يبدو عباس الفاسي، الأمين العامّ لحزب الاستقلال، في وضع صعب في ظل احتدام التنافس بين قياديين ووزراء استقلاليين سابقين للظفر بإحدى الحقائب الوزارية التي يُنتظَر أن تقترحها قيادة حزب العدالة والتنمية في مفاوضات تشكيل الحكومة القادمة، بعد أن انضمّت إلى صفوف المطالبين بحقهم في الاستوزار مجموعة من القياديات الاستقلاليات. وحسب ما كشفت مصادر استقلالية، فإن أصوات مجموعة من القياديات الاستقلالية بدأت ترتفع للمطالبة بإنصافهن في ما يخص تقلد المناصب الوزارية، مشيرة إلى أن تلك المجموعة تتكتل حاليا من أجل الضغط على الفاسي لانتزاع حصتهن من الحقائب الوزارية المُنتظَر إسنادها إلى حزب علال الفاسي وأنه من أجل تحقيق هذا الهدف سيُعقَد، صباح هذا اليوم، لقاء للنساء الاستقلاليات سيكون مناسبة للتعبير صراحة عن تلك المطالب. وكشفت مصادر استقلالية مطّلعة أن اللقاء، الذي سيعقد في أحد فنادق الرباط ويخصص للاحتفاء بالاستقلاليات اللائي ضمِنّ مقعدهن في البرلمان القادم على مستوى اللائحة الوطنية، سيكون مناسبة للتعبير عن مطلبهن بنصيبهن في الحقائب الوزارية، مشيرة إلى أن النقطة المحورية للاجتماع ستكون خلق تيار يطالب الأمين العامّ للحزب بتحديد «كوطا» للاستوزار للنساء الاستقلاليات في مفاوضاته مع رئيس الحكومة الجديد. وقد توصل الفاسي، في الأيام القليلة القادمة، بالسيرة الذاتية لعشرات الأطر الاستقلالية التي ترى في نفسها الكفاءة والفعالية اللازمتين لتقلد مناصب وزير أو كاتب دولة، وتطالب بمنحها الفرصة وعدم تغليب منطق «العائلات والمصاهرة» في ترشيحات الحقائب الوزارية التي ستسند إلى الحزب. وجدير بالذكر أن «حرب الاستوزار» اندلعت داخل حزب الاستقلال منذ إعلان النتائج النهائية للانتخابات التشريعية ل25 نونبر، وهي حرب تجعل الفاسي في وضع لا يُحسَد عليه، إذ سيكون عليه الحسم في أسماء وزراء الحزب في الحكومة القادمة، في ظل التنافس الشديد بين أسماء قيادية اكتسبت خبرة التدبير الحكومي وأخرى تطالب ب«فرصتها»، دون نسيان صعوبة الاستجابة لكل الطلبات في ظل توجه قيادة الحزب الإسلامي إلى تقليص عدد الحقائب الوزارية. ويأتي في قائمة المتنافسين محمد الوفا، سفير المملكة الحالي في البرازيل، والمُصنَّف ضمن خانة «صقور الحزب»، وأحد المرشحين لخلافة الأمين العامّ عباس الفاسي، الذي قاربت ولايته على نهايتها. كما تضم اللائحة كلا من توفيق حجيرة، وزير السكنى في الحكومة المنتهية ولايتها، وعادل الدويري، وزير السياحة الأسبق في عهد حكومة إدريس جطو، والقيادي امحمد الخليفة، إلى جانب زيدوح وعبد الله البقالي، عضو اللجنة التنفيذية، وبرلماني العرائش، وكريم غلاب، وزير التجهيز والنقل في الحكومة السابقة.