دخل نزيل في السجن المحلي «عين قادوس»، منذ ثلاثة أيام، في إضراب «غريب» عن الطعام، احتجاجا على محضر تم اعتقاله بموجبه ووُجهت له تهمة الاتجار في المخدرات في أحد الأحياء الشعبية لمدينة فاس. فقد قرر السجين محمد الرحموني (يحمل رقم اعتقال 73243 و«يقيم» في جناح «حي التوبة» في السجن نفسه) خياطة فمه والدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، فيما تولى رفاق له داخل السجن «التعريف» بقضيته لدى «الرأي العام» بعدما تعذر عليه «التواصل» بسبب هذا الإضراب الغريب، للمطالبة بإعادة فتح التحقيق في الملف. وقد تم اعتقال هذا السجين منذ حوالي أسبوع في مدينة الناظور، بناء على مذكرة بحث صدرت في حقه من قِبَل أمن فاس. وتم استقدامه إلى ولاية أمن المدينة وجرى التحقيق معه قبل أن يتقرر إيداعه السجن المحلي، في انتظار بت القضاء في ملفه. وقد وُجِّهت لهذا السجين تهمة الاتجار في المخدرات، رفقة أفراد من عائلته. وسبق أن تم اعتقال النزيل، في فترة سابقة، بالتهمة ذاتها (الاتجار في المخدرات). ويحتج السجين على محضر اعتقاله، موردا أنه أنهى ارتباطه ب»هذا العالم» منذ حوالي 3 سنوات وتوجه إلى عالم التجارة. وقال مصدر مقرَّب منه إنه كان يسافر إلى الناظور لجلب بعض السلع إلى مدينة فاس ويقوم بإعادة بيعها. وأشار المصدر نفسه إلى أن المعتقَل اتُّهم بأنه يمول أحد أشقائه بالمخدرات، لكن الغريب في الملف، هو أن شقيقه يوجد رهن الاعتقال منذ حوالي 3 سنوات... كما استغرب المصدر نفسه أن يُتّهم المعتقل بتمويل شقيق آخر له بالمخدرات لا يتجاوز عمره 10 سنوات، وما يزال يتابع دراسته في التعليم الابتدائي. ووقع المعتقل على محضر الضابطة القضائية أثناء انتهاء التحقيقات معه. لكن المصدر ذاته أشار إلى أن النزيل يعاني من ضعف في النظر، مضيفا أن المحققين لم يُطْلعوه على مضامين التّهَم الموجهة له، ما يعني، بالنسبة إليه، أنه وقع على المحضر دون أن يطّلع عليه.