تدخلت، في الثانية صباحا من أول أمس السبت بمدينة جرف الملحة في إقليمسيدي قاسم، شاحنتان للقوات العمومية لفك اعتصام العشرات من المواطنين في المدينة، والذي زاد عن الشهر، حيث نصب المواطنون خياما قبالة متجر لبيع الخمور افتُتِح منذ شهرين احتجاجا على رفضهم الترخيص لهذا النوع من المتاجر، «التي كان السكان في غنى عنها». وكاد التدخل الأمني يسفر عن مواجهات دامية بين السكان والقوات العمومية، حسب مصادر من المنطقة، بعد أن تدخلت القوات لتمزيق الخيام، وهو الشيء الذي واجهه السكان بنوع من العنف، مما اضطر القوات العمومية إلى الانسحاب، مكتفية بتمزيق الخيام. وأكدت المصادر نفسها أن المحتجين طرقوا أغلب أبواب منازل المدينة، داعين التلاميذ إلى مقاطعة الدراسة، أول أمس السبت، وهو ما استجاب له أغلب تلاميذ التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، تنديدا بالتدخل الأمني ومحاولة إرغام المحتجين على فك الاعتصام، في الوقت الذي كانوا ينتظرون أن تتدخل الجهات المسؤولة بالصرامة نفسها لإغلاق أبواب محل الخمور، «الذي أضرّ كثيرا بالسكان»، تؤكد المصادر ذاتها. ونظم المحتجون، ومعهم تلاميذ المؤسسات التعليمية، مسيرة احتجاجية حاشدة، شارك فيها مئات الأشخاص، للمطالبة بإغلاق محل الخمور، الذي كان سببا في نصب الخيام واحتجاج الأسر المتضررة. وأكد مجموعة من المتضررين، في تصريحات متطابقة أدلوا بها ل»المساء»، أنهم تقدموا بملتمس إلى السلطات المعنية عندما علموا بالترخيص لمتجر لبيع الخمور، غير أن السلطات لم تُصْغِ إلى سكان الحي، الشيء الذي اعتبروه تجاوزا لحرمة الحي وعدمَ احترام لمَطالبهم. وأضاف المتضررون أن فتح المتجر تَسبَّب في مشاكل للسكان، حيث أصبح الحي يعرف اكتظاظا غير مسبوق، إذ «يقصده «المعربدون» من مختلف الأحياء وأصبح ملاذا للسكيرين والمنحرفين وأضحى يشكل تهديدا خطيرا لأمنهم وأمن أبنائهم داخل كل الأحياء السكنية ومحيط المؤسسات التعليمية». وردا على ما وصفوه ب»إهمال» السلطات المُراسَلات العديدة الداعية إلى إغلاق محل بيع الخمور، نظم السكان عددا من الوقفات والاحتجاجات والمسيرات الليلية قصد رفع الضرر عن المتضررين، بناء على شكاية لهم، توصلت «المساء» بنسخة منها.