فككت الشرطة القضائية بالمحمدية، أول أمس الأحد، عصابة متخصصة في السرقة والاعتداء على المارة بتراب ولاية الدارالبيضاء. وتم اعتقال ستة من أفرادها تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 سنة، فيما يستمر البحث عن ثلاثة ّآخرين (اثنان من البرنوصي وواحد من عين حرودة)، علما أن الشرطة القضائية تعرفت على هويتهم ومناطق سكنهم. وقد بلغ عدد الضحايا 107، معظمهم نساء وضمنهم مواطنة فرنسية. تعرضوا للسرقة والاعتداء بمناطق المحمدية، وعين حرودة، وعين السبع، والبرنوصي، تقدم 23 منهم إلى مصلحة الشرطة بالمحمدية وتعرفوا على الجناة. وكان الجناة، وهم عاطلون عن العمل، يقضون النهار وجزءا من الليل في الترصد للضحايا، ويستعملون بالتناوب ثلاثة دراجات نارية من الحجم الكبير، بمعدل ستة إلى ثماني عمليات إجرامية في اليوم. وكان أفراد العصابة يستعينون بسيوف ومديات لتهديد الضحايا وسلبهم كل ما توفر لديهم حينها، كما كانوا يتخلصون من المسروقات العينية ببيعها بمجرد سرقتها لأول زبون يصادفونه وبأثمنة جد منخفضة مقارنة بالقيمة الحقيقية للمسروقات، كما كانوا يتلفون الوثائق الخاصة بالضحايا، التي يعثرون عليها داخل حقائبهم ومحافظهم بإحراقها أو تمزيقها. وكان من المتوقع أن تتم أمس الاثنين إحالة المجموعة المعتقلة على الوكيل العام للملك لدى استئنافية الدارالبيضاء، مثقلة بجملة من التهم شملت تكوين عصابة إجرامية خطيرة متخصصة في ارتكاب السرقات بالخطف تحت طائلة التهديد باستعمال أسلحة بيضاء، واستعمال ناقلات ذات محركات، والمساهمة والمشاركة والعصيان ومحاولة الاعتداء على شرطيين أثناء تأديتهما لمهامهما بالسلاح الأبيض، وإتلاف وثائق رسمية وترويج ناقلة ذات محرك ذات قوة دفع كبيرة مشكوك في مصدرها وإخفاء أشياء متحصلة من ارتكاب جناية. ويذكر أن بعض العناصر الأمنية كادت تتعرض للقتل خلال عملية اعتقال بعض الجناة الذين قاوموا بكل ما لديهم من قوة من أجل الفرار من قبضتهم. وقد حضر مجموعة من الضحايا إلى مصلحة الشرطة، وأدلوا بشهادات لوسائل الإعلام الذين حضروا لتغطية الحدث بحضور ممثل النيابة العامة. وتعود عملية تفكيك أول خيوط الشبكة الإجرامية، التي اقترفت 60 عملية إجرامية بالمحمدية وحدها، إلى حوالي منتصف شهر فبراير حين تعرضت سيدة للسرقة والاعتداء بشارع الحسن الثاني، حيث تمكنت عناصر الشرطة من اعتقال الجاني الذي أقر بعد بحث دقيق معه باقترافه عدة عمليات سرقة رفقة مجموعة من الشركاء، وأدلى بهوياتهم، حيث تم اعتقال خمسة من شركائه فيما لايزال البحث جاريا عن ثلاثة فارين.