تصاعدت موجة الاحتجاج في صفوف الحركة النسائية بعد إقرار اللائحة المختلطة بين النساء والشباب، حيث طالبت التنسيقية الوطنية النسائية الحكومة بالشروع في «تفعيل مبدأ المناصفة الآن»، معبّرة عن استعدادها «لخوض كل الأشكال النضالية الممكنة دفاعا عن المكتسبات التي حققتْها بفضل نضالاتها المستمرة كحركة نسائية من أجل تمكين النساء المغربيات من تمثيلية حقيقية في المجال السياسي في أفق المناصفة». وانتقدت التنسيقية، التي عبّرت عن تشبثها بمقتضيات الدستور، وخاصة الفصل ال19 منه، الذي ينص على مبدأ المناصفة، التوافقات السياسية التي تمت حول تمثيلية النساء في مجلس النواب، معتبرة أنها «تمت في غياب النساء المغربيات وعلى حساب مصالحهن ومكت سباتهن ومطالبهن الأساسية». وفي هذا الصدد، قالت لطيفة الجبابدي، عن التنسيقية، «إننا أردنا في التنسيقية أن نؤكد تشبثنا بالثلث، الذي يعتبر النسبة المؤثرة في القرارات في أفق أجرأة المناصفة». واعتبرت التنسيقية، في بلاغ لها توصلت «المساء» بنسخة منه، أن المقترحات المتوافَق عليها بين الحكومة والأحزاب السياسية تُعَدّ «خذلانا لنصف المجتمع وخروجا عن روح ومقتضيات الدستور الذي صوتت عليه النساء بكثافة». ومن جانبها، أكدت الجبابدي، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، أن اللائحة المختلطة لن تضمن، في أحسن الأحوال، إلا تمثيلية لن تتجاوز 15 في المائة. ووصفت التنسيقية هذه النسبة ب»الهزيلة» وقالت عنها إنها «لن تقربنا من الثلث، فبالأحرى المناصفة المنصوص عليها في الفصل ال19 من الدستور، والأدهى من ذلك أنها ستؤخرنا على مستوى الترتيب العربي والإفريقي والدولي». وتساءلت الجبابدي كيف يعقَل أن تتقدم دول كموريتانيا والسودان على المغرب؟... وجددت التنسيقية تشبثها بالمطالب التي قدّمتْها للحكومة في مذكرتها المطلبية، والقاضية بتخصيص لائحة وطنية للنساء مكونة من 90 مقعدا، معززة بنسبة لا تقل عن 20 في المائة من اللوائح تخصص للنساء كوكيلات لوائح، ضمانا لتحقيق الثلث في أفق المناصفة. وأكدت الجبابدي أن التنسيقية ستبدأ عملية الترافع مع الفرق البرلمانية والأحزاب السياسية، لتذكريها بمسؤولياتها من أجل إيجاد كل الصيغ الكفيلة بإحقاق حقوق النساء ورفع الحيف عنهن، مشيرة إلى أنه لا يجب الاقتصار على الائحة الوطنية، بل يجب تخصيص نسبة 20 في المائة من اللوائح للنساء كوكيلات لها، مع ترشيح النساء في اللوائح المحلية من أجل الوصول إلى الثلث، في أفق تحقيق المناصفة. وبخصوص تمثيلية الشباب، قالت الجبابدي، في تصريح ل»المساء»: «نحن مع تشبيب وتجديد النخب عن طريق خلق آليات أخرى تُمكّن من ضمان تمثيلية الشباب دون المساس بحقوق ومكتسبات النساء». وفي سياق ذي صلة، عبّرت لطيفة الجبابدي، في اجتماع لجنة الداخلية الأخير، عن أسفها لما أفْضت إليه التوافقات السياسية بخصوص القانون التنظيمي لمجلس النواب. وقالت البرلمانية وعضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، خلال تدخلها أمام لجنة الداخلية، إنه رغم التصريحات التي أدلى بها كل من وزير الداخلية ورئيس الحكومة بخصوص اللائحة الوطنية للنساء، فإن التوافق، للأسف، جاء على حساب اللائحة الوطنية للنساء، وهو ما اعتبرته الجبابدي، التي أعلنت عن نيتها عدم الترشح في هذه الاستحقاقات الانتخابية، تراجعا عن مكتسبات اللائحة الوطنية للنساء ومنطق التمييز الإيجابي، الذي اعتمده المغرب خلال الاستحقاقات السابقة. ويذكر أن التنسيقية، التي تضم شبكة «نساء من أجل النساء» و»الحركة من أجل ديمقراطية المناصفة» و»منتدى النساء البرلمانيات المغربيات» ونساء من الأحزاب الوطنية، شرعت في القيام بحملة ترافعية للتعريف بموقفها من التمثيلية السياسية النسائية، المتمثلة في الحفاظ على مكسب اللائحة الوطنية، مع توسيعها وتدارس الصيغ المناسبة للتعبئة والنضال من أجل تفعيل المكتسبات الدستورية، المتمثلة أساسا في المناصفة.