عاد العشرات من ضحايا قروض فوكاريم، القاطنون بإقامات «غزلان» و«النهضة» و«اشرف الخير» للسكن الاقتصادي بسطات من ذوي الدخل المحدود إلى الاحتجاج مرة أخرى أمام قصر البلدية، من خلال تنظيم وقفة احتجاجية مساء يوم الأحد الماضي للتنديد بارتفاع الأقساط الشهرية والغرامات المترتبة عليهم من قبل الأبناك. وأشار المحتجون إلى أنهم كانوا عرضة للنصب والاحتيال بسبب انخراطهم في برنامج قروض (فوكاريم) للسكن الاقتصادي، حيث اعتقدوا في بادئ الأمر أن الأقساط الشهرية لن تتجاوز مبلغ 600 درهم بأداء مبلغ 20 درهما في اليوم وهو ثمن في متناول أغلب المستفيدين من القروض، لكن مع مرور الوقت أصبح غالبيتهم يؤدون مبلغا يتراوح ما بين 1400 و 1500 درهم. ويقول أحد المتضررين: «مع غلاء الأسعار والكساد الذي أصاب الرواج التجاري في المدينة فإن المستفيدين عجزوا عن تسديد الأقساط الشهرية المرتفعة بالإضافة إلى الغرامات والفوائد والتأمين مما سيجعل المستفيدين عرضة للتشرد بسبب حجز الأبناك على الشقق وطرد أصحابها». وعلمت «المساء» أن أصحاب الإقامات المتضررين راسلوا كلا من مدير الديوان الملكي ووالي جهة الشاوية ورديغة ومندوب الإسكان والتعمير يلتمسون منهم التدخل الفوري من أجل إعفائهم مما تبقى من الديون أمام فقرهم وعجزهم عن تسديد الأقساط الشهرية في ظل الركود الاقتصادي التي تعرفه المدينة، أو على الأقل إعادة جدولة القروض للتخفيف من ثقل الأقساط الشهرية. وخلال الوقفة الاحتجاجية ردد العشرات من المحتجين شعارات تندد بأداء المؤسسات البنكية التي لا يهمها إلا الربح دون التفكير في مآل مئات الأسر التي سترمى إلى الشارع في حالة الحجز على شققها وصدور أحكام قضائية في حقها مرددين شعارات «الأبناك تغنات والأسر تشردات» و«فوكاريم الماسي والمواطن كيقاسي»، كما هتف المحتجون بحياة الملك طالبين التدخل من أجل إعفائهم مما تبقى من الديون. وأكد أحد المتضررين، في تصريح ل«المساء»، أن «المنخرطين، وأغلبهم من ذوي الدخل المحدود وحرفيين في المهن الحرة، أصبح مصيرهم اليوم التشرد بعد تهديدهم من قبل الأبناك بالإفراغ». وحول تدخل الجهات المعنية من أجل وضع حد لمعاناة السكان المتضررين أكد أحد الضحايا أن وزير الإسكان قد استقبلهم في الرباط وفتح معهم حوارا حول المشكل ووعدهم بعمل كل ما في وسعه لإيجاد حل لهذا المشكل الذي بات يؤرق مضجع مجموعة من ساكنة سطات.