اعتقلت مصالح الأمن بمراكش ما لا يقل عن 15 طالبا جامعيا، صباح أمس الاثنين، قاموا بدعوة الطلبة إلى مقاطعة الامتحانات، التي كان من المفترض أن تجرى صباح أمس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش. وأوضحت مصادر من عين المكان أن المصالح الأمنية قامت بالسماح لعناصر من الأمن بالزي المدني بالدخول للجامعة من أجل أن تمر امتحانات الفصل الأول والخامس في «هدوء»، ودون أن يتم تكرار سيناريو الأسبوع الماضي، الذي عرف إنزالا كبيرا لطلبة فصيل النهج الديمقراطي القاعدي، الذين دفعوا الطلبة إلى مقاطعة الامتحانات بكليتي الحقوق والآداب. وأضافت المصادر ذاتها أن رجال الأمن بالزي المدني اعتقلوا عشرات الطلبة بينهم طلبة قاعديون، وآخرون يتعاطفون معهم، إضافة إلى طلبة «مستقلين»، كانوا يدعون الطلبة إلى مقاطعة الامتحانات، وتم اقتيادهم صوب سيارات الأمن، التي كانت ترابط بمدخل الطريق المؤدية للكليتين. وقد احتفظت المصالح الأمنية احتفظت ببعض الطلبة، بعد أن ضبطت بحوزتهم هراوات وآلات حادة، ولم يدلوا ببطاقة الطالب، ليتم اقتيادهم، في حين تم إطلاق سراح باقي الطلبة، الذين لم يتم العثور بحوزتهم على أي أسلحة، بعد أن تم التحقيق معهم. وقد سادت حالة استنفار في صفوف الأمن بعدما أضحت حركة الاحتجاجات داخل كلية الآداب تتجه نحو تعقيد الوضع وإلغاء الامتحانات من جديد، إذ تم حشد عدد من السيارت التي كانت تضم عددا من رجال الأمن، وكذا فرق الصقور على متن الدراجات، صوب المكان القريب من الكلية. ففي الوقت الذي رابط أفراد بالزي الرسمي، بعيدا عن الكلية، قام رجال أمن بالزي المدني بالدخول للكلية ومراقبة الوضع عن كثب، حيث أعطيت لهم أوامر باعتقال أي طالب يدعو إلى المقاطعة، أو يحمل أي نوع من الأسلحة أو الأشياء المحظورة داخل الجامعة، الأمر الذي أسفر عن اعتقال ما لا يقل عن 15 طالبا أطلق سراح أغلبهم إلى غاية كتابة هذه السطور، في حين لا زال بعضهم، وبينهم طالب قاعدي، رهن التحقيق. وأوضحت مصادر عليمة في حديث مع «المساء» أن عددا من الطلبة المنتمين لفصيل النهج الديمقراطي القاعدي، ذي التوجه اليساري الراديكالي، لم يظهر لهم أثر في ساحة الكلية، في حين اكتفى عدد من «قياداتهم» بفتح حلقات نقاش داخل الحي الجامعي. وقد فسرت مصادر «المساء» هذا الأمر برغبتهم في تفادي المواجهة مع قوات الأمن، التي قامت بإنزال كبير وسط الفضاء. هذا وقال طالب في اتصال مع «المساء» إن بعض رجال الأمن قاموا الاعتداء عليه وسبه، بعد أن كان يدعو إلى مقاطعة الامتحانات التي كان من المقرر أن يجتازها طلبة الفصل الأول والفصل الخامس، بشعبتي اللغة العربية والفلسفة. في المقابل نفت مصادر أمنية، في اتصال مع «المساء»، أن تكون قد لجأت إلى استعمال العنف في حق الطلبة، مشيرة إلى أن وظيفتها في تلك اللحظة كانت هي «الحفاظ على السير العادي للامتحانات، واستتباب الأمن داخل الفضاء الجامعي، الذي يضم أستاذة وإداريين يقومون بعملهم، وطلبة يرغبون في اجتياز امتحاناتهم».