حلت، بداية شهر مارس الماضي، لجنة من المفتشية العامة لوزارة الصحة بالرباط بالمستشفى الإقليمي الفارابي بوجدة في زيارة بحث وتحقيق في ظروف وفاة الطفلة كمراني شيماء، بتاريخ 08 يناير من السنة الحالية، تبعا لشكاية والدها محمد قمراني، بتاريخ 28 من نفس الشهر؛ الموجهة إلى القصر الملكي، وإلى كل من وزيرة الصحة، والمندوب الجهوي لوزارة الصحة بوجدة ،ووالي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد، والمرصد الوطني لحقوق الطفل، والجمعية الوطنية لحقوق الانسان، كما وضع شكاية لدى ابتدائية وجدة. لقد حمَّلت أسرة كمراني مسؤولية وفاة طفلتها شيماء لمستشفى الفارابي بوجدة، ووزارة الصحة ،بسبب الإهمال، وغياب الطبيب المختص، وعدم تقديم مساعدة لشخص في خطر... وكانت عاشت الأسرة المكلومة مأساة وفاة طفلتها "شيماء" بين يديها بسبب نزيف/ رعاف، دام زهاء 24 ساعة، إلى أن فرغت من دمها، دون أن تجد من يقدم لها الإسعافات الضرورية واللازمة؛ مع العلم أنها خضعت لعمليتين جراحيتين كللتا بالنجاح، بينما "تُوّج" دخولها إلى مستشفى الفارابي بوجدة بوفاة... أصيبت الأسرة بصدمة لم تتحملها والدة شيماء، وما زالت تعاني منها، واضطر الزوج إلى عرضها على أطباء نفسانيين، وإخضاعها لجلسات علاجية. يحكي والد الطفلة الهالكة شيماء أنه مساء يوم الاربعاء 07 يناير الماضي، ظهر نزيف بسيط على مستوى أنف طفلته شيماء البالغة من العمر سبع سنوات ونصفا، وبدا في أول الأمر أنه لا يمثل أي خطر عليها. حملها والدخها على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بمستشفى الفارابي بوجدة، حيث وضعت لها ضمادة على أنفها، وطلب منه إرجاعها الى البيت. وفي تمام الساعة التاسعة من نفس اليوم، تبين له أنها ما زالت تنزف من أنفها، فقام بإرجاعها الى نفس القسم، فتم حقنها على أساس إيقاف النزيف، لكن بدون جدوى، حيث بدأت تتقيأ الدم، ورغم إلحاحه بأن ابنته قد خضعت لثلاث عمليات جراحية على القلب، وأنها بحاجة إلى أطباء اختصاصيين للتدخل لإيقاف النزيف حالا، وحملها إلى غرفة العناية المركزة ... " لكن لم يكترث بي أي أحد، وبقيت المرحومة ابنتي تنزف دما أمام الحاضرين بقسم المستعجلات؛ وفي هذا الوقت تبين لي أن الأطباء الاختصاصيين المداومين المفروض حضورهم أثناء وقت الديمومة، كانوا كلهم غائبين رغم المناداة عليهم من طرف الحارس(ة) العام(ة)، وبعض الممرضين الحاضرين". ازدادت احتجاجات الوالد، وتعالى صراخه وبكاء أمها على هذا التصرف اللا إنساني، فتم مرة ثانية احالتهم على قسم أمراض القلب، ثم سلكوا نفس الطريق مصحوبين فقط بالعون، فتم رفضهم للمرة ثانية بهذا القسم على أساس أن الطبيب المسؤول غائب هو الآخر. آنذاك، قرر التوجه بها إلى مقر ولاية الجهة الشرقية، لكن أمام تدخلات بعض الحاضرين عدل الوالد عن ذلك، وتمت إعادة الطفلة الى قسم أمراض القلب مرة ثانية، اولذي قبلها في الاخير. " وهنا باتت المسكينة مع أمها في حجرة جد باردة، تفتقر إلى أدنى الشروط الصحية التي تحتاج اليها مريضة أجريت لها ثلاث عمليات على القلب، وعمرها لا يتعدى سبع سنوات ونصفا، ولم تزود لا بالدم، ولا بالاكسجين، سوى بكيس من المصل "sérum" الذي تم إقفاله من طرف ممرضة الجناح مباشرة بعد خروجي من هذا القسم حوالي الثالثة صباحا" . وفي صباح اليوم الموالي( الخميس 08 يناير2009) حوالي الساعة الثامنة والنصف، عاد محمد كمراني والد شيماء إلى الغرفة التي توجد بها ابنته رفقة أمها، لكن فوجئ بابنته وهي في غيبوبة تامة، ولما سأل والدتها إن زارها أحد من الاطباء، " كان جوابها أنها لم تر أحدا طيلة تلك الليلة المشؤومة"... أصبح قلب الطفلة غير قادر على أداء وظيفته بسبب النزيف الحاد الذي أصابها، ففارقت الحياة حوالي الساعة السابعة مساء... يناشد الوالد كل المسؤولين ويتوسل إليهم بعد الله بالكشف عن نتائج التحقيق، وتحريك المسطرة القانونية من أجل إنصافه، وردّ الاعتبار له في ما لحق به من إهمال ولا مبالاة واجهتهما طفلته الصغيرة ،وفلذه كبده بمستشفى الفارابي؛ بسبب رعاف دام زهاء 24 ساعة، أسلمت على إثره الروح إلى باريها.