حسنا فعل قاضي محكمة الاستئناف بأكادير عندما ألغى الحكم الصادر في حق المدون محمد الراجي، والذي كان يقضي بسجنه سنتين بتهمة الإخلال بالاحترام الواجب للملك عقب كتابة مقال في صحيفة إلكترونية حول رأيه في بعض وجوه النشاط الاجتماعي للملك. حسنا فعل هذا القاضي الحكيم الذي أنقذ مستقبل شاب في الثلاثينات، كان السجن سيدمر حياته، وأنقذ صورة المغرب في كل أنحاء العالم من تهمة مطاردة حرية الإعلام والصحافة والرأي على «الويب»، وأنقذ صورة ملك البلاد من أن يوصم بكونه رجل سلطة يلاحق كل من انتقده حتى دون تجريح وباحترام كامل... كل هذه العواقب والكوارث لم يرها القاضي الأول الذي حاكم شابا في 30 دقيقة ودون دفاع ودون احترام لأبسط شكليات المحاكمة العادلة، وحكم عليه بسنتين سجنا ظلما وخوفا من أن ينعت بأنه يتساهل مع متهم بجريمة «ثقيلة». قاضي ابتدائية أكادير، كما قاضي الاستئناف، نموذجان لقاض يسيس العدالة وقاض يستحضر ضمير الإنصاف... أيها السادة القضاة.. حب الملك واحترامه وتقدير دوره لا يحتاج إلى أحكام قضائية ولا إلى سنوات من السجن خلف القضبان. احترام الملك وتقديره تكفلهما الحرية والكرامة ودولة الحق والقانون في كل ربوع المملكة. قطاعات واسعة جدا من المغاربة تحب الملك وتتطلع إلى أن ترى مغربا جديدا على يده وعلى يد المؤسسات التي مازالت ضعيفة الأداء. لهذا أيها السادة القضاة.. احرصوا فقط على استقلالية أحكامكم وخافوا من الله قبل أن تخافوا من سواه.