تحولت دورة المجلس البلدي لمدينة أصيلة، أمس الاثنين، إلى اشتباكات بالأيدي وتراشق بالكراسي بين أنصار محمد بنعيسى، رئيس المجلس البلدي لأصيلة ووزير الخارجية الأسبق، وبين نواب المعارضة ومناصريهم من المواطنين، بعدما نهض أحد أنصار الرئيس بنعيسى ووجه كلاما إلى الزبير بنسعدون، قائلا: «خليونا نسمعو هاذ تاجر المخدرات آش غادي يقول». وكانت دورة الحساب الإداري لشهر فبراير، التي انطلقت على الساعة العاشرة صباحا، بصدد مناقشة الحساب الإداري للمجلس وبرمجة الفائض، عندما أخد المواطنون الحاضرون، بصفتهم ملاحظين، يحتجون على المستشارين المتدخلين قبل أن يأخذ الكلمة الزبير سعدون، الكاتب المحلي للتجمع الوطني للأحرار بأصيلة، المعارض لمحمد بنعيسى، الشيء الذي جعل أنصار الرئيس يشوشون على مداخلته، قبل أن تتحول قاعة الاجتماع إلى حلبة صراع استبيحت فيها الكراسي والطاولات. يذكر أن الزبير بنسعدون، الذي كان مواليا لبنعيسى، قبل أن يقرر رفقة مجموعة صغيرة من المستشارين شق عصا الطاعة على رئيس المجلس، سبق أن تمت متابعته بتهمة الاتجار الدولي في المخدرات، قبل أن تبرئه المحكمة من المنسوب إليه. وعرفت مدينة أصيلة، التي يقود محمد بنعيسى بلديتها منذ أزيد من 20 سنة، احتجاجات غير مسبوقة خلال السنتين الماضيتين، طالب خلالها المتظاهرون الرئيس بالرحيل. كما أنها المرة الأولى، التي تقوم فيها معارضة داخل المجلس منذ وصول محمد بنعيسى إلى رئاسة البلدية. وانحاز حزب التجمع الوطني للأحرار، في هذا الصراع، إلى أنصار الزبير بنسعدون، عندما زكاه ككاتب محلي للحزب في المدينة ضدا على إرادة محمد بنعيسى الذي فشل في إقناع قيادة «التجمع» بحجب الثقة عن المعارضة.