يعتبر د. أنور الشرقاوي، رئيس الجمعية المغربية للإعلام الطبي، أن مرض هشاشة العظام غير معروف بما فيه الكفاية بالمغرب، وهو مرض يصيب النساء المغربيات فوق سن الخمسين، وأن تفاديه ممكن لو خضعت المرأة المصابة به لتشخيص وعلاج مبكرين. أرقام منذرة يؤكد د. أنور الشرقاوي أن مرض هشاشة العظام في المغرب يعتبر مرضا غير معروف بما فيه الكفاية، لأن الناس يعتبرون شيئا عاديا رؤية امرأة عجوز وهي تمشي منحنية، ويقولون بكل بساطة إن ذلك شيء طبيعي بسبب التقدم في السن، بيْدَ أن هذه السيدة تعاني من كسور في العمود الفقري كان من الممكن تَجَنُّبها لو خضعت لتشخيص وعلاج مبكرين. ويرى الدكتور أنو الشرقاوي أن الجمعية المغربية لأمراض روماتيزم العظام والمفاصل تسعى إلى تحسيس الجمهور العريض، وعلى الخصوص النساء، بخطورة مرض هشاشة العظام. وحسب دراسات أجريت بالمغرب، في مستشفى العياشي، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، وبالمستشفى العسكري بالرباط، تبين أن 35٪ من النساء اللائي يتجاوز عمرهن 50 سنة، يعانين من هذا المرض، وأن ما يقرب من امرأة من اثنتين تتعرض لكسْرٍ فقري خلال حياتها. هذه الأرقام تعتبر بمثابة إنذار، مما يجعل من مرض هشاشة العظام مشكلا صحيا عموميا، خاصة مع تزايد نسبة شيخوخة السكان. وفي الغالب، فإن هشاشة العظام مرض متعدد العوامل، وهكذا، فالهشاشة ما بعد سن اليأس تشكل السبب الأول لهذا المرض، كما يلاحظ أنها في هذا السن تلعب دورا حاسما في فقدان حيوية العظام. أما العوامل الأخرى لخطورة الهشاشة، فهي عمر متقدم، جنس أنثوي، نحافة زائدة، وهي عوامل معروفة الآن، ونفس الشيء بالنسبة إلى بعض العادات الغذائية كالنقص في مادة الكالسيوم وفي فيتامين «د»، التي يمكن أن تسارع في حصول الهشاشة. وهناك بعض الأدوية وبعض الأمراض العصبية، والسكري التي تؤدي إلى حدوث حالات هشاشة. الأسباب الرئيسية هناك عوامل أخرى ذات خصوصية في المغرب تسبب هذا المرض، مثل النقص في فيتامين «د»، أسلوب اللباس الذي يغطي أغلب أعضاء الجسم، إلى جانب الفروق الشاسعة والمستوى التعليمي المنخفض. لكن، ومن أجل القيام بتشخيص لحالة الهشاشة، والتمكن من العلاج قبل حدوث كسر، لابد من إجراء فحص خاص. وهكذا، على النساء، بعد فترة سن اليأس، أن يستشرن طبيبهن المعالج من أجل توجيههن للقيام بالفحوص اللازمة والملائمة، بدون ضياع الوقت والجهد والمال. إنه من غير المقبول اليوم وضع تشخيص في مرحلة حصول كسر، بينما هناك طرق علاج ناجعة لهذا الغرض. وعلى الأطباء والسلطات الصحية عدم التسامح مع هذه الحالة الكارثية بالنسبة للأشخاص ضحايا كسور ثانوية وهشاشة عظمية. العلاج في هذا الصدد، تلح اللجنة العلمية للجمعية المغربية لأمراض روماتيزم العظام والمفاصل على ضرورة «القيام بحملات تحسيس بهدف تشخيص الهشاشة قبل مرحلة الكسر»، مع العلم أن العلاج يتمثل في تناول أدوية من شأنها تمهيد تثبيت الكالسيوم والفيتامين د على مستوى العظم، والتقليص من حدة فقدانه. إن بعض المرضى يظنون أن ثلاثة أشهر من العلاج قد تكون كافية، بيْد أن أدوية هشاشة العظام لن تكون فعالة إلا إذا تم العلاج خلال ثلاث سنوات على الأقل. خلاصة القول أن أدوية هشاشة العظام عرفت تطورا كبيرا، كما أن تناولها أصبح يوميا، وأسبوعيا، بل حتى سنويا، وهذا من شأنه تجنب وقوع كسور تكون في بعض الأحيان قاتلة، خاصة لدى فئة الأشخاص المتقدمين في السن.