انتزعت التصريحات الأخيرة لفؤاد عالي الهمة، التي قال فيها إن إدريس البصري حذره يوم إقالته قبل 9 سنوات من الجنرالين حسني بنسليمان وعبد العزيز بناني، أقوى وزير داخلية في نظام الحسن الثاني من قبره. وأثارت تصريحات الهمة جدلا واسعا اضطر معه توفيق البصري، نجل الراحل إدريس البصري، إلى تعميم أكثر من تكذيب يقدم فيه رواية مغايرة لما جاء على لسان الهمة لحادث إقالة والده. ويقول توفيق البصري إنه هو من كان يرافق والده إلى مقر وزارة الداخلية لتبادل السلط مع خلفه في الوزارة أحمد الميداوي ولم يكن معهما الهمة في نفس السيارة. من جهة أخرى، هاجم أحد أفراد عائلة إدريس البصري الهمة، على خلفية هذه التصريحات ووصفه ب«الشخص الذي لا يستحق أن يوصف برجل الدولة الذي ينبغي أن يستأمن على أسرار الدولة ومصالحها العليا». وأعرب المتحدث نفسه في تصريح ل«المساء»، عن استغرابه كيف أن شخصا، أي الهمة، يجالس الملك محمد السادس ويرافقه في سيارته الخاصة في الشارع العام لكنه لا يتردد في اختلاق وفبركة «الحكايات الكاذبة» عن الأموات. «وكم وددت، يقول المصدر نفسه، لو أن الهمة قال ما قاله في حق سي إدريس في حياته وليس بعد مماته»، مضيفا أن الهمة بهذه الخرجات الإعلامية يريد أن يشغل المغاربة بقضايا لم تعد تحظى بالأولوية عندهم، «لأن البصري مات والحسن الثاني مات والله يرحم الجميع». قريب البصري يقول إن «ما يهم المغاربة اليوم هو الشغل والصحة والأمن على ممتلكاتهم وأرواحهم، وهي قضايا فشل الحكام الجدد المحيطون بالملك محمد السادس، والهمة واحد منهم، في إيجاد حلول لها، ولهذا فهم يحاولون تعليق فشلهم على مشجب الأموات». ويختم قريب البصري حديثه بالقول: «صحيح أنه في عهد الحسن الثاني والبصري وقعت أخطاء، لكن الفرق بين العهد السابق والعهد الحالي أن الحسن الثاني كان محاطا برجال لم يكونوا يكذبون عليه وكانوا يصورون له الواقع كما هو، أما اليوم فالحكام الجدد يقدمون للملك محمد السادس الوقائع مزيفة». وفي سياق متصل، كشف الصحافي علي المرابط، الممنوع من الكتابة كواليس مثيرة عن أكثر من 15 لقاء جمعته بالراحل إدريس البصري. وقال المرابط، في حوار مع «المساء» (انظر نصه في الصفحة 5)، إن البصري قال له إن سبب مشاكله مع الملك محمد السادس بعد حادث الإقالة هما الهمة ولعنيكري.