ما الداعي إلى وضع أرضية أخرى منافسة للأرضية الأولى التي وقعتها قيادات الحزب، كمحمد مجاهد ومحمد الساسي؟ تنوع الأرضيات يتماشى وصيرورة الحزب الاشتراكي الموحد، الذي أسس لتدبير الاختلاف من داخله، عبر السماح للجميع بالتعبير عن آرائه دون قيد أو شرط، تفاديا لظاهرة الانشقاق التي تعرفها العديد من المكونات السياسية، أما بخصوص الأرضيات تحديدا، فيمكن القول بوجود سبع أرضيات كانت متبلورة قبل ظهور حركة 20 فبراير، وحيث إن الأخيرة تشكل منعطفا تاريخيا بالمغرب، كان من المنطقي جدا أن نراجع تصوراتنا بناء على هذا الحادث. عموما، يمكن القول بأن الأرضيتين معا تكمل إحداهما الأخرى، لأنه لا اختلاف جوهريا بينهما، الاختلاف يهم التصور المستقبلي للحزب، وهذا ما سيتم الحسم فيه خلال المؤتمر، الذي يبدو أن النقاش فيه سيكون غنيا ومفيدا. لماذا وقعتِ على الأرضية الأولى، ثم شاركت لاحقا في صياغة الأرضية الثانية، رغم أن حضورك في المناقشات الأولى أمر ثابت؟ لم أوقع على أي من الأرضيتين، وسبب ذلك يرجع إلى تفادي ما قد يتم تأويله بالتخندق أو ما شابه ذلك، فحزبنا ينهج سياسة مفتوحة وشفافة تجعلنا نترك الباب مواربا، بل ومفتوحا في وجه جميع من له تصور مخالف، أكثر من هذا فالعديد من المناضلين الذين قد يصلون غدا أو بعد غد لقيادة سفينة الحزب هم كذلك من غير الموقعين على أي من الأمرين. أعود فأقول إن النقاش الحقيقي والتصور المسؤول هو ذاك الذي سيخرج به مؤتمرنا المنعقد نهاية هذا الأسبوع. كيف تقرئين مستقبل الاشتراكي الموحد في ظل المتغيرات الوطنية والإقليمية؟ حزبنا يسير بثبات وروية، فضلا عن أنه يعمل بوضوح وشفافية، لهذا كله فأنا متفائلة بالمستقبل الذي سيزكي لا محالة صواب اختياراتنا، التي لم ولن نتوانى في الإفصاح عنها، ودعمنا منذ البداية لحركة العشرين من فبراير التي طالبت بإسقاط الفساد بجميع تمظهراته، دليل على وضوح الرؤية في عملنا، فنحن نسمي الأشياء بمسمياتها ونقول إنه لم تتم الاستجابة للعشرين مطلبا التي تقدمنا بها للجهات الرسمية، والتي كان من شأن التعاطي إيجابيا معها أن يبعث الأمل في النفوس، ونقول أيضا إن المغرب يعيش أزمة دولة وأزمة أحزاب وأزمة مجتمع. *عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد