كما كان متوقعا انطلقت دورة المجلس البلدي العادية يومه الاثنين 27 فبراير و المخصصة للحساب الاداري و بعض النقط الأخرى في أجواء عادية رغم بعض التوتر الذي طبع سلوك بعض المواطنين الساخطين على تسيير المجلس الجماعي و الذين حضروا بكثافة لمتابعة أشغال الدورة ، و كان الغائب الأكبر هو رئيس المجلس البلدي محمد بنعيسى بدعوى أنه أصيب بوعكة صحية انتقل على اثرها لتلقي العلاج في لندن ، و نائبه الخامس الزياني أحمد الذي سافر الى هولندا يوم الجمعة . و هنا و في اطار نقطة نظام تدخل المستشار الزبير حول عدم تمكينهم من الوثائق الخاصة بالمجلس ، قبل أن يرد عليه نائب الرئيس الأول الجباري بكون مصلحة الشؤون القانونية مفتوحة في وجهه ، و هنا هدد المستشار الزبير بالاعتصام في حالة عدم تمكينه من الوثائق التي يطلبها . و حسب الميثاق الجماعي فان رئاسة المجلس في دورة الحساب الاداري تنتقل الى أحد الأعضاء من خارج المكتب و تم الاتفاق على المستشار غيلان الذي تقلد رئاسة الجلسة ، و هنا انتقل المجلس الى النقطة الأولى في جدول الأعمال و المتعلقة بالمصادقة على وثيقة الحساب الاداري لسنة 2011 ، و قد تلى على مسامع الحضور المستشار الطليكي وثيقة الحساب الاداري حيث ذكر بأن مداخيل الجماعة لسنة 2011 بلغت حوالي تسعة و أربعين مليون درهم و تسعمئة ألف درهم ، فيما قدرت المصاريف في حوالي واحد و أربعين مليون درهم ، أي بفائض يتجاوز ثمانية ملايين درهم ، ليتداول على أخذ الكلمة كل من مستشاري المعارضة الزبير بنسعدون و يونس اللطهي ، حيث أثار الزبير بنسعدون قضية بيع أخشاب أشجار حديقة سيدي بوخبزة لأحد الأفران دون ادراج ذلك في كشف الحساب و كذلك مسألة عدم بيع المحجوزات في المحجز البلدي لتستفيد الجماعة من مداخيله ، و قد رد عليه الطليكي بكون أن القانون يحتم أن لا يتم التصرف في المحجوزات الا بعد مرور 3 سنوات و ذلك بعد عقد اجتماع مع جميع المصالح المتدخلة و بخصوص الأخشاب فقد ذكر أنها لا زالت في مقر الحالة المدنية السابق ، قبل يواجهه الزبير بأنه يمتلك أدلة على عملية البيع هذه . ليأخذ مستشار الأغلبية عتيق الكلمة ليتحدث عن ضرورة تنظيف السوق الأسبوعي من طرف مصالح النظافة باعتبار أنه يقع على طريق سيدي مغايت أحد متنفسات الساكنة أيام العطل . و هنا أخذ الكلمة المستشار اليملاحي ليقول بأن المواطنين مظلومون و هذا ما لقي استحسان الحضور ، قبل أن يسترسل بأن أعضاء المجلس أيضا مظلومون و هذا ما أثار حنق المواطنين و امتعاضهم و جعل الأمور تتوتر ، و هنا انطلق أحد الحاضرين ينهر المواطنين بأن هذا المداخلة ما يجب أن يسمع و ليس مداخلة تجار المخدرات ، في اشارة واضحة الى مستشار المعارضة بنسعدون الذي يتم مداولة ملفه في محكمة الاستئناف بعد أن تمت تبرئته من طرف المحكمة الابتدائية . و بخصوص هذا الشخص علمنا من مصادرنا أنه من أصحاب السوابق و قد تم استقدامه عمدا من طرف أحد المحسوبين على رئيس المجلس البلدي بأجر 500 درهم من أجل نسف الدورة . و على اثر هذا الاستفزاز الواضح انتفض أنصار الزبير رافعين شعارات تدين عمل المجلس و سوء التسيير قبل أن ينضم لهم شباب آخرون و أطر جمعية ادماج للأطر العليا المعطلة بأصيلة و الذي كان هذا أول ظهور لهم في الساحة النضالية ، مما جعل أعضاء المجلس في حيرة من أمرهم و بدأو بالانسحاب واحدا بعد الآخر من حدة الاحتجاجات التي استمرت لوقت طويل ، و هذا دون أن يتم رفع الجلسة بشكل قانوني ، و لا تحديد أجل لاستئنافها . جدير بالذكر أن الدورة مرت تحت تعزيزات أمنية من قوات الشرطة و القوات المساعدة مخافة تطور هذه الاحتجاجات السلمية . و قد عبر متتبعون للشأن المحلي عن أسفهم من كون الدورة لم تكتمل و انتهت بهذا الشكل حيث أن هذا يخدم أغلبية المجلس ، و قد أبانوا عن تخوفهم من كون الدورة المقبلة قد تكون مغلقة و بهذا تفوت على المواطنين فرصة ذهبية لاكتشاف خروقات المجلس في تدبير ميزانية الجماعة . هشام المرابط مدون من مدينة أصيلة