كان يوم الخميس 18يونيو 2009 يوما غير عادي بالنسبة لساكنة مدينة سيدي بنور ، حيث كان يحمل بشرى التغيير لديهم في جهاز يهتم بشؤون حياتهم اليومية ، لذلك و تتبعا منها لما يجري، حجت بالمئات إلى مقر البلدية منذ الثامنة صباحا لتحيي المناضلات والمناضلين تعبيرا منها عن حبها لهم و ثقتها فيهم على تحقيق التغيير الذي سيكون لا محالة بمثابة تحول نحو التقدم و نماء المنطقة . حشود المواطنات و المواطنين دفعت بالسلطات المحلية و الأمن الوطني إلى نشر عدد كبير من رجالاتها قصد الحفاظ على الأمن و تأمين حركة السير والجولان ، حيث نجحت بالفعل في السيطرة على الوضع بما يضمن سلامة الجميع، غير أنها لم تتمكن من صد زغاريد النساء التي كانت تكسر الفضاء ، و تتحكم في حناجر المواطنين التي كانت تصدح بالحب و الخير و الوفاء لممثلي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، معلقين كل الآمال على مصداقيتهم و نضالهم و ما يتسمون به من نكران ذات لأجل خدمة مصالح الساكنة في كل المجالات . صباح يوم الخميس سيظل موشوما في ذاكرة جميع ساكنة مدينة سيدي بنور على اختلاف مستوياتها و فئاتها العمرية والجنسية ، حيث كانت تنتظر هذه اللحظة بفارغ من الصبر لكي تتأكد أن سحابة الإهمال و التهميش قد انقشعت و زالت و تتمكن من وضع خط القطيعة مع الماضي و مخلفاته ... و أن ترسم مسارا جديدا لجماعة ذات مصداقية رفقة مجموعة من أبناء هذه المدينة المعطاءة المتميزون بالكفاءة و نظافة اليد و الغيرة على مستقبل المدينة و ساكنتها . هكذا كان أمام مقر البلدية مملوء عن آخره، حيث ازداد كثافة في حدود الساعة العاشرة صباحا حين حل ممثلو الأحزاب المتحالفة و على رأسها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (حزب العدالة والتنمية - حزب الاستقلال - حزب جبهة القوى الديمقراطية) الذي استطاع أن يفوز بتسعة مقاعد من بينهم سيدة في إطار اللائحة الإضافية .فكان أن ازدادت الزغاريد و الهتافات التي هزت قاعة الاجتماعات بالبلدية إعلانا عن حلول لحظة التغيير و إسناد رئاسة المجلس إلى وكيل لائحة الاتحاد الاشتراكي عبد اللطيف بلبوير، الذي يستحق أن يكون كذلك حيث تتوفر فيه شروط الكفاءة و الوفاء و نظافة اليد ممن يعملون بوضوح و شفافية و ديمقراطية خدمة لصالح ساكنة هذه المدينة الطيبة التي عانت لسنوات من الإهمال و التهميش و اللامبالاة في عدة مجالات . وسط أجواء احتفالية وبحضور السلطة المحلية و ممثل عن قسم الجماعات بعمالة إقليمالجديدة وجميع الأعضاء الفائزين ، و أمام جمهور غفير ظل يلوح بالورود لساعات و مجموعة من ممثلي المنابر الإعلامية الجهوية والوطنية بالمدينة انطلقت عملية الترشيح لشغل منصب رئيس المجلس البلدي، حيث تنافس على ذلك كل من الأخ عبد اللطيف بلبوير عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و الرئيس السابق للمجلس السيد السايسي حسني عن حزب الأصالة والمعاصرة ، وبعد الترتيبات والإجراءات الضرورية مع اتخاذ جميع التدابير القانونية أدلى الأعضاء بأصواتهم، حيث عاد الفوز لممثل الاتحاد الاشتراكي بعد حصوله على 16 صوتا مقابل 13 صوتا و بالتالي تعود رئاسة المجلس البلدي بسيدي بنور للأخ عبد اللطيف ، وهكذا وفي ظل أجواء طبعتها وتطبعها أجواء الديمقراطية والشفافية تابع الأعضاء انتخاب المكتب المسير و الذي جاءت تشكيلته كالتالي : رئيس المجلس : عبد اللطيف بلبوير ( الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ) نائبه الأول : مصطفى أبو الفراج ( حزب الاستقلال ) نائبه الثاني : حميد يفيد ( حزب العدالة والتنمية ) نائبه الثالث : محمد النيل ( حزب جبهة القوى الديمقراطية ) نائبه الرابع : يوسف الحنصالي ( حزب العدالة والتنمية ) نائبه الخامس : عبد الكبير السباعي ( حزب جبهة القوى الديمقراطية ) نائبه السادس : عبد الله جيهري ( حزب الاستقلال ) كاتب المجلس : محمد المتوكل ( حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ) نائبة الكاتب : فاطنة بواب (حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ) وتجدر الإشارة هنا إلى أنه سيتم لاحقا توزيع المهام المتبقية على باقي الأعضاء و يتعلق الأمر بمقرر الميزانية ونائبه و رؤساء اللجان الدائمة (03) . هكذا وقد ألقى الأخ عبد اللطيف بلبوير كلمة أمام الحضور بصفته الرئيس الجديد للمجلس البلدي شكر من خلالها الساكنة البنورية على الثقة التي و ضعوها فيه ، كما توجه بالشكر إلى كل من ساهم، سواء من قريب أو بعيد في هذا الانجاز التاريخي منوها بالمجهودات التي بذلتها وتبذلها السلطات المحلية إبان الحملة الانتخابية و خلال اجتماع انتخاب الرئيس وكذا رجال الأمن بما ساهم في إنجاح كل العمليات ... هذا وقد كانت كلمة رئيس المجلس البلدي عبد اللطيف بلبوير معبرة و ذات مغزى عميق مفادها تضافر الجهود و إشراك الجميع في اتخاذ القرارات لأجل تحقيق ما تنتظره ساكنة المدينة من تقدم و تغيير ايجابي في جميع مناحي الحياة بها ، متمنيا للجميع في آخر كلمته التوفيق و النجاح لما فيه خير المدينة وساكنتها . لقد دامت عملية انتخاب المكتب المسير للمجلس البلدي الجديد لأزيد من خمسة ساعات ، كانت أعداد الجماهير أثناءها واقفة أمام مقر البلدية تتابع مجريات العملية غير آبهة بحرارة الجو و أشعة الشمس الحارقة وهي تهتف بأعلى صوتها حاملة باقات من الورود عربونا على رمز الوردة رمز الوفاء و النماء رمز التضامن و التقدم ... مرددة شعارات التأييد و المساندة إلى أن خرج ممثلو الأحزاب المتحالفة ويتقدمهم رئيس المجلس الأخ عبد اللطيف ليعانقوهم و يقاسمونهم فرحة انقشاع غيمة التسلط و الإهمال و جلاء كابوس التهميش واللامبالاة، حيث قام الجميع بدورة شرفية جابوا من خلالها أهم الأحياء والشوارع بالمدينة تسبقهم في ذلك منبهات السيارات والحافلات و هتافات المواطنات والمواطنين ، معلنين بذلك للجميع عن بزوغ عهد جديد وميلاد جماعة ذات مصداقية . وبالمناسبة فقد سبق للأحزاب المتحالفة أن استصدرت بيانا يوم 14 يونيو 2009 جاء فيه : إن الهيئات السياسية المحلية بسيدي بنور و المتمثلة في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و حزب جبهة القوى الديمقراطية و حزب العدالة والتنمية و حزب الاستقلال المجتمعة بمقر حزب العدالة والتنمية بسيدي بنور بتاريخ : يوم الأحد 14 يونيو 2009 و بعد دراستها للأوضاع التي مرت فيها الانتخابات منذ انطلاق الحملة الانتخابية إلى حين إعلان النتائج ، فإنها تعلن عن : - قيام تحالف بين الهيئات السياسية السالفة الذكر كإطار للتنسيق في كل ما يهم الشأن المحلي بسيدي بنور - شكرها للمواطنات و المواطنين الذين وضعوا ثقتهم في لوائحها - التزامها بتشكيل مكتب للمجلس المقبل برئاسة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و بمشاركة حزب جبهة القوى الديمقراطية و حزب العدالة والتنمية و حزب الاستقلال - مناشدتها لساكنة سيدي بنور التواقة للتغيير إلى التعبئة التامة لإنجاح هذه التجربة - دعوتها لكافة القوى الديمقراطية و النقابية و الجمعوية إلى الانخراط الفعال في هذه التجربة - التزامها بترجمة برامجها الانتخابية إلى واقع ملموس " وفي تصريح للجريدة عن الأجواء التي مرت فيها عملية انتخاب الرئيس و الاستقبال الحار من طرف الساكنة البنورية قال الأخ عبد اللطيف " اليوم وقد تحمل الحزب مسؤولية رئاسة المجلس والذي يعد حدثا تاريخيا بالنسبة لنا سنقوم بتدبير و تسيير شؤون الجماعة بنوع من الثقة و الحكامة و الشفافية و نهج أسلوب الديمقراطية يكون الهدف منه تحقيق جماعة ذات مصداقية تحظى بثقة الجميع ، لأن تعاقدنا مع الساكنة يضيف الأخ عبد اللطيف مبني على أساس المحاسبة و المساءلة ، وبما أننا في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية نهتم وباستمرار بقضايا المواطنين، فسنعمل على تدبير شؤون المدينة تدبيرا محكما و أن يكون تسييرها تسييرا سليما يحافظ على المال العام و يساهم في تقدم عمل الجماعة بشكل ديمقراطي و شفاف، فنحن من الآن مستعدون و واعون بمقدرتنا و كفاءتنا لتحقيق التقدم لهذه المدينة التاريخية المعطاءة قلب دكالة النابض ، كوننا عازمون على التغيير بالمجلس البلدي الذي ظل حكرا على مجموعة من الأشخاص، للأسف، لم تقدم شيئا للساكنة البنورية التي عبرت عن رغبتها في التغيير بوضع ثقتها في الاتحاد الاشتراكي كونها تريد أن تعيش حياة كريمة ، لقد عانت الساكنة من سياسة الإقصاء والتهميش وسياسة قضاء المصالح الشخصية على حساب المصالح العامة و نحن في هذا الصدد و أمام هذا التجاوب الكبير الذي نعتز و نفتخر به نعتبره قوة ستجعل كل الصعاب تهون أمامنا و تدفع بنا للعمل الجاد والجدي بكل ما في وسعنا لتحقيق حاجياتها في مختلف الميادين ، ولذلك نسأل الله عز وجل التوفيق لكل ما فيه خير هذه المدينة .