الخط : إستمع للمقال انعقد اليوم الخميس بالعاصمة الرباط المنتدى الثاني لرؤساء لجان الخارجية بالبرلمانات الإفريقية، حيث ألقى راشد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب المغربي، كلمة حملت رؤى استراتيجية لمستقبل القارة الإفريقية في ظل تحديات معقدة وفرص واعدة. وفي مستهل كلمته، رحّب الطالبي العلمي بالحضور، معربا عن أسفه لاستمرار نفس التحديات التي تواجه القارة الإفريقية منذ سنوات، لكنه أكد أن الأمل في النهضة الإفريقية يظل حاضرا بقوة، حيث أشار إلى مؤشرات النمو رغم الظروف غير الملائمة، داعيا إلى التفاؤل والعمل المشترك لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي. وتناول رئيس مجلس النواب بإسهاب التحديات الكبرى التي لا تزال تعيق المسيرة التنموية الإفريقية، من بينها عودة النزاعات في بعض الدول، وما تفرزه من نزعات انفصالية تقوض الاستقرار، إلى جانب ارتباط ذلك بالإرهاب، الذي بات يشكل تهديدا حقيقيا لبلدان القارة. وفي هذا السياق، شدّد الطالبي العلمي على أن القارة تصطدم بطموحها للصعود الاقتصادي في مواجهة الكوارث الطبيعية والتغير المناخي، مما يفاقم الفقر والهجرة ونقص الغذاء، لكنه حذر من أن هذه الصورة القاتمة لا ينبغي أن تحجب عن الأفارقة نجاحاتهم المتعددة وإمكاناتهم الهائلة. وأكد رئيس مجلس النواب أن اعتماد القارة على ذاتها ومشاركة مواطنيها هو السبيل الوحيد لمواجهة تحدياتها، مشيرا إلى أن إفريقيا، رغم الصعوبات، تظل أرض التحديات الكبرى والإنجازات الممكنة، مشبها وضعها الحالي بما عاشته أوروبا خلال قرون من التفكك قبل أن تتحول إلى قوى اقتصادية عظمى. كما أشار الطالبي العلمي إلى أن إفريقيا تمتلك كفاءات شابة، وممرات بحرية استراتيجية تعد شريانا حيويا للمبادلات التجارية، فضلا عن خزان غذائي استراتيجي وإمكانيات كبرى لإنتاج الطاقة المتجددة، مما يجعلها في صلب التنافس الاقتصادي العالمي. وأبرز في كلمته المبادرات الرائدة التي أطلقها المغرب بقيادة الملك محمد السادس، من بينها مبادرة الولوج إلى المحيط الأطلسي ومشروع أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا، مؤكداً أن إفريقيا تحتاج إلى الانتقال إلى "السرعة القصوى" في العمل، وتفعيل الإرادة السياسية المشتركة لتحويل الطموح إلى إنجازات ملموسة. وختم الطالبي العلمي كلمته بدعوة صريحة إلى التخلص من تبعات الاستعمار والاحترام الكامل للثقافات الإفريقية والسيادة الوطنية، مشددا على ضرورة بناء وحدة الموقف الإفريقي واقتصادات موحدة تقوم على منطق الربح المشترك، لأن مستقبل القارة ينبغي أن يُصنع بأيادي الأفارقة أنفسهم، بعيدا عن التفكير في الماضي الميت. الوسوم الطالبي العلمي المغرب