يعتبر مرض هشاشة العظام من الأمراض الخطيرة التي تنتشر بكثرة في السنوات وهو مرض يصيب النساء بنسبة حوالي 90% نظرا لبنيتها البيولوجية. وحول هذا المرض يتحدث الدكتور عبد الرحيم سنات رئيس مصلحة طب وجراحة العظام والمفاصل بمستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي بالدار البيضاء وخريج كلية الطب والصيدلة بالبيضاء ويقول الدكتور سنات إن مرض هشاشة العظام يصيب النساء بنسبة عالية جدا خاصة المرأة التي تتجاوز سن اليأس أي تفقد العادة الشهرية وبالتالي تفتقد إلى الكالسيوم. فالمرأة تفقد مادة الكالسيوم أثناء الحمل، لأن الجنين يتغذى من جسمها من كل الفيتامينات التي تتوفر عليها وقد تحمل لمرات عديدة وتفتقد شيئا فشيئا إلى مادة الكالسيوم والحديد من خزانها بل إن الجنين يأخذ كل ما يحتاجه لتنمية نفسه داخل البطن. تفقد المرأة مادة الكالسيوم كذلك عند الرضاعة، فالطفل يرضع من ثدي أمه مادة الحليب والحليب غني بمادة الكالسيوم وأن الطفل يستنزف كل ما يحتاجه طيلة فترة الرضاعة وأن جسم المرأة يتعرض في كل فترة حمل ورضاعة إلى نقصان في مادة الكالسيوم وامتصاصه يكون من الجهاز العظمي، كما أن جسمها يخضع لتغييرات شهرية في الاستروجين والبروجسترون وعندما تصل سن اليأس تفتقد للهرمونات ويجف جسمها من الكالسيوم وأدنى حركة تقوم بها المرأة قد تؤدي بها إلى السقوط وقد تصاب بكسور. وأغلبية الكسور التي تتعرض لها المرأة الورك والعمود الفقري وأحيانا علامة التقويس Tassement على ظهر المرأة أي أن فقرات العمود الفقري تكون مدكوكة نتيجة الكسور وهشاشة الفقرات. ويضيف الدكتور سنات بأن الأسباب متعددة وأولها انعدام التغذية المتوازنة وهنا لابد من فتح قوسين، فهناك فرق كبير بين الإنسان المغربي والصيني، هذا الأخير لا يصاب ظهره بأية تقويسة لأن تغذية الصينيين مختلفة تماما، نظرا لانعدام الخبز والسكر والملح، فالوجبة الأساسية هي الأرز بخضر مسلوقة في الماء. ومن أعراضه أن المرأة تحس بآلام في العظام وحسب الأشعة السينية يتضح لنا فراغ تكويني للعظام خصوصا في الحوض والعمود الفقري كما أننا نعتمد على نوع من التحاليل التي نقيس بها حجم النخاع العظمي حيث يمكن أن نرتبه حسب السلم. وعن وسائل العلاج يقول الدكتور سنات أنه في سوق الأدوية هناك بعض الأدوية تعيد التكوين لمعالجة هذه الهشاشة وهي باهظة الثمن ويتم تناولها لسنوات طويلة ومن خلال التجربة فإن البعض رغم تناوله للأدوية فقد تعرض لكسور وهناك علاجات تساعد على تكوين هرمونات المرأة وأخرى بسيطة مضادة للآلام، لذلك يجب على الإنسان تناول الحليب ومشتقاته والبيض والسمك كذلك هناك دواء الكالسيوم زائد الفيتامين «د» والتوجه إلى البحر لأخذ قسط من أشعة الشمس لأن جلدنا يمكن أن يكون الفيتامين «د» من خلال أشعة الشمس. للإشارة فهناك ملاحظات عامة: - بالنسبة للرجال لا يصابون بهذا المرض إلا القليل النادر. - هناك بحوث تقول بأن بعض النساء اللواتي يصلن إلى سن اليأس في وقت مبكرة يمكنهن أن يصبن بالهشاشة. الأطفال لا يصابون بهذا المرض.