كان علي ذكيا في اختيار عمليات السرقة التي ينفذها بضواحي أكادير إذ كان يستهدف السياح الذين يختارون التوقف قصد أخذ صور تذكارية بالقرب من التضاريس الوعرة، فكان علي يسلب ضحاياه الأجانب بعض ممتلكاتهم ويطلق ساقيه للريح، لكن شكايات الضحايا وتحريات عناصر المركز القضائي للدرك الملكي أوقعته في شركهم، وأحيل على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية التي قضت في حقه ب8 أشهر حبسا نافذا. لم يجد علي عملا يغنيه عن السرقة التي أوصلته إلى سجن إنزكان رغم كل المجهودات والمحاولات التي بذلها للحصول على لقمة العيش، فاقتنع أن قدره هو الرجوع إلى حرفته «المعلومة» رغم ما فيها من مخاطر وتبعات قضائية، فالعمل الذي يطمح إليه لم يجده حتى حاملو الشهادات العليا، لكنه كان يتذكر معاناته في سجن إنزكان الذي قضى به سنتين، فكل يوم في هذا السجن يعتبره علي ك«خمسين ألف سنة»، لذا فكر طويلا في طريقة يمارس بها «حرفته» دون أن تطاله يد مصالح الأمن، واهتدى أخيرا إلى طريقة يعتقدها آمنة تقيه شر مطاردات الدرك أو السلطات المحلية وحتى السكان. السياح في مقدمة المستهدفين سيكون السياح الأجانب صيد علي السهل في أمكنة خالية من السكان، غير بعيد عن بلدته بدوار إنرارن جماعة أقصري بمنطقة إيموزار إدوتنان، هكذا وفي صبيحة أحد أيام شهر أكتوبر المنصرم اختار علي الاختباء وسط الأشجار في طريق إيموزار إدوتنان، في مكان يبعد عن منطقة «ألما» بعشرة كيلومترات، لمعرفته المسبقة أن السياح الأجانب عادة ما يقفون فيه للاستمتاع بمنظره الجميل وأخذ صور تذكارية، وبالفعل لم ينتظر سوى دقائق حتى توقفت سيارة كان على متنها زوجان أجنبيان من جنسية نمساوية، انشغل الزوج بأخذ الصور للمناظر الخلابة الموجودة بالمكان، فيما بقيت الزوجة بجانب السيارة إلى أن باغتها علي وخطف منها حقيبتها، فصرخت طالبة النجدة من زوجها، وحاول الاثنان مطاردة اللص لكنه صعد الجبل ورمى بحقيبة الأجنبية، التي تفقدتها فوجدت أن علي اللص انتشل منها 300 درهم وآلة تصوير، وأصيبا بصدمة قوية من الطريقة التي تمت بها عملية السرقة في واضحة النهار. بحيرة هدف آخر لعمليات السرقة ليس هذا المكان هو الوحيد الذي يفضل علي أن ينفذ فيه عملياته، بل هناك أماكن أخرى، مثل المكان المعروف لدى السياح الذين يزورون مدينة أكادير، وهو أيضا غير بعيد عن بلدته، والمسمى «لافالي دي بار أدي» وكان ضمن ضحاياه في هذا المكان سائحان سويسريان أحدهما كان برفقة عائلته، حيث استغل انشغالهما بالاستحمام في هذه البحيرة الجميلة ليخطف من أحدهما هاتفين محمولين وحافظة أوراق تحتوي على مفتاح تخزين وبطاقة بنكية وأوراق شخصية، وخطف من الآخر أيضا هاتفين ووثائق شخصية. جل ضحايا علي من السياح الأجانب وضعوا شكايات ضد مجهول في شأن ما تعرضوا له من سرقات لدى السلطات المحلية بمنطقة إيموزار إدوتنان، وجندت السلطات مخبريها للبحث عن مقترف هذه السرقات ونجحت بالفعل في القبض على علي وتسليمه للدرك الملكي الذي أنجز محضرا في الموضوع اعترف من خلاله علي بالمنسوب إليه جملة وتفصيلا، مضيفا أنه يبيع الأشياء التي يسرقها بأسواق مدينة إنزكان أحيانا بمبالغ بخسة ويعيل من هذه المبالغ نفسه وأسرته الفقيرة. نهاية وراء القضبان بعد استكمال الأبحاث التي قامت بها عناصر المركز القضائي للدرك الملكي، أحيل بعدها علي على ابتدائية أكادير، والتي توبع من طرفها في حالة اعتقال من قبل النيابة العامة إلى أن أدانته الغرفة الجنحية من أجل السرقة بثمانية أشهر حبسا نافذا وغرامة 500 درهم . المتهم ندم كثيرا بعد تنفيذ عمليات السرقات التي استهدفت السياح الأجانب بالقرب من بحيرة وضواحي عاصمة سوس، ورغم ما أصابه من ندم لم تكن الهيئة القضائية رحيمة بتوسلاته .