فيما نمت مجمل القروض البنكية بنسبة 9 في المائة، خلال العام الماضي، فقد ارتفعت قروض السكن بنسبة 13 في المائة، حيث زاد عدد الأسر التي استفادت من قروض «فوكاريم» خلال السنة الماضية بنسبة 23 في المائة، بعدما سجلت استفادة 54 ألف أسرة من القروض الممنوحة في إطار الصندوق في 2009، مقابل 44 ألف أسرة خلال 2008 . وكشف تقرير سنوي صدر، يوم السبت، عن قسم القروض التابع لمديرية الخزينة والتمويلات الخارجية بوزارة الاقتصاد والمالية، أن الرجال يظلون الأكثر استفادة من القروض الممنوحة من قبل صندوق «فوكاريم»، بعدما بلغت حصتهم قرابة 57 في المائة، مقابل 34 في المائة فقط للنساء. وأوضح التقرير أن الإنتاج السنوي لصندوق «فوكاريم»، الذي وضعته الدولة لضمان قروض تمويل السكن الممنوح من طرف الأبناك لفائدة الفئات الاجتماعية ذات الدخل المحدود وغير القار لتمكينهم من اقتناء أو بناء مساكن اجتماعية، قد تراجع بنسبة 34 بالمائة خلال العام الماضي موازاة مع 2008، إذ تحدد في 9 آلاف و971 قرضا ، وهو ما يفيد منح الصندوق ل831 قرضا في الشهر. واستنادا إلى التقرير، فإن مرد هذا التراجع هو انخفاض إنتاج وحدات السكن الاجتماعي بنسبة تناهز 30 بالمائة حيث تم إنتاج 90 ألف وحدة سكنية خلال 2009، بدل 129 ألف وحدة خلال السنة قبل الماضية. ولا تزال مدينة الدارالبيضاء متقدمة على باقي المدن المغربية من حيث حصولها على القروض الممنوحة من قبل صندوق «فوكاريم»، إذ جاء في التقرير السنوي أن العاصمة الاقتصادية حصلت على نسبة 36 بالمائة من مجموع القروض التي منحها الصندوق خلال السنة الماضية. ورغم أن التقرير رصد تراجعا في حصة القروض التي حصلت عليها الدارالبيضاء في عام 2009، بنسبة 13 في المائة، إلا أن القطب الاقتصادي بالمملكة، لا يزال يستحوذ على حصة الأسد من الحصص التي تستفيد منها باقي المدن. وسجل تقرير مديرية الخزينة والتمويلات الخارجية منح 3 آلاف و540 قرضا في السنة الماضية بالدارالبيضاء مقابل 4 آلاف و65 قرضا، خلال 2008، بينما أشار إلى أن مدينة فاس هي التي احتلت المرتبة الثانية باستفادتها من نسبة 9 في المائة من مجموع قروض صندوق «فوكاريم»، متبوعة كذلك بكل من مدينتي مراكش ومكناس اللتين حصلتا على 6 في المائة لكل واحدة منهما. من جهة أخرى، أفاد نفس التقرير بأن مجموع القروض التي منحتها المؤسسات البنكية في إطار «فوكاريم» خلال 2009، ارتفع بنسبة 22 بالمائة، حيث قارب 8 ملايير درهم نظير 6 ملايير درهم تم تسجيلها خلال عام 2008 . ويأتي القرض العقاري والسياحي في المرتبة الأولى في منح قروض فوكاريم، بحوالي 93 في المائة، يليه البنك الشعبي 38 في المائة ، ثم البنك المغربي للتجارة الخارجية بنسبة 16 في المائة. وحازت قروض اقتناء السكن، الممولة من قبل فوكاريم في 2009، على نسبة 83 في المائة من مجموع تلك الممنوحة في إطاره، متبوعة بقروض البناء ب15 في المائة، بينما لم تتجاوز قروض اقتناء قطع أرضية 3 في المائة. وفي نفس السياق، فقد أكد التقرير أن القروض الممنوحة في إطار صندوق ضمان السكن، «فوكاليج»، بلغت على مدى الثمانية أشهر الأخيرة من 2009، قرابة 853 قرضا، وهي القروض التي يصل غلافها المالي إلى 258 مليون درهم (25 مليارا و800 مليون سنتيم)، مع أن الجالية المغربية المقيمة بالخارج، استفادت من 167 قرضا تعادل 67 مليون درهم (6 ملايير و700 مليون سنتيم) بنسبة تناهز 26 بالمائة. وسيرا على المسجل في قروض «فوكاريم» ، فقد استحوذت الدارالبيضاء أيضا على أكبر حصة من قروض «فوكاليج»، بحصولها على نسبة 59 في المائة، تمثل 159 قرضا متبوعة بكل من مدينتي مراكشوفاس، واستنادا إلى ما تضمنه التقرير، فإن 94 في المائة من قروض فوكاليج، خصت ملفات اقتناء السكن مقابل 6 في المائة لقروض البناء. من جهة ثانية فإن نفس التقرير أفاد بأن السنة الماضية قد تميزت بتراجع وتيرة قروض العقار، حيث بلغت حوالي 172 مليار درهم، مع الإشارة إلى أن قروض العقار الممنوحة من قبل البنوك بلغت 30 في المائة، والقروض الممنوحة من قبل الشركات والخواص حوالي 33 في المائة، بينما مثلت قروض السكن حوالي 64 في المائة من مجموع القروض العقارية، و15 في المائة بالنسبة للناتج الداخلي الخام. وبخصوص قروض إنعاش السكن وصلت إلى 36 في المائة من مجموع قروض العقار، وهو ما يعادل حوالي 8 في المائة من الناتج الداخلي الخام.