذعة، مشيرة إلى أن الأزمة التي يعيشها أدت إلى انقطاعه عن المجتمع وعن الحركات الاحتجاجية به. وقال عضو للمكتب السياسي، واكب عملية انتخاب المكتب المحلي للحزب، إن القادة المحليين الجدد للحزب مدعوون كذلك إلى تجاوز أزمته المادية، وهي أزمة لم تسمح له بأداء فاتورات الكراء والهاتف والأنترنيت لمدة حوالي ستة أشهر. واتسمت العلاقة بين «تياري» الحزب بفاس، في الآونة الأخيرة بتوتر زادت من حدته خطوةُ تحالف مستشارين له مع العمدة شباط من أجل تدبير شؤون المدينة. ويدافع المستشاران عن هذا التحالف، ويعتبران أنه مكن الحزب من توسيع قاعدته الشعبية ومن التقرب من المواطنين ومن متابعة الملفات ومراكمة التجربة، في حين يعتبر المناهضون لهذه التجربة أنها تكرس ما يسمونه ب«التحالف مع الفساد»، ويؤكدون أنها تسيء إلى صورة الحزب أكثر مما تخدمه. وكان الكاتب الإقليمي للحزب قد دعا، منذ حوالي شهر، إلى اجتماع «طارئ» بمقر الحزب، طلب من خلاله إيجاد بديل له لأنه لم يعد يستطيع تدبير شؤونه في ظل واقع الجمود الذي يعانيه، وفي ظل تباعد «التيارين» المشكلين له. وكان أعضاء بالحزب قد أرجعوا خلال هذا الاجتماع سبب أزمة إطارهم إلى ما سموه ب«تغول الوحش الانتخابي»، وهو «التغول» ذاته الذي لايزال يتخوف من ظهوره من جديد نشطاء هذا الحزب، بعد انتخاب أعضاء جدد في مكتب الفرع الحالي.