ضرب فريق الفتح الرياضي لكرة القدم، من جديد، الرقم القياسي في المداخيل المستخلصة من استقباله برسم الجولة الثانية من الدوري الاحترافي المغربي لفريق شباب المسيرة، بعد أن اقتصر عدد الجماهير، التي تابعت المباراة واقتنت تذاكر ولوج المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، على ما يناهز 50 مناصرا، تركت في صندوق الفريق زهاء 1000 درهم، رغم أن بداية الفريق كانت واعدة خلال الموسم الحالي، من خلال تحقيقه انتصارين هامين ضمن مسابقة كأس العرش ضد الجار الجيش الملكي والنادي القنيطري، فضلا عن تعادله في افتتاح مباريات الدوري بتعادل ثمين من قلب عاصمة البوغاز، التي واجه فيها فريق المغرب التطواني. وتعود هذه الأرقام المستفزة لتثير حالة من القلق داخل كل مكونات الفريق الرباطي، خصوصا أن القيمين على النادي لا يتوانون عن بذل قصارى الجهود للرقي بأداء الفريق وإظهاره بمستوى جيد، سواء من خلال جلب مدرب شاب يحظى باحترام الكل، وهو جمال السلامي، أو من خلال جلب لاعبين مميزين على المستويين الإفريقي والمحلي. ومن خلال كل ما ذكر، تتساءل كل فعاليات النادي عن الإضافة التي تقدمها هذه الجماهير للفريق، خصوصا أن نقدها يكون دائما لاذعا خلال تحقيق نتائج سلبية، كما يطرح كذلك تساؤل حول الغياب المستمر والمتكرر لمنخرطي النادي، الذين يتجاوزون 75 منخرطا. فلو التزمت كل جمعية بضمان حضور 500 مناصر من المنتمين إليها (والكلام لبعض الغيورين على النادي) والتزم المنخرطون بحضور جميع المباريات، فضلا عن الجماهير غير المنتمية لا إلى هذا الطرف ولا إلى ذلك، لتجاوز متوسط الحضور الجماهيري 2500 متفرج، وهو رقم قليل، لكنه يعد كبيرا ضمن أدبيات هذا الفريق. فجماهير الفتح، إن جاز لنا استعمال هذا اللفظ، لا تفرق بين انتقادها سياسة المكتب وبين واجبها في نصرة الفريق وتأجيل الخلافات والمناوشات إلى الجمع العام السنوي. وبالعودة إلى مجريات مباراة الفتح وشباب المسيرة، فقد كانت فيها السيطرة للفريق الرباطي، رغم أن الجميع ظل غير مقتنع بأداء وسط ميدان الفريق الرباطي، الذي غاب عنه الإبداع وظل غير قادر على صنع فرص حقيقية للتسجيل. ومن خلال مجهود فردي للمتألق هشام فتحي، نجح هذا الأخير في اختراق دفاع شباب المسيرة ووجه ضربة قوية سكنت مرمى الحارس الصيوب، معلنا أول أهداف المباراة. في المقابل، لم يقدم فريق شباب المسيرة ما كان منتظرا منه إلا خلال الشوط الثاني من المباراة، وخلق عددا من فرص التسجيل كاد أن يدرك من خلالها هدف التعادل، لكن استبسال خط الدفاع بقيادة الشيخ حمودة بنشريفة، وكذا الحارس عصام بادة، حكم على كل تلك الفرص بالضياع. وعند آخر دقائق المباراة، تمكن حميد بوجار من مغالطة الحارس ومن ثمة تسجيل الهدف الثاني، الذي مكن الفريق الرباطي من تسجيل نتيجة طبق الأصل لتلك التي حققها نفس الفريق خلال الموسم الماضي. وفيما عبر جمال السلامي عن سعادته بنتيجة الانتصار، أكد أن فريقه يتحسن تدريجيا، مؤكدا أن المباراة لم تكن سهلة على الإطلاق، بدليل أن الفريق الصحراوي كان في لحظات عديدة قريبا من تسجيل نتيجة التعادل، مضيفا أن توالي المباريات هو الذي سيمنح كل فريق إيقاعه، ومن ثمة ستظهر فعليا خريطة البطولة. وشدد السلامي على أهمية المباراة، التي ستجمع فريقه بالوداد البيضاوي خلال الموسم المقبل، متمنيا أن ينجح فريقه في تحقيق نتائج طيبة كي يحافظ على معنوياته في بداية الدوري. من جهته، تأسف فؤاد الصحابي عن ضياع فرص عديدة للتسجيل، مؤكدا أن فريقه استحق أن يحقق نتيجة أفضل من تلك التي عاد بها، ومضيفا أن فريقه سيظهر بشكل أفضل خلال الأيام المقبلة، لكون عدد من لاعبيه يفتقدون للتجربة وكذا للتجانس.