هاجمت فرقة أمنية تابعة لقوات «البوليساريو»، أول أمس، أفرادا من بعثة الأممالمتحدة في الصحراء، المعروفة اختصارا ب«مينورسو»، عندما كانوا يقومون بجولة تفقدية في المنطقة العسكرية الخامسة، على بعد 190 كيلومترا جنوب شرق مدينة السمارة. وقد نفذتْ هذا الهجومَ مجموعة عسكرية مكونة من 21 جنديا، يترأسها رئيس حربي، بعد أن دخلوا في ملاسنات مع قوات «مينورسو» التابعة للأمم المتحدة. وقد صادرت قوات البوليساريو من أفراد البعثة الأممية معدّات وآلات، قبل أن تتهمهم ب«عدم جدوى عملهم في الأقاليم الصحراوية، ما دام لم يشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء»، على حد قولها. وذكر مصدر مطّلع أن عناصر البعثة الأممية جرى تعنيفهم وتحقيرهم من قِبَل قوات «البوليساريو» وانتهى الاعتداء عليهم بطردهم من المجال الترابي الذي كانوا يقومون فيه بجولة تفقدية عادية تدخل ضمن الاختصاصات الموكولة إليهم من الأممالمتحدة، فيما اعتبر قادة البوليساريو هذا الحادث تصرفا فرديا، قبل أن تقيل القائد الحربي المسؤول عن هذه القوات الأمنية التي نفذت الاعتداء. وأمر الجنرال البنغالي عبد الحفيظ، القائد الجديد المعيَّن حديثا من قِبَل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، كرئيس لقوة البعثة الأممية في الصحراء، بفتح تحقيق في هذا الاعتداء، خاصة بعد أن أعلمه عناصر البعثة الذين جرى طردهم من منطقة «بئر لحلو» أنهم جُرِّدوا من عدد من وسائل العمل التي تدخل في مجال اختصاصهم ضمن مراقبة وقف إطلاق النار. كما حجزت قوات «البوليساريو» خلال اعتدائها على أفراد بعثة «مينورسو» آلات تصوير خاصة برصد حالة الوضع الأمني في المجالات الترابية التي تدخل ضمن نطاق عمل ومراقبة البعثة الأممية، بعدما كانت تقوم بجولات تفقدية في منطقة «بئر لحلو» بالقرب من مخيمات «تندوف»، على الحدود مع التراب الجزائري. وكشفت معطيات ذات صلة بالحادث أن قوات «البوليساريو» كانت في أشد حالات «الغضب»، بعد أن اكتشفت أن عناصر «مينورسو» كانت تصور صحراويين يعيشون عزلة تامة، دون عناية أو إسعاف وفي وضع إنساني خطير، حينها قامت بتعنيف قوات «مينورسو» وبحجز آلات التصوير ومحو الصور وطردهم من المنطقة الترابية التي كانوا يقومون فيها بجولات ميدانية تدخل في دائرة الاختصاصات الموكولة إليهم من قبل الأممالمتحدة. وعُلِم أن قائد قوات «مينورسو» الجنرال البنغالي عبد الحفيظ أخبر الأمين العام للأمم المتحدة بالحادث وفتح تحقيقا في الموضوع، ونقلت مصادر مقربة منه أنه اعتبر ما وقع «استهدافا مباشرا لبعثة الأممالمتحدة في الصحراء من قِبَل جبهة البوليساريو».