في احتجاج غريب من نوعه، أقدم سلفي، أول أمس الأربعاء، على الدخول في إضراب عن الطعام في بيته بجماعة أولاد الطيب القروية، بضواحي فاس، للمطالبة بإعادة التحقيق في ملف اعتقاله وإدانته بخمس سنوات سجنا نافذا على خلفية ما يعرف بأحداث 16 ماي الإرهابية وعمد السلفي عبد العالي بريك إلى إقفال بيته من الداخل، واكتفى بتعميم رسالة قصيرة على عدد من الإعلاميين والحقوقيين ونشطاء حركة 20 فبراير، يخبرهم فيها بأنه قرر الدخول في إضراب عن الطعام دون دخول أو خروج، وفي حال لم تتم الاستجابة لمطالبه، سيفجر نفسه بقنينة غاز يوم السبت أظهرها شريط بثه على الإنترنت، وهو يحاول إشعالها والتلويح بتفجيرها. وأضاف بريك بأنه يريد رسالة من الدولة حول الإصلاح وإطلاق كافة معتقلي السلفية، وإطلاق سراح معتقلي حركة 20 فبراير. وفي السياق ذاته، أشار هذا السلفي، الذي عادة ما يظهر في احتجاجات حركة 20 فبراير بفاس، في شريط تم بثه على الإنترنت، إلى أنه تعرض للاعتقال والمحن، وتوفيت زوجته في ملابسات يقول إنها غامضة، وحكى بأنه تعرض لكثير من المعاناة والتعذيب النفسي بكثير من السجون، منها سجن سلا وأوطيطا 2 وبوركايز. وذكر بأنه تعرض للإهانة في سجن أوطيطا، وبأن أحد السجانين أمره بأن يمارس عليه الجنس، فرفض، مما عرضه للانتقام، وعرض جهازه التناسلي لعاهة مستديمة، مضيفا أن كل الأطباء رفضوا أن يقوموا بإجراء عملية جراحية لإصلاح هذا الوضع، حسب تعبيره. وبسبب هذا الحادث، تعرض لصعوبات من الناحية الجنسية، ولا زال أخوه عز الدين بريك معتقلا على خلفية شبكة أمغالا في الصحراء. كما أن شقيقه محمد أيضا سبق له أن اعتقل بنفس تهمة الإرهاب، قبل أن يطلق سراحه، وتوفيت هو الآخر زوجته وعدد من أفراد عائلته في حادثة سير. واتهم بريك السلطات الأمنية بالوقوف وراء هذه المحن. وقد سبق للسلطات أن عمدت إلى وضع هذا المواطن رهن الاعتقال، في الآونة الأخيرة، على خلفية ملف سرقة دراجة نارية، لكن أطلق سراحه بعد ذلك.