زغاريد وهتافات وأغانٍ صدحتْ بها حناجر عشرات النساء من منطقة «الحارة»، اللواتي توجّهن صوب مقر حزب العدالة والتنمية في باب دكالة بمراكش، في حدود الساعة الثانية عشرة بعد منتصف ليلية الجمعة -صبيحة السبت، ل»الاحتفال» ب»اكتساح» مرشحي حزب «المصباح» خمسة مقاعد من أصل تسعة. لم تنطفئ الأضواء في المقرات الثلاثة للحزب الإسلامي وتواصلت الأفراح والزغاريد والتكبير في الأجواء الاحتفالية التي رسمها وشباب ونساء كانوا يرتدون نذلات بيضاء طُبِع عليها رمز «المصباح» وكتب عليها عبارة «حزب العدالة والتنمية». الدفوف والزغاريد في بيت العدالة والتنمية حركية دؤوبة كانت داخل وخارج مقر حزب العدالة والتنمية في باب دكالة، فهناك من يحملون محاضر المكاتب ومنهم من يجلبون الماء والأكل للعاملين ومنهم من يتابعون شاشة التلفزيون لمعرفة باقي النتائج. وبينما كان مرشح حزب العدالة والتنمية في دائرة جليز، أحمد المتصدق، يُسكِت جوعه ب»ساندويتش» داخل مطبخ المقر، كان الجميع منهمكين في إحصاء المحاضر التي تتوافد على المقر وتتبُّع النتائج، التي كانت تُبَثّ على الشاشة. دخل حشد كبير من النساء يضربن الدفوف (البنادرْ) ويرفعن أصواتهن بالزغاريد ويُكبِّرن بأعلى صوتهن، رافعات شعارات «ها هي ها هيّ، العدالة والتنميّة». تركت نساء منطقة «الحارة»، القريبة من مقر حزب «المصباح، بيوتهن وتوجّهْن، جماعة، صوب المقر، حاملات الدفوف و»الطعارج». ولجت النسوة مقر حزب «المصباح» على إيقاعات عبارة «سيدي بايعْ، سيدي بايع»، التي صُغْنها في قالب غنائي، فاستُقبِلن بالتحايا وعبارات الترحيب من قِبَل القائمين على المقر، كان المتصدق منهمكا في قضم «الساندويش»، إلى أن أخرجه أعضاء من اللجنة التنظيمية من المطبخ لاستقبال النساء. خرج «المتصدق» وعلامات الفرح تعلو وجهه. ولم يستطع بدا من المشاركة في «الاحتفال»، ليقوم أنصار الحزب الإسلامي بحمله على الأكتاف والهتاف بشعارات «إسلامية»، قبل أن يخاطب أحد العاملين أعضاء حزب عبد الإله بنكيران «أخاه» قائلا: «خاص الإخوان يْديرو إستراتيجية للتواصل مع السكان، الحصول الله يقدرهومْ على هاد المسؤولية». وتُعد جليز الدائرة الوحيدة في مراكش التي لم يحصد فيها العدالة والتنمية مقعدين، حيث احتلت جميلة عفيف، مرشحة حزب «التراكتور» الرتبة الثانية، متبوعة برشيد بن الدريوش، عن حزب الحركة الشعبية. «النقاب» في مقر «البام» في مقر حزب الأصالة والمعاصرة في دائرة جليز، حيث احتلت فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مدينة مراكش، الرتبة الثالثة بعد «اكتساح» يونس بنسليمان، وكيل لائحة حزب «العدالة والتنمية، مجموع الأصوات المعبر عنها في دائرة المدينة -سيدي يوسف بنعلي، كانت عمدة المدينة تتلقى التهاني وتعانق إخوانها ووالدتها، وكل أنصارها. في حين كان زوجها يراقب مشاهد فرحة «بنت الباشا» ويتتبع خطواتها. وقد شكل احتلال رئيسة المجلس الجماعي لمراكش الرتبة الثالثة «مفاجأة» كبرى، في وقت كان جل المراقبين يتوقعون احتلالها الرتبة الثانية، في ظل التنافس الشديد، الذي كان بينها وبين نجيب رفوش، المعروف ب»ولد العروسية»، والذي لم يظفر بمقعد برلماني للمرة الثانية على التوالي، بينما قالت مصادر من حزب العدالة والتنمية إن وكيل لائحة «المصباح» حصل على حوالي 20 ألف صوت من المُعبَّر عنها. كانت الساعة تشير إلى الواحدة وخمس أربعين دقيقة ليلا. كانت الأصوات تتعالى من داخل العمارة التي يوجد بها مقر حزب «التراكتور» في جليز. لم يفارق الهاتف المحمول أذني فاطمة المنصوري، التي كانت تتطلع إ‘لى معرفة نتائج باقي مرشحي حزب «البام» في دوائر المغرب. وفي خضمّ هذا الضجيج، ارتفع صوت وكيلة لائحة حزب «التراكتور» في المدينة فرحا بحصول عدنان بنعبد الله، رئيس مقاطعة المنارة، على الرتبة الثالثة بعد حصول منافسه «اللدود» محمد العربي بلقايد، الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية، على الرتبة الأولى، بحوالي 25 ألف صوت، مما جعله ينير ضوء «المصباح» لوصيفه في اللائحة، مبارك النوخي. وقد كان مثيرا داخل مقر حزب «التراكتور» حضور سيدة منقبة كانت تلتحف السواد وتصافح أنصار الحزب وتُهنّئهم بفوز عمدة المدينة بمقعد برلماني. لم تختلف «الأخت» المنقبة كثيرا عن الحاضرين إلا بنقابها، فقد كانت تصافح وتضحك مع الحاضرين وتلتقط صورا مع عمدة المدينة، مما فسره بعض الظرفاء بأن الأصالة والمعاصرة يسعى إلى سحب بساط المنقبات من تحت أرجل حزب العدالة والتنمية.