باشرت جبهة «البوليساريو» أشغال بناء مدينة متكاملة في منطقة تيفاريتي بالقرب من الجدار العازل. وتؤكد معطيات أن عمال بناء يقومون بتشييد مساكن ومرافق متكاملة، ضمنها مبنى البرلمان في جماعة تيفاريتي التي لا تبعد عن مدينة السمارة سوى ب18 كيلومترا. وقالت مصادر من المجلس الملكي للشؤون الصحراوية، المعروف اختصارا ب«كوركاس»، إن المغرب يتابع ب«قلق شديد» استفزازات البوليساريو، بعد إقدامها على بناء مساكن ومرافق عمومية بدعم من الجزائر في منطقة يجب أن تظل على حالها. وأشارت مصادرنا إلى أن قوات «المينورسو» التي ظلت تغض الطرف عن النشاطات العسكرية لل«بوليساريو» في المنطقة العازلة صارت تغض الطرف أيضا عن الحركة العمرانية التي تشهدها «تيفاريتي»، وهو ما يناقض التزامات الحياد والاتفاقات التي أقرت إبقاء المنطقة العازلة خالية من أي نشاط عسكري أو مدني. ودعت المصادر ذاتها قوات «المينورسو» إلى إشعار الأمين العام للأمم المتحدة بعمليات البناء التي تقوم بها جبهة البوليساريو والتدخل لإعادة الأمور في منطقة تيفاريتي العازلة إلى ما كانت عليه. وحسب جريدة «المجاهد» الجزائرية، فقد وقعت مدينة «مسكرة» الجزائرية اتفاقية توأمة مع «ولاية» تيفاريتي لدعم إقامة مشاريع سياحية في المدينةالجديدة وبحث إمكانية جلب سياح إلى منطقة تزخر بإرث إيكولوجي يغري السائحين بزيارتها. وقال باهي محمد أحمد، عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، إن المغرب يتجنب التصعيد والاصطدام العسكري بالطرف الآخر، مشيرا إلى أن الجيش المغربي سبق له أن قصف مواقع بمنطقة «تيفاريتي» سنة 1991، بعدما حاول موالون لجبهة البوليساريو احتلال المنطقة، حيث كانت طائرات الجيش المغربي قد تدخلت لتقصف المنطقة وتعيد الأمور إلى نصابها. وجاءت أشغال بناء مدينة سكنية في تيفارتي أياما بعد أن احتضنت المنطقة احتفالات جبهة البوليساريو بالذكرى ال35 لتأسيس الجبهة. بالرغم من أن المنطقة تعد «منطقة فاصلة» تخضع لمراقبة الأممالمتحدة التي تتحدد مهمتها في فرض احترام وقف إطلاق النار المعلن عنه في شتنبر 1991 بين المغرب والجبهة. ورفض سداتي علاوي، سفير البوليساريو سابقا بإيطاليا والعائد إلى المغرب، في اتصال هاتفي أمس مع «المساء»، التعليق على عملية بناء الجبهة لمدينة نموذجية في منطقة تيفاريتي، مشيرا إلى أنه لا يعلم شيئا عما يجري هناك. وقالت مصادر من «الكوركاس» إن المغرب سبق له أن قدم احتجاجا لدى الأممالمتحدة عقب التظاهرات العسكرية التي سبق أن قامت بها جبهة البوليساريو في تيفاريتي على مرأى من بعثة «المينورسو»، مشيرة إلى أن المغرب لن يتسامح إزاء تحركات البوليساريو في المنطقة العازلة، خصوصا بعد الشروع في بناء مرافق سكنية وتجارية. وكان مصطفى الساهل، مندوب المغرب في الأممالمتحدة، قد وجه رسالة إلى الأمين العام بان كي مون، أكد فيها أن المملكة المغربية «لن تقبل أو تبدي تسامحاً بأي شكل من الأشكال إزاء أي خرق للوضع القائم في منطقة تيفاريتي التي تم حظر أي وجود مدني أو عسكري فيها منذ الإعلان عن وقف النار في شتنبر 1991». وكان الساهل احتج على قيام البوليساريو، بدعم من الجزائر، بتنظيم تجمعات عسكرية ما بين 19 إلى 22 ماي الماضي تخللتها تظاهرات سياسية في منطقة تيفاريتي، على مرأى ومسمع من بعثه المينورسو. وكان مجلس الأمن قد دعا الأطراف في قرار يحمل الرقم 1813 الصادر في 30 أبريل الماضي إلى خلق مناخ ملائم للحوار وإنجاح المفاوضات.