انتقلت الطفلة شيماء كمراني(07 سنوات ونصف) إلى رحمة الله، بعد ليلة طويلة قضتها ووالدها بين ردهات وطوابق مستشفى الفارابي بوجدة، بحثا عن طبيب يوقف نزيفها ويخفف آلامها، حيث نقل الأب طفلته حوالي الساعة التاسعة والنصف ليلا من يوم 07 يناير 2009 إلى قسم المستعجلات لإسعافها، بعد إصابتها برعاف صاحبه احمرار شديد أسفل الأنف، فتم حقنها بإبرة لوقف النزيف، غير أن العكس هو الذي حصل، حيث زادت حدة النزيف على مستوى الأنف والفم أيضا، وعندما استفسر الوالد عن طبيب اختصاصي في أمراض الأطفال كانت صدمته كبيرة بغياب الأطباء الاختصاصين، ليس في طب الأطفال وحسب وإنما في جميع الاختصاصات... وأمام المضاعفات التي أصيبت بها الصغيرة طلب من والدها نقلها إلى جناح الأطفال بالمستشفى، قبل أن يعود أدراجه إلى المستعجلات، بعدما تم رفض استقبالها بالجناح المذكور، فتم توجيهه إلى جناح القلب، وتم رفض استقبالها هناك أيضا، فعاد مرة أخرى إلى المستعجلات، والألم يعتصر قلبه خوفا على فلذة كبده، التي أصيبت بالسعال، وبدأت تغيب عن الوعي، وأمام احتجاجاته على الإهمال واللامبالاة بحالة طفلته، طلب منه إعادتها لجناح القلب حيث استقبلت هذه المرة! وكانت الساعة تشير إلى الثالثة صباحا! فوضع للصغيرة، التي فقدت الكثير من دمها، المصل دون معاينتها طبيا، وسمح للأم بالبقاء إلى جانبها، فباتت على هذا الوضع إلى حدود الساعة 11 من صباح يوم 08 يناير، حيث أجريت لها تحاليل طبية وتم تزويدها بالدم والأوكسجين، ونقلت إلى قسم الإنعاش وهي في حالة احتضار، حيث قضت أكثر من ثلاث ساعات تقرر بعدها نقلها إلى مدينة فاس، ففضل والدها نقلها إلى الرباط، إلى حيث سبق أن خضعت لثلاث عمليات جراحية على القلب، الأولى سنة 2002 ، والثانية سنة 2007 ، والثالثة في ماي 2008 كللت كلها بالنجاح. كل ذلك قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة حوالي 7 مساء. وأمام ما أصاب فلذة كبده، وما واجهه من لامبالاة بحالتها، رفض الأب كمراني محمد (رجل تعليم) استلام جثة ابنته، وتقدم بشكاية لدى وكيل الملك بابتدائية وجدة، الذي أعطى أمره المباشر بإجراء تشريح لجثة الطفلة، سيما وأن التقرير الذي تحصل عليه الأب أشار إلى أن الوفاة نجمت عن سكتة قلبية تنفسية، ولم تسجل أية ملاحظة عن النزيف الذي حصل لها.