أصدرت المحكمة الإدارية بوجدة، يوم الخميس 3 نونبر الجاري، حكما في حقّ وزارة الصحة، قضى بأداء تعويض إجمالي لفائدة أسرة الهالكة الطفلة شيماء كمراني، قدره 80 مليون سنتيم، لثبوت مسؤولية الدولة عن الضرر اللاحق، من خلال تقصيرها في إنقاذ حياة الطفلة الأمر الذي تسبب في وفاتها بعد استفحال وضعها الصحي. وحاولت وزارة الصحة المغربية نفي المسؤولية من خلال ردّ على المقال الذي سبق أن تقدمت به إلى المحكمة الإدارية عائلة الفقيدة شيماء كمراني، التي وافتها المنية بمستشفى الفارابي بوجدة مساء يوم 8 يناير 2009 بسبب الإهمال والتقصير وغياب الأطباء وعدم تقديم المساعدة لشخص في خطر. وحمَّلت أسرة كمراني مسؤولية وفاة طفلتها شيماء لمستشفى الفارابي بوجدة ووزارة الصحة بسبب الإهمال وغياب الطبيب المختص وعدم تقديم مساعدة لشخص في خطر... فقد عاشت الأسرة المكلومة مأساة وفاة طفلتها «شيماء» بين يديها بسبب نزيف «رعاف» دام زهاء 24 ساعة دون أن تجد من يقدم لها الإسعافات الضرورية واللازمة، مع العلم أنها خضعت لعمليتين جراحيتين كللتا بالنجاح، فيما «تُوّج» دخولها إلى مستشفى الفارابي بوجدة بالوفاة... أصيبت الأسرة بصدمة لم تتحملها والدة شيماء وما زالت تعاني منها، واضطر الزوج إلى عرضها على أطباء نفسانيين وإخضاعها لجلسات علاجية. يحكي والد الطفلة الهالكة شيماء أنه مساء يوم الأربعاء 07 يناير 2009، ظهر نزيف بسيط على مستوى أنف طفلته شيماء البالغة من العمر سبع سنوات ونصف، فحملها والدها على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بمستشفى الفارابي بوجدة، حيث وضعت لها ضمادة على أنفها وطلب منه إرجاعها إلى البيت. وفي تمام الساعة التاسعة من نفس اليوم تبين له أنها ما زالت تنزف من أنفها، فقام بإرجاعها إلى نفس القسم حيث تم حقنها على أساس إيقاف النزيف، لكن بدون جدوى، إذ بدأت تتقيأ الدم، ورغم إلحاحه على أن ابنته قد خضعت لثلاث عمليات جراحية على القلب وأنها بحاجة إلى أطباء اختصاصيين للتدخل لإيقاف النزيف حالا وحملها إلى غرفة العناية المركزة... «لم يكترث بي أي أحد وبقيت المرحومة ابنتي تنزف دما أمام الحاضرين بقسم المستعجلات» يضيف والد الضحية. ازدادت احتجاجات الوالد وتعالى صراخه وبكاء أمها على هذا التصرف اللاإنساني، فتمت مرة ثانية إحالتهم على قسم أمراض القلب حيث قضت الطفلة ليلة كاملة، وفي صباح اليوم الموالي فارقت الطفلة الحياة بعد أن دخلت في غيبوبة تامة.