علمت «المساء» من مصادر رسمية من الحزب العمالي بأن الكتابة الإقليمية لحزب بنعتيق في مدينة آسفي أقدمت على تقديم استقالة جماعية من الحزب، في وقت أعلن فيه بعض رموز وقياديي الحزب في آسفي عن اعتزالهم مؤقتا السياسة والانسحاب التام من المشهد الحزبي ومن مؤسسات الحزب العمالي الذي فقد كل مناضليه وأجهزته التنظيمية في المدينة جراء هذه الاستقالة الجماعية. وكشفت ذات المعطيات أن الكتابة الإقليمية للحزب العمالي في آسفي أصدرت بيانا للرأي العام تشرح فيه أسباب هذا الانسحاب الجماعي من حزب بنعتيق، وقالت مصادر على اطلاع إن من بين المنسحبين والمستقيلين عدد كبير من المنتخبين، خاصة في الجماعات القروية التابعة لإقليم آسفي التي توجد بها مجموعة مهمة من منتخبي الحزب العمالي، كبلدية سبت جزولة. وعبر أكثر من مصدر من الحزب العمالي في مدينة آسفي عن كون قرار تقديم الاستقالة الجماعية قرار لا رجعة فيه وليس عملية جس نبض، وهو إعلان التزام مناضلي الحزب العمالي بالعمل السياسي وفق ضوابط الوضوح والشفافية لمبادئ الحزب وخطه السياسي، وأن أسباب هذه الاستقالة الجماعية تعود بالأساس -حسبهم- إلى التحالف الأخير الذي انخرط فيه الأمين العام عبد الكريم بنعتيق مع 7 أحزاب في إطار ما أصبح يسمى ب»التحالف الديمقراطي». إلى ذلك، قال الغالي بركات، الكاتب الإقليمي المستقيل من الحزب العمالي في مدينة آسفي، في تصريح ل»المساء»، إن قرار تحالف الحزب العمالي مع أي حزب أو أحزاب أخرى هو أمر ليس من اختصاص المكتب السياسي للحزب، بل يجب الرجوع في حسم ذلك إلى المجلس الوطني وقواعد الحزب قبل الدخول في هذه التحالفات من «باب احترام المسطرة والمنهجية الديمقراطية في تسيير شؤون الحزب»، حسبه. واعتبر المتحدث نفسه أن الحزب العمالي محكوم بقانون أساسي يلزم جميع المناضلين والمناضلات بمحاربة الفساد ويضع خارطة طريق لهويتنا وخطنا السياسي، قبل أن يضيف قوله: «إن كل تغيير في خط الحزب وتوجهاته يقضي بتغيير القانون الأساسي، والأمين العام للحزب ليس من صلاحيته الإعلان عن تحالفات أو القطع مع أخرى في غياب مشاورات المجلس الوطني والأطر الحقيقية للحزب مع تنظيماته القاعدية»، على حد قوله.