دقت عائلة سجين، موضوع رهن الاعتقال الاحتياطي في السجن المحلي «عين قادوس» بفاس، ناقوس الخطر بخصوص الوضعية الصحية لابنها الذي قرر أن يدخل في إضراب غريب من نوعه منذ منتصف شهر أكتوبر الماضي، وذلك عبر خياطة فمه احتجاجا على اعتقال «تعسفي» يقول إنه طاله من قبل عناصر الشرطة القضائية التي تتهمه بالاتجار في المخدرات. وقالت عائلة السجين محمد الرحموني المضرب عن الطعام والكلام، في تقرير توصلت «المساء» بنسخة منه، إن إدارة السجن ترفض السماح له بالذهاب إلى المستشفى قصد تلقي العلاج، «حتى يتنازل عن موقفه». ويقول مقربون من السجين إن المحكمة قررت تأجيل جلسات النظر في ملفه، وذلك بعدما تعذر عليها الاستماع إليه بسبب خياطته لفمه. وتضيف المصادر نفسها أنه لم يعد يتلقى استدعاءات المثول أمام المحكمة بسبب هذا الإضراب. وأوردت المصادر أن أحد القضاة زاره في السجن واستمع إلى أقواله. وجرى اعتقال هذا السجين في مدينة الناظور، بناء على مذكرة بحث صدرت في حقه من قبل أمن فاس، وتم استقدامه إلى ولاية أمن المدينة، وجرى التحقيق معه قبل أن يتقرر إيداعه السجن المحلي في انتظار بت القضاء في ملفه. ووجهت إلى هذا السجين تهمة الاتجار في المخدرات رفقة أفراد من عائلته. وقد سبق أن تم اعتقاله، في فترة سابقة، بالتهمة ذاتها (الاتجار في المخدرات). ويحتج السجين، حسب إفادات مقرب منه، على ما دوِّن في محضر اعتقاله، مؤكدا أنه أنهى ارتباطه بعالم المخدرات والاتجار فيها منذ ما يقرب من 3 سنوات وتوجه إلى عالم التجارة، حيث دأب خلال هذه الفترة على السفر إلى الناظور لجلب بعض السلع إلى مدينة فاس من أجل إعادة بيعها هناك. وأشار المصدر نفسه إلى أن المعتقل اتهم بكونه يمون أحد أشقائه بالمخدرات؛ لكن الغريب، في الملف، هو أن شقيقه يوجد رهن الاعتقال منذ حوالي 3 سنوات، يشير المصدر نفسه الذي استغرب أن يُتهم المعتقل بتموين شقيق آخر له بالمخدرات بينما الأخير لا زال يتابع دراسته في التعليم الأساسي.