نفذ مجموعة من سكان حي النجد بوجدة فاق عددهم 100 نفر، وقفات غضب احتجاجية، طيلة صباح يوم الاثنين 28 دجنبر الحالي بساحة 9 يوليوز بشارع محمد الخامس بالقرب من مقر ولاية الجهة الشرقية، وكانوا عازمين على تنظيم مسيرة تجوب الشارع في اتجاه المحكمة التجارية لولا تدخل عناصرقوات الأمن وأفراد القواتالمساعدة منعتهم من ذلك مخافة وقوع أحداث غير مرغوب فيها، خاصة وأنهم في وقت من الأوقات تسببوا في عرقلة حركة السير وتجمهر بعض المواطنين... كما نقل أحد الكهول من هؤلاء المحتجين إلى مستعجلات مستشفى الفارابي بعد أن أصيب بإغماءة. "مشكلتنا أننا مهددون بالتشرد بكامل أسرنا وقد سبق أن قمنا بوقفات احتجاجية ضد الحجز التحفظي والآن نقوم بهذه الوقفة ضد الحجز التنفيذي الذي سيرمي بنا إلى الشارع، ورغم أنه تم وعدنا من طرف السلطات الولائية بإيجاد حلّ لنا، لم نر شيئا...لم نلق حلولا ولقينا وعودا فقط..." تصرخ فاطمة جباري أم لأربعة أطفال وتضيف قائلة "والآن نبايع سيدنا محمد السادس نصره الله ونطلب النجدة من جلالته تدخله بعد أن حُكم علينا بالإفراغ...نحن أفقر حي في المغرب". وأشارت إلى أن هؤلاء جلّهم فقراء ومحتاجون وليس في قدرتهم تسديد تلك القروض بحكم أنهم عاطلون أو مياومون أو يشتغلون في أنشطة وأعمال بسيطية لا تكفي حتى سدّ رمقهم وتأمين قوت يومهم. كما ذكر المحتجون بإرغامهم على الاستفادة من القروض بتغيير السلطات المحلية لمهنهم بأوراق التعريف الوطنية ومنحهم حرفا ذات مدخول مادي مهمّ ك"تاجر" أو"ميكانيكي" أو " خياطة" لا يمارسونها، حتى يستوفوا الشروط ويعبؤوا ملفات الاقتراض ويستفيدوا من القروض البنكية. "استغلوا فقرنا وجهلنا وحاجتنا...". ردد هؤلاء المحتجين السائرين الغاضبين المتكونين من أسر كاملة أغلبهم نساء مرفوقات بأطفالهن شعارت تنديدية بقرار الأبناك حجز بيوتهم المتواضعة وتشريدهم بعد عجز جلّهم عن أداء الأقساط الشهرية لتسديد الديون المترتبة عنهم بعد استفادتهم من قروض لبناء البقع الأرضية بتجزئة حي النجد و2و3 والتي منحت لهم في إطار برنامج محاربة دور الصفيح ومشروع إعادة إسكان قاطني دوار سيدي يحيى...ردد هؤلاء الضعفاء رجالا ونساء وأطفالا صغارا إناثا وذكورا، في وقفاتهم شعارات بسيطة وصادقة من قبيل "واش ماحناش مسلمين/ من ديورنا مطرودين؟" و"هذا عار هذا عار/ المسكين في خطر" و"هذا عار هذا عار/ علاش الاحتقار؟" و"الملك ملكنا والمغرب مغربنا"، رافعين لافتة كتب عليها "ضحايا إعادة الإسكان يستنجدون بصاحب الجلالة" وصور جلال الملك محمد السادس والراية الوطنية. حصل أغلبهم على مبالغ مالية تراوحت ما بين 8 و 15 مليون سنيتم للواحد موزعة على سنوات تصل إلى 25 سنة، يؤدي المقترض للبنك ما بين 600 و1100 درهم، مع العلم أن جلّ هؤلاء السكان عاطلون أو يشتغلون بأنشطة لا تكفيهم حتى للاستجابة إلى متطلبات العيش اليومي حيث يتراوح الدخل الشهري لأسرة الواحدة ما بين 800 إلى 1500 درهم في أحسن الأحوال، وبعضهم بدون دخل تماما... ويشتكي الشاب خرباش عبدالعلي بصوت مبحوح بالبكاء والدموع تنساب على خديه المتجعدين، متسائلا عن هذا القرار القاسي القاضي بتشريد أسرته المتكونة من خمسة أشقاء وشقيقة مجازة معطلة إضافة إلى والديه العجوزين ،"أنا مريض ...حصلنا على قرض 11 مليون سنتيم وفرض علينا تسديد 1600 درهم كلّ شهر، ولم تنمكن من تسديد ولو ملبغ شهر واحد...ما قديناش...ما قديناش...كاع حنا نخدمو واللي نصوروه يا الله يكفينا مع الضو والما والمرض...هاد الشي أَلليِّ عندنا ...نطلب المبادرة نتاع سيدنا...بغينا سيدنا هو يدخل...حنا مهددين بالسجن...". وطلب المحتجون من السلطات أن يدخلوهم السجن ويتركوا المنازل لوالديهم،"يأخذوا من كلّ بيت فردا ونخلصو هاذ الديور حبس ومن عرقنا...راه شحال من واحد يَشَمْكَر بهاذ المشاكل..." يصرخ مقهورا بهذه العبارات الصادقة من شاب عاجز كل العجز مذكرا بأن لا أحد يطلُّ عليهم ويسأل إن ظلوا جوعى أو باتوا مرضى أو تجولوا عراة حفاة ... لقد سبق لهؤلاء السكان أن نفذوا وقفات احتجاجية أمام مقر ولاية الجهة الشرقية عمالة وجدة/أنجاد صباح يوم الجمعة 6 فبراير الماضي ويوم الخميس 29 أكتوبر الماضي، للجهر بالقهر منادين بالنجدة، طالبين الحماية من بطش الأبناك التي قررت استرجاع قروضها عبر عملية الحجز القانونية، بعد أن عجزوا عن أداء الأقساط الشهرية، كما قاموا بعدة اجتماعات لدراسة أوضاعهم وتقدموا بشكاويهم للمسؤولين وطلبوا تكوين لجنة للنظر ودراسة حالاتهم واتخاذ قرارات منطقية وإنسانية تراعي الحالات الاجتماعية لكل أسرة... واستقبلت مرة أخرى، السلطات الولائية بمقر عمالة وجدة أنجاد لجنة ممثلة للسكان المحتجين لم تثمر أي شيء، حسب إحدى الممثلين، بل صرحت المتحدثة باسم المحتجين للاحداث المغربية أن السلطات الولائية أفهمتهم أن ليس لديها حلّ لوضعيتهم، الأمر الذي جعلهم يقررون استئناف الوقفات الاحتجاجية خلال الأيام المقبلة