تعرضت طفلة في ال13 من عمرها لتسمم جراء تناولها «جبنة» اشتراها والدها من سوق تجاري ممتاز، موجود بطريق الصويرة بمدينة مراكش. وأوضح والد الضحية في حديث مع «المساء»، أن ابنته المسماة «شيماء» تم نقلها بداية شهر يناير الجاري صوب عيادة أحد الأطباء، بعد ظهور بقع حمراء في أنحاء مختلفة من جسمها، ليكتشف الطبيب أن المواد السامة، التي تناولتها في الجبنة، وصلت إلى كبدها، حسب شهادة صادرة عنه تتوفر «المساء» على نسخة منها. وقد اضطر الطبيب المعالج إلى إسعاف الطفلة الصغيرة، قبل أن يقرر منحها أدوية لمساعدتها على إخراج السموم الموجودة بالكبد، لينتقل بعدها إلى مرحلة العلاج. «شيماء» مولعة بأكل الجبن، خصوصا إذا كان ممزوجا بالبيض أو العجائن، كما هو الشأن بالنسبة إلى أخيها «زكرياء» البالغ من العمر 10 سنوات، لكن ولعها هذا سيجعلها تنقل صوب عيادة الطبيب من أجل استخراج «السموم»، التي استقرت بكبدها وجعلتها في حالة قريبة من الخطر. لم يكن «زهير.ز» والد الفتاة يعتقد أن الجبنة التي يعشقها أبناءه، هي بمثابة «سم» سيعرض فلذات كبده للخطر، توجه الأب صوب البيت، ووضع علبتي «الجبنة»، اللتين اشتراهما ب 89.90 درهما، حسب ما تؤكده فاتورة تتوفر «المساء» على نسخة منها، فوق رف يوجد بالمطبخ، حيث ما فتئت زوجته تمنح الجبنة للطفلين في كل حين. لكن في إحدى المرات سيتوجه الابن الصغير «زكرياء» صوب والده الذي فوجئ بأن الجبنة، التي لم تتجاوز مدة صلاحيتها، قد غطاها السواد، حينها ظن الأب «زهير» أن الجبنة سقطت من يد ابنه على الأرض، فطلب منه رميها في القمامة والتوجه صوب المطبخ لأخذ واحدة أخرى. تعددت المرات التي تناولت فيها «شيماء» الجبنة، وهي التي بدأت تقوم بأعمال البيت في غياب أمها. لكن في يوم من الأيام وبعد أن ظهرت بقع في أنحاء متفرقة من جسم «شيماء» النحيف، وتعدد حالات التقيؤ، ستتوجه الأم صوب المطبخ لتفقد «الجبنة»، لمعرفة الوضع الذي توجد عليه لتصطدم، بالسواد الذي غطاها، والبلل الذي كساها، فما كان منها إلا أن هرعت صوب غرفة زوجها لتخبره بالخطر، الذي يتهدد صحة فلذتي كبدها بعد اكتشافها الوضع الذي يوجد عليه الجبن. حمل الوالدان الابنة الصغيرة صوب عيادة الطبيب، حيث أجريت لها فحوصات بالأشعة، لمعرفة ما الذي أصابها، لكن ما لم يكن ينتظره «زهير» وزوجته، هو أن يخبرهما الطبيب المعالج أن سموما اخترقت كبد الطفلة الصغيرة، مما أضحى يشكل خطرا على صحتها، لينصحهما باقتناء أدوية على عجل قبل فوات الأوان. وعلمت «المساء» من والد الطفلة أنه بصدد الاتصال بهيئة حماية المستهلك بمراكش من أجل اتخاذ إجراءات قانونية في حق الشركة، هذا في الوقت الذي قال فيه مسؤول بإدارة السوق الممتاز، إن الإدارة مسؤولة عن مدة صلاحية المنتوجات، التي تقدمها للزبناء والظروف التي يتم عرضها فيها، مضيفا أنه في حالة ما إذا ثبت بأن الجبنة، هي السبب في تدهور صحة الطفلة، فإن المسؤولين الأولين هما الوالدان اللذان لم يراقبا المواد التي يجعلانها في متناول طفليهما، مشيرا إلى أن هذا النوع من الجبنة يباع أيضا على الأرصفة وبالشوارع، قبل أن يعبر عن أسفه وألمه على ما أصاحب الطفلة الصغيرة.