25- ولاحظت البعثة وسجلت 24 انتهاكا جديدا من قبل الجيش الملكي المغربي، وهو ما يمثل زيادة مقارنة بالانتهاكات المسجلة خلال الفترة المشمولة بالتقرير السابق وعددها 11 انتهاكا. وشملت انتهاكات الجيش الملكي المغربي إنشاء مبان جديدة وأماكن إقامة في مناطق حوزة والمحبس وأوسرد وتشلة بدون موافقة مسبقة من البعثة. كما ان تحركات القوات والاصول العسكرية في أربعة مناسبات منفصلة في شهري أكتوبر و دجنبر 2009 بدون إخطار البعثة مسابقا تشكل انتهاكات للاتفاق العسكري رقم 01 وأخيرا، فإن مما يخالف الاتفاق العسكري رقم 1 ايضا التعزيزات التعبوية للجيش الملكي المغربي من خلال إنشاء مطار جديد في المنطقة المقيدة الدخول، وبناء أسوار حجرية داعمة على امتداد الجدار الرملي، وزيادة ارتفاع هذا الاخير في حالتين، وإدخال مركبات أطلس ذات العجلات ومتعددة الاغراض الى ثلاث مناطق، والاستعاضة عن عدد من الدبابات الخفيفة بأخرى أثقل وأطول مدى (من طراز M-48). بالاضافة الى ذلك، ركب الجيش الملكي المغربي ثلاثة أبراج جديدة للرادار رغم الإخطار المكتوب الصادر عن البعثة بأن ذلك سيعتبر انتهاكا (انظر الفقرة 28 أدناه). 26- وأبلغ الجيش الملكي المغربي البعثة بأن انتهاكات معينة ترتبط بتعزيز الامن من أجل مكافحة الانشطة الإرهابية المحتملة، وكذلك التهريب، والاتجار، وهي أمور زادت في منطقة الساحل. 27- ولاحظت البعثة ما مجموعه خمسة انتهاكات جديدة من قبل القوات العسكرية لجبهة البوليساريو، مما يشكل انخفاضا طفيفا مقارنة بالانتهاكات السبعة المسجلة خلال الفترة المشمولة بالتقرير السابق في 2009/2008، وارتبطت تلك الانتهاكات اساسا بتوغل عناصر عسكرية وبعض المعدات الي الشريط العازل. 28- ولم يحدث أي تغيير منذ التقرير السابق في حالة الانتهاكات التي طال أمدها من قبل الطرفين على السواء. وفي 20 يناير، أرسل الجيش الملكي المغربي رسالة الى قائد القوة بشأن الانشاء المقترح لثلاثة أبراج جديدة أكثر ارتفاعا لرادارات المراقبة في المنطقة المقيدة الدخول بالقرب من بئر كندوز. ورفضت البعثة الطلب وذكرت الجيش الملكي المغربي بأن معدات الرادار الارضية المنتشرة في المنطقة المقيدة الدخول تعتبر من «الانتهاكات التي طال أمدها» منذ عام 2005. وأصرت البعثة على ان يتخذ الجيش الملكي المغربي جميع التدابير التصحيحية اللازمة بشأن تلك الانتهاكات. 29- وخلال الفترة قيد الاستعراض، قدم الجيش الملكي 20 ادعاء بانتهاك الاتفاق العسكري رقم 1 ضد القوات العسكرية لجبهة البوليساريو التي قدمت بدورها 10 ادعاءات ضد القوات المغربية. وأبلغت البعثة الطرفين خطيا بجميع الادعاءات. 30- وكان معظم الادعاءات التي قدمها الجيش الملكي المغربي تتعلق بالشريط العازل، ولاسيما أعمال التوغل المزعومة من جنود جبهة البوليساريو، وتحركات مركبات على متنها أفراد نظاميون، وإنشاء ملاجىء، وأصوات انفجارات داخل الشريط العازل. وبعد قيام البعثة بالتحقيق، لم يتسنى التأكد من صحة أي ادعاءات الجيش الملكي المغربي بسبب نقص الادلة. وكانت ادعاءات جبهة البوليساريو ضد الجيش الملكي المغربي تتعلق ببناء سور من الاسلاك الشائكة في الشريط العازل، وإنشاء مطار ومخزن في المنطقة المقيدة الدخول، وزيادة ارتفاع الجدار الرملي، وحفر خنادق جديدة مضادة للدبابات ، وأصوات تحركات لدبابات وانفجارات، وطلعات استطلاعية لمركبات جوية غير مأهولة، وتعزيز الجدار الرملي وتدعيمه بوسائل ميكانيكية. وبعد قيام البعثة بالتحقيق، تأكدت من صحة أربعة من ادعاءات جبهة البوليساريو باعتبارها انتهاكات ، وهي: وضع سور من الاسلاك الشائكة بطول 200 متر في الشريط العازل، وبناء مطار في المنطقة المقيدة الدخول، وزيادة ارتفاع الجدادر الرملي ببناء حائط جديد من الحجارة. ولم يتسن التأكد من صحة الادعاءات الأخرى بسبب نقص الأدلة. كما لم يتسن التأكد من صحة الادعاءات بقيام مركبات جوية غير مأهولة بطلعات استطلاعية بسبب عدم امتلاك البعثة للقدرة التقنية. 31- وعلى مدى العام الماضي، انخفضت إلى حد كبير حالات تقييد حرية تنقل المراقبين العسكريين التابعين للبعثة من قبل الطرفين، ولاسيما الجيش الملكي المغربي. وكان هناك انتهاك واحد فقط لحرية التنقل من قبل الجيش الملكي المغربي يوم 22 شتنبر، عندما منع مراقبون عسكريون من موقع فريق السمارة من زيارة مقر الحامية الرابعة، بينما لم تكن هناك انتهاكات لحرية التنقل من قبل قوات جبهة البوليساريو، وذلك مقارنة بخمسة وسعبين انتهاكا من هذا النوع من قبل الجيش الملكي المغربي واثنين من قبل جبهة البوليساريو في العام الماضي. ومنذ أكتوبر 2009، لم تسجل البعثة أية قيود علي حرية التنقل من قبل الطرفين. 32- وتلقت البعثة 276 طلبا من الجيش الملكي المغربي بشأن تشيد مبان ومرافق يستخدمها الأفراد العسكريون، وحفظ وتدمير الألغام ومخلفات الحرب من المتفجرات. وأرسلت جبهة البوليساريو طلبين للإنشاء خلال الفترة قيد الاستعراض. وتقوم البعثة باستعراض جميع الطلبات. 23- و خلال الفترة قيد الاستعراض، تلقت البعثة 309 إخطارات من الجيش الملكي المغربي بشأن أعمال إطلاق نار ومناورات تدريبية تعبوية، وتحركات لقوات ومعدات ودبابات، ورحلات جوية لكبار الشخصيات ولأغراض الصيانة، وتدمير للألغام ومخلفات الحرب من المتفجرات. وتلقت البعثة 16 إخطارا من قوات جبهة البوليساريو بشأن أعمال تدريب وإطلاق نار، ومناورات، وزيارات. وراقبت البعثة كل الأنشطة التي أخطرت بها خلال الفترة. 34- وواصلت البعثة إعداد تقارير شهرية عن رصد الجراد، تتضمن المعلومات التي تجمع في مواقع الأفرقة. وأرسل ما مجموعه 16 إخطارا من قوات جبهة البولياسريو بشأن أعمال تدريب وإطلاق نار، ومناورات، وزيارات. وراقبت البعثة كل الأنشطة التي أخطرت بها خلال الفترة. 34- وواصلت البعثة إعداد تقارير شهرية عن رصد الجراد تتضمن المعلومات التي تجمع في مواقع الأفرقة. وأرسل مما مجموعه 16 تقريرا إلى منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة لأغراض الرصد على الصعيد العالمي خلال الفترة قيد الاستعراض. ب - إجراءات مكافحة الألغام. 35- إن انتشار الألغام الأرضية ومخلفات الحرب من المتفجرات في جميع أنحاء الصحراء الغربية، بما في ذلك المناطق التي يعمل فيها علي أساس يومي المراقبون العسكريون والمركبات اللوجستية للبعثة، لايزال مصدر قلق شديد. وفي سبيل التصدي لهذه التهديدات واصل مركز تنسيق إجراءات مكافحة الألغام التابع للبعثة جهوده لتطوير وزيادة التعاون مع الطرفين وفقا للاتفاقين العسكريين رقم 2 و3. وقد زادت فعالية الجهود المنسقة الرامية إلى القضاء على خطر الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب، بفضل إنشاء قاعدة بيانات موثقة تعكس بصورة أدق ما هو معروف من حالة تلوث الصحراء الغربية بالألغام. 36- وخلال الفترة المشمولة بهذا التقرير قدم مركز تنسيق إجراءات مكافحة الألغام المشورة والمساعدة إلى الجيش الملكي المغربي والمنظمة الدولية غير الحكومية التي تعاقدت معها الأممالمتحدة، وهي منظمة الأعمال المتعلقة بالألغام الأرضية (Landmine Action)، بشأن نظام إدارة المعلومات الخاص بقاعدة بيانات إجراءات مكافحة الألغام ،وأتاح ذلك امكانية التنسيق وتقديم المساعدة التقنية لاستخلاص وإدارة البيانات، مما سمح بتخطيط أفضل لعمليات إزالة الألغام أدى إلى تحسين الإنتاجية وزيادة فعالية التكلفة. 37- وخلال الفترة من يناير إلى دجنبر 2009 ،طهرت المنظمة 2.9مليون متر مربع من الأراضي أيضا خطوات جديرة بالملاحظة في التشجيع على تعميم مراعاة المنظور الجنساني في عملياته، كما أنه يسهم في تنفيذ قرار مجلس الأمن 1325 (2000). ولدى المنظمة في هذا الصدد أربع موظفات مدربات من الصحراء الغربية جرى إدماجهن في الأفرقة الميدانية لتطهير مناطق القتال، وفي مختلف عمليات المقر الميداني للمنظمة. 38- وخلال الفترة المشمولة بهذا التقرير أفضت عمليات إزالة الألغام التي قام بها الجيش الملكي المغربي في الجانب العربي من الجدار الرملي، وتلك التي نفذتها منظمة الأعمال المتعلقة بالألغام الأرضية في الجانب الشرقي من الجدار إلى تدمير عدد كبير من الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، تشمل علي وجه الخصوص 3304 ألغام مضادة للدبابات و407 ألغام مضادة للأفراد و12952 قطعة من الذخائر غير المتفجرة والذخائر المتروكة. 39- وسعيا لمواصلة تعزيز سلامة الموظفين والعمليات أنشأت البعثة برنامج تدريب لزيادة الوعي هدفه تهيئة وتعزيز بيئة عمل أكثر أمنا لموظفي الأممالمتحدة المكلفين بعمليات في المناطق التي تشكل فيها الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب خطرا على أنشطتهم. وقد تحقق ذلك عن طريق الانتظام في نشر البيانات الجديدة عن المناطق التي يشتبه في أنها خطرة، وجعل التدريب في مجال السلامة أكثر منهجية وكثافة، والحفاظ على قدرة فريق الاستجابة لحالات الطوارئ الذي سبق إنشاؤه على تقديم المساعدة عند وقوع حوادث الألغام في الجانب الشرقي من الجدار الرملي. وفي إطار البرناج قدمت إحاطات عن السلامة من الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب إلى 279 شخصا، منهم 35 امرأة، وشمل ذلك المجموع 251 فردا من الأفراد العسكريين و28 من الموظفين المدنيين. 40- وأبلغ في هذا الصدد عن وقوع 15 حادثة من حوادث الألغام أسفرت عن مصرع شخصين وجرح 23 شخصا في عام 2009. وفي حين أن العدد الإجمالي للحوادث يمثل تراجعا طفيفا مقارنة بعام 2008 الذي شهد 18 حادثا من هذا القبيل، فإن إجمالي عدد الضحايا ازداد بمقدار ثلاثة أضعاف. وقد وردت تقارير عن هذه الحوادث من مجموعة متنوعة من المصادر أهمها المراقبون العسكريون العاملون كل في منطقته، ولذلك فقد تسنى التحقق من جميع الحوادث. وسجلت عشرة حوادث في الجزء الذي يسيطر عليه المغرب من الأراضي، وهو عدد يقل بحادثين عما وقع عام 2008. وحدث انخفاض بسيط أيضا في عدد الحوادث المبلغ عنها في الجزء الذي تسيطر عليه جبهة البوليساريو من الأراضي، من ستة حوادث في عام 2008 إلى خمسة في عام 2009. 41- وتعرض لإحدى الحوادث المسجلة غربي الجدار الرملي أربعة من مراقبي الأممالمتحدة العسكريين كانوا يقومون بدورية على مقربة من الجدار في المنطقة يسيطر عليها المغرب، بالقرب من نقطة محصنة للجيش الملكي المغربي، في موقع أم دريكة الخاضع لمسؤولية الفريق الميداني للبعثة. فقد فجرت إحدى مركبات الدورية لغما أرضيا أثناء دورية نهارية. ورغم تعرض المركبة لأضرار جعلت إصلاحها غير مجد اقتصاديا، فإن واحدا فقط من مراقبي الأممالمتحدة العسكريين الأربعة أصيب بجروح طفيفة. ويشكل الحادث رابع حادث انفجار لغم تشهده البعثة منذ إنشائها في عام 1991. ويبرز عدد القتلى والجرحى المبلغ عنه ما تشكله الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب من خطر مستمر على الحياة، ولاسيما حياة السكان البدو الرحل، وعلى السلام والأمن داخل الإقلم. ج - الأشخاص المفقودون نتيجة النزاع 42- تواصل لجنة الصليب الأحمر الدولية العمل مع الأسر والأطراف الأخرى المعنية لمتابعة مسألة الأشخاص الذين لا يزالون مجهولي المصير نتيجة للنزاع. دال- تقديم المساعدة إلى لاجئي الصحراء الغربية. 43- في 8 شتنبر قام السيد أنتونيو غوتيريس، مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين بزيارة استغرقت خمسة أيام إلى الجزائر والمغرب والصحراء الغربية. وفي الجزائر قام بزيارة للاجئين من الصحراء الغربية المقيمين في مخيمات بالقرب من تندوف، من أجل معاينة مباشرة لهذا الوضع الذي طال أمده وتقييم الحالة العامة للاجئين، بما في ذلك من خلال التحاور معهم ومعه قادتهم. وكانت تلك أول زيارة يقوم بها المفوض السامي لمخيمات منذ عام 1976. وكذلك كان الغرض من الرحلة، التي تمت خلال شهر رمضان، التعبير عن التضامن القوي مع سكان المنطقة. وقد مهدت زيارة المفوض السامي الطريق لإعادة توجيه برنامج المساعدة في المخيمات، عن طريق زيادة مستوى المساعدة وتعزيز تركيزها على راحة اللاجئين على المدى الطويل، مع إيلاء اهتمام خاص لمجلات التغذية والصحة والتعليم. 44- والتقى المفوض السامي أيضا بكبار المسؤولين الحكوميين في كل من الرباطوالجزائر العاصمة لمناقشة المسائل الفنية التي تمس لاجئي الصحراء الغربية في المخيمات. وشدد في تلك الاجتماعات على الطابع الإنساني البحث لولاية المفوضية. ومن جهتهم أكد كبار المسؤولين في العاصمتين للمفوض السامي تعاون حكومتيهما مع المفوضية ودعمها التام لها. وشددت السلطات المغربية أيضا على الحاجة إلى ايجاد حل دائم لمشكلة اللاجئين. وحث المفوض السامي الجهات المانحة في كلا البلدين على مواصلة دعم لاجئي الصحراء الغربية. 45- وواصلت المفوضية وبرنامج الأغذية العالمي توفير المساعدة للاجئي الصحراء الغربية في المخيمات الواقعة بالقرب من تيندوف، في إطار شراكة مع منظمة الصحة العالمية ومكتب الشؤون الإنسانية التابع للمفوضية الأوربية والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية والعديد من المنظمات غير الحكومية، الدولية منها والمحلية. 46- وناقش المفوض السامي مسألة تسجيل اللاجئين مع السلطات في كلا البلدين. ولا تتوافر إحصاءات دقيقة عن عدد اللاجئين في مخيمات تندوف. وتقدر جبهة البوليساريو والحكومة المضيفة بأن عدد اللاجئين يبلغ 15000 شخص. ولتعذر التسجيل يوجه برنامج المفوضية خدماته إلى أضعف الأشخاص حالا من بين اللاجئين والبالغ عددهم 900000 شخص. وتوفر برامج توزيع الأغذية التي يفنذها برنامج الأغذية العالمي 35000 من الحصص الغذائية الإضافية، في محاولة لسد الاحتياجات الغذائية الملحقة. 47- وقد استمر برنامج الأغذية العالمي في توفير 125000 من حصص التغذية العامة الشهرية لأضعف لاجئي الصحراء الغربية حالا، بالاضافة إلى برنامج للتغذية المدرسية وحصص الدعم التغذوي التكميلي للأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية، وللحوامل والمرضعات. وعموما وزع برامج الأغذية العالمي في 2009 ما مجموعه 26953 طنا من الأغذية. وقدمت المفوضية أيضا أغذية تكميلية منها 65,5 طناً من الشاي و 27 طنا من الخميرة، وأجرت عمليات رصد مشتركة للأغذية مع برنامج الأغذية العالمي في إطار توزيع السلة الغذائية العامة. وأخيراً قدمت المفوضية 676 طناً إضافياً من الأغذية الطازجة خلال شهر رمضان. وعلاوة على ذلك، حققت المفوضية في عام 2009 تقدماً كبيراً في التصدي لظاهرة ارتفاع معدلات فقر الدم لدى اللاجئين، ووضعت أسس برنامج شامل لصحة الطفل وتغذيته واستراتيجية لتنفيذ البرنامج مع جميع الشركاء. وأجريت دراسة جدوى أكدت قبول اللاجئين للأطعمة التكميلية، مما سمح بشراء المنتجات في وقت لاحق. وأخيراً حقق برنامج الأغذية العالمي نجاحاً في كفالة تنوع سلة الأغذية الأساسية من أجل تحسين تلبية الاحتياجات الغذائية للاجئين. 48 وأشارت بعثة تقييم مشتركة أوفدتها مفوضية شؤون اللاجئين/ برنامج الأغذية العالمي في شتنبر 2009 الى ما أُحرز من تقدم كبير في مجالات توزيع الأغذية وما يتصل به من عمليات رصد، وإلى تحسين التنسيق بين جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة، مؤكدة في نفس الوقت ضرورة استمرار المساعدة الغذائية. وخلصت بعثة التقييم المشتركة إلى توصيات تغذوية سيحاول البرنامج تنفيذها ضمن مشاريعه المستقبلية، بما في ذلك إغناء جميع السلع الأساسية وتنويعها كلما أمكن ذلك. 49 وواصلت المفوضية، عبر شركائها المنفذين، إيلاء أكبر قدر ممكن من الاهتمام لقضايا المياه والصرف الصحي في المخيمات بواسطة بناء شبكات المياه. وقد مكنت الأموال التي قدمها مكتب الشؤون الإنسانية التابع للمفوضية الأوربية ومفوضية شؤون اللاجئين من تركيب أنابيب المياه في ثلاثة قطاعات في مخيم السمارة، يستفيد منها حوالي 34000 لاجىء. واستفاد مخيما الداخلة وأوسرد بالفعل من هذه الأنابيب التي تقلل من استخدام صهاريج المياه. 50 وواصلت المفوضية دعم قطاع التعليم عن طريق توفير 53270 من الكتب المدرسية و 180325 من الكتب المقررة في المناهج. وتم أيضاً تجهيز ثلاث مدارس ثانوية من أصل سبع بمختبرات جديدة. وقدمت المفوضية حوافز لجميع المعلمين في كل من مخيمي الداخلةوالسمارة، وكذلك في مدرسة 12 أكتوبر الداخلية الواقعة على طريق مخيم الداخلة (552 معلماً من مجموع موظفي التعليم البالغ عددهم 2133 موظفاً). واستمر تقديم الدعم للتدريب المهني، مع التركيز بصفة خاصة على النساء والشباب والمعوقين. ودعمت المفوضية أيضاً التدريب القانوني، فضلا عن عقد حلقات دراسية للمحامين والقضاة، وتجديد المباني الادارية في مخيم 27 فبراير. 51 واستمرت المفوضية عن طريق شركائها المنفذين، في دعم المرافق الطبية في المخيمات عن طريق توفير المعدات والتدريب للممرضات والقابلات. ه تدابير بناء الثقة 52 ما برحت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين تيسر منذ عام 2004 الصلات والاتصالات بين لاجئي الصحراء الغربية الموجودين في المخيمات الواقعة بالقرب من تندوف، وبين أسرهم في الإقليم عن طريق تبادل الزيارات الأسرية وتوفير الخدمات الهاتفية المجانية. وواصلت المفوضية تنفيذ برنامجها بشأن تدابير بناء الثقة باعتباره برنامجاً إنسانياً بحثاً بالتعاون الوثيق مع جبهة البوليساريو والمغرب وكذلك مع الجزائر بوصفها البلد المضيف للاجئين الصحراويين. 53 واستمرت المفوضية في تقديم الخدمات الهاتفية المجانية للاجئين في المخيمات ليتصلوا بأفراد الأسرة في الإقليم. وأثناء الفترة المشمولة بالتقرير، أجرى اللاجئون 20362 مكالمة هاتفية بين أبريل 2009 ومارس 2010، مع أقرباء يعيشون في الإقليم. ومنذ أن أطلقت الخدمة في يونيو 2004، أجرى اللاجئون 127162 مكالمة هاتفية نسبة 55 في المائة منها أجرتها نساء. وما برحت المفوضية تعمل من أجل إنشاء مركز هاتفي في مخيم الداخلة للاجئين، وتعتزم تحسين المراكز الهاتفية وإضافة خدمات الأنترنيت في عام 2010. 54 وتواصلت عمليات تبادل الزيارات الأسرية بفضل الجهود التي بذلتها المفوضية والبعثة والتعاون الجيد عموما من جانب الأطراف المعنية. فبين أبريل 2009 ومارس 2010، نظمت 37 رحلة ذهاباً وإياباً للقيام بزيارات أسرية، سافر خلالها 1137 شخصاً إلى مخيمات اللاجئين في تندوف، في حين سافر 188 شخصاً إلى مدن في الإقليم الواقع غرب الجدار الرملي. وتعمل المفوضية على اتخاذ خطوات، بالتنسيق مع الأطراف، لكفالة إجراء مزيد من الزيارات على النحو المقرر. ويوجد حاليا 41237 من الصحراويين المسجلين للمشاركة في الزيارات الأسرية. ومنذ بدء البرنامج في مارس 2004، شارك في الزيارات الأسرية نحو 10182 شخصا (24 في المائة من المسجلين)، معظمهم من النساء والأطفال والمسنين. 55 ومن أجل اختصار فترة الانتظار للأشخاص المسجلين للقيام بزيارات أسرية، وتمشياً مع قراري مجلس الأمني (2008)1813 و (2009)1871، تواصل المفوضية مساعيها الرامية إلى تنفيذ خيار الطريق باعتباره وسيلة لزيادة عدد الزيارات الأسرية. 56 وحصل مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين، أثناء زيارته إلى المنطقة، على اتفاق الأطراف الشفوي الذي يقضي بتوسيع نطاق تطبيق البرنامج الحالي المتعلق بتدابير بناء الثقة عن طريق البر، باستخدام الطريق المباشرة أكثر من غيرها المؤدية من تندوف إلى السمارةوالعيون. وإضافة السفر عن طريق البر الى السفر القائم جواً ستسمح لما يقرب من 4400 صحراوي في السنة بالاستفادة من البرنامج بالمقارنة مع المستفيدين الحاليين البالغ عددهم 2218 شخصاً. وتشمل العناصر الأخرى المقترحة تنظيم زيارات أسرية في مناسبات خاصة، مثل الأعراس، ومعسكر صيفي للشباب والأطفال. ووُضعت خطط مبدئية لإعداد تقييم للبرنامج الحالي مع الطرفين في جنيف في أبريل 2010. 57 ومن أجل تنفيذ البرنامج المتعلق بتدابير بناء الثقة، واصلت البعثة تقديم الدعم اللوجيستي والأمني والاداري الى مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين على أساس استرداد التكاليف ليشمل النقل بالطائرات وعن طريق البر بالإضافة الى مرافقة عضو من أعضاء الوحدة الطبية الماليزية التابعة للبعثة لكل رحلة جوية. كما تعد شرطة الأممالمتحدة عنصراً رئيسياً من عناصر المساعدة التي تقدمها البعثة في سياق برنامج تدابير بناء الثقة. وفي 31 مارس، وصل العدد الذي يتكون منه عنصر الشرطة التابع للبعثة الى 6 أفراد، من ضمنهم 3 ضابطات. ورصد ضباط شرطة الأممالمتحدة اجراءات المطار عند نقاط الوصول والمغادرة، وقاموا بتوزيع وثائق السفر على المستفيدين وسحبها منهم أثناء وجودهم على متن طائرات الأممالمتحدة، واصطحبوا موظفي المفوضية ورافقوا المستفيدين واستجابوا لحالات الطوارىء و/ أو طلبات المساعدة أثناء الزيارات. وفي حال وافق الطرفان على التوسيع المتوخى للبرنامج، إما بزيادة عدد الرحلات الجوية أو بفتح طريق بري، سيصبح من الضروري زيادة القوام المأذون به لعنصر شرطة البعثة، حسب الاقتضاء. واو المهاجرون غير الشرعيين 58 منذ أن قدمت تقريري السابق الى المجلس، بقي مهاجر غير شرعي واحد في الإقليم تحت رعاية جبهة البوليساريو في منطقة بير لحلو. وقد وافق أخيراً هذا المهاجر، وهو نيجيري الأصل، على العودة طوعاً الى بلده الأصلي وعُرضت قضيته على المنظمة الدولية للهجرة في شهر فبراير. ز حقوق الإنسان 59 لا يوجد لدى الأممالمتحدة أي موظف في الميدان لمعالجة مسائل حقوق الإنسان، لأن البعثة ليست مكلفة بولاية محددة لحقوق الإنسان ولا يوجد أي تمثيل لمفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في الإقليم أو حتى في مخيمات اللاجئين في تندوف. ومع ذلك، فإن الأممالمتحدة تدرك أن من واجبها التقيد بمعايير حقوق الإنسان أثناء كل ما تنفذه من عمليات، بما فيها تلك المتعلقة بالصحراء الغربية. وكثيراً ما يوجه كلا الطرفين في النزاع الاتهام للآخر، في الاتصالات التي تجري مع الأممالمتحدة أو عبر وسائل الإعلام، بشأن انتهاكات حقوق الإنسان. 60 وخلال الفترة قيد الاستعراض، كتب إليَّ الأمين العام لجبهة البوليساريو في عدد من المناسبات، معرباً لي بصورة أساسية عن القلق إزاء انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان تؤثر على الصحراويين في الإقليم وداخل المغرب. وكانت جميع الرسائل مسجلة ومحالة إلى مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان. وقد واصلت السلطات المغربية ووسائط الإعلام المغربية التأكيد على أن جبهة البوليساريو تثير مسألة حقوق الإنسان في محاولة منها للابتعاد عن المسائل الجوهرية المتعلقة بالمفاوضات. وفي مناسبات عديدة، أعرب وزير خارجية المغرب عن قلقه إزاء الوضع الإنساني للصحراويين في مخيمات تندوف للاجئين، وأشار إلى مسؤولية الجزائر ومفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في هذا الشأن. 61 وفي شهر غشت، أُفيد بأن ستة شبان صحراويين قد أوقفتهم السلطات المغربية في مطار أغادير ومنعتهم من السفر الى المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية، حيث دعتهم منظمة غير حكومية يوجد مقرها في المملكة المتحدة للمشاركة في مؤتمر مع طلاب من المغرب، ومن مخيمات تندوف وعدد من البلدان الأوربية. 62 وفي شهر أكتوبر، اعتُقلت مجموعة نشطاء صحراويين معروفين سافروا الى مخيمات تندوف، في زيارة حظيت بتغطية إعلامية واسعة. وقد تم الاعتقال عند عودتهم، ووجهت إليهم فيما بعد إحدى المحاكم العسكرية تهمة الخيانة. وأطلق سراح المرأة الوحيدة في المجموعة من السجن في 28 يناير بسبب مشاكل صحية. وكتبت جبهة البوليساريو إليَّ في عدة مناسبات تسألني ضمان سلامة الصحراويين وأمنهم وتيسير إطلاق سراحهم من السجون المغربية. 63 وفي حالة احتجاز السيدة حيدر في 14 نونبر (انظر الفقرة 7)، وهي سيدة مقيمة في العيون وناشطة بارزة في مجال حقوق الإنسان/ ذكرت السلطات المغربية أنها رفضت أن تسجل في استمارة الهجرة التي ملأتها أنها تحمل الجنسية المغربية. فسحبوا جواز سفرها المغربي وطردوها الى إسبانيا بالقرب من جزر الكناري. وبدأت السيدة حيدر إضراباً عن الطعام في مطار لانثاروتي، مطالبة بالعودة إلى منزلها وأسرتها في العيون. واسترعت الحالة اهتمام وسائل الإعلام الدولية. وأدى إضرابها عن الطعام في نهاية المطاف إلى ردود فعل صدرت من كبار المسؤولين الحكوميين في عدة بلدان منها إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة. وقد أعربتُ عن القلق بشأن صحتها وزيادة التوتر لوزير الخارجية الإسباني السيد ميغيل أنخيل موراتينوس كويوبي ولوزير الخارجية المغربي السيد الفاسي الفهري الذي التقيت به لأحث المغرب على تسوي هذا الوضع. وبعد انقضاء 32 يوما، أوقفت السيدة حيدر إضرابها عن الطعام عندما سمح لها المغرب بالعودة الى العيون. كما تمت معالجة شاغل آخر عندما وافقت الحكومة المغربية في شهر فبراير على إعادة جوازات فسر عدد من النشطاء الصحراويين كانت قد احتجزتها أو انتهت صلاحيتها ولم تجدد. ح إدارة البعثة والتدابير والأمنية: 64 منذ أن قدمت تقريري السابق والاعمال تتواصل في المجال الامني من أجل تحقيق امتثال البعثة لمعايير الأممالمتحدة التشغيلية الدنيا في مواقع الأفرقة ومقر البعثة معا، ومن المقرر أن ينجز العمل في 30 يونيه 2010. 65 وتتواصل تحسينات المرافق والهياكل الأساسية في مواقع أفرقة البعثة، ومن المقرر إتمامها في 30 يونيو 2011. ويتواصل استبدال الهياكل ذات الجدران اللينة التي تستخدم حاليا أماكن للإيواء، وأصبحت الآن الهياكل ذات الجدران الصلبة المعيار السائد في مواقع الأفرقة أو سرد وأم دريكة ومحبس وبير لحلو. وسينجز موقعا الفريقين المتبقيين أغوانيت ومحيرس بحلول 30 يونيه 2011. وقد أنشئت محطتان لمعالجة المياه في موقعي الفريقين محبس وبير لحلو. وسيجهز بالمثل موقعا الفريقين السمارة وتيفاريتي في موعد أقصاه 30 يونيه 2010 كما توجد في مقر البعثة في العيون محطة لمعالجة المياه. ومنذ تقريري السابق، تواصل البعثة الجهود من أجل إصلاح المطارات الصحراوية في مواقع الأفرقة غرب الجدار الرملي، ويعود الفضل في ذلك الى مساعدة الجيش الملكي المغربي، حيث أعيد بناء مدرجين في محبس وأم دريكة، ويجرى بناء مدرج أوسرد ويتوقع إنجازه بحلول 30 يونيه 2010. وتضطلع البعثة أيضا بالاشغال اللازمة والمتعلقة بمدرج العمليات في أغانيت الواقعة شرق الجدار الرملي، وأخيرا، أطلقت البعثة برنامجا لحماية البيئة يتواءم مع ما أبذله من جهود من أجل تحقيق شعار «خضرنة الأممالمتحدة» وتشجيع استخدام الطاقة المستدامة. 66 وتم إصدار هواتف ساتلية لجميع مواقع الأفرقة تحقيقا لأغراض الاحتياط. ومازال البرنامج الرامي الى تحسين تغطية وسائل الاتصالات اللاسلكية ذات التردد العالي جدا قائما (S/2009/200)، الفقرة 35) إثر تركيب أجهزة إعادة إرسال إضافية في جميع أرجاء منطقة العمليات. وقد عزي التأخير في تنفيذ هذا البرنامج الى عدم توفر المعدات الثقيلة اللازمة لبناء الأبراج. ط مسائل السلوك والانضباط 67 يسرني أن أعلن أن الاعمال الفنية المنحوتة في الصخور التي شوهها أفراد البعثة، ولاسيما في منطقة جبل الشيطان (لجواد) الواقعة بالقرب من أغوانيت، قد رممت. فالبعثة تعاقدت مع فريق من المرممين المحترفين يضم عالما من علماء آثار لإصلاح الضرر الذي لحق باستخدام الطلاء بالرش. وقد نفذ الترميم في شهر فبراير. وبالإضافة الى جبل الشيطان، فقد شملت العملية تنظيف بعض النقوش التي تلحق الضرر برسوم تيفاريتي الصحراوية (الركايز) والأرقام المرسومة على نقوش الصخور بالقرب من بير لحلو (سلوقية). خامسا: الاتحاد الافريقي: 68 واصل الوفد المراقب للاتحاد الافريقي لدى البعثة، برئاسة كبير ممثليه يلما تاديسي (إثيوبيا)، تقديم الدعم للبعثة والتعاون معها أثناء الفترة قيد الاستعراض. وأود أن أكرر الإعراب عن تقديري للاتحاد الافريقي للمساهمة التي قدمها. سادسا الجوانب المالية: 69 اعتمدت الجمعية العامة بموجب قرارها 300/63 مبلغ 53,5 مليون دولار لتغطية نفقات بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية للفترة من 1 يونيه 2009 الى 30 يونيه 2010. وقدمت الميزانية المقترحة للبعثة للفترة من 1 يونيه 2010 الي 30 يونيه 2011 وهي بمبلغ 58,2 مليون دولار (بدون التبرعات العينية المدرجة في الميزانية) الى الجمعية العامة لتنظر فيها أثناء الجزء الثاني من دورتها الرابعة والستين المستأنفة. 70 وفي 28 فبراير 2010، بلغت الاشتراكات المقررة غير المدفوعة الى حساب البعثة الخاص 58,4 مليون دولار، ونتيجة لعدم دفع الاشتراكات المقررة المستحقة، لم تتمكن المنظمة منذ أبريل 2002 من أن ترد للحكومات التي توفر القوات تكاليف هذه القوات البالغين 2,3 مليون دولار وتكاليف المعدات المملوكة للوحدات التي تبلغ 0,5 مليون دولار. 71 وبلغ مجموع الأنصبة المقررة غير المسددة لجميع عمليات حفظ السلام 3782,7 ملايين دولار في 28 فبراير 2010. سابعا ملاحظات وتوصيات: 72 إنني أرحب بالتزام الطرفين المتواصل بعملية المفاوضات حسبما تم تأكيده مرارا لي ولمبعوث الشخصي، وباستعدادهما للمشاركة في التبادل التحضيري غير الرسمي الذي نظمه. بيد أن الاجتماعين غير الرسميين اللذين عقدا في غشت 2009 وفبراير 2010 لم يسفرا عن تقدم في المسائل الموضوعية الاساسية، وتدعو الحاجة الى مزيد من العمل قبل عقد جولة خامسة من المفاوضات الرسمية. 73 وعقب الاجتماع غير الرسمي الثاني، بات من الواضح أن كلا الطرفين غير مستعد لقبول مقترح الآخر بوصفه الأساس الوحيد للمفاوضات في المستقبل ومن المستبعد أن يجد جديد في علاقاتيهما أو في البيئة الاقليمية أو الدولية فيغير هذا الوقف في المستقبل القريب. وإنني أوصي مجلس الأمن بأن يكرر تأكيد دعوته للطرفين، المغرب وجبهة البوليساريو، الى التفاوض بحسن نية وبدون أية شروط مسبقة، برعاية مبعوثي الشخصي، والى إبداء الإرادة السياسية اللازمة للدخول في مناقشات موضوعية لكفالة نجاح المفاوضات، وأن يكون ذلك حيثما أمكن من منطق مقترحيهما مع زيادة صقل مضمون ذينك المقترحين. وإذا أريد إحراز تقدم فلابد من توافر روح الابتكار وسعة الأفق. 74 ولايزال يساورني القلق إزاء استمرار انتهاكات الطرفين للاتفاق العسكري رقم 1، فمسؤولية كفالة عدم ارتكاب قواتهما العسكرية للانتهاكات تقع على عاتقيهما، وإنني أهيب بهما أن يتقيدا تماما بأحكام الاتفاقات العسكرية وأن يمدا يد التعاون التام للبعثة، وأشجع الطرفين على إقامة تعاون واتصال مباشرين من خلال آلية عسكرية مشتركة للتحقق من أجل مناقشة الادعاءات بحدوث انتهاكات وغير ذلك من مسائل الاهتمام المشترك. 75 و يشكل البعث الانساني، للنزاع، بما في ذلك معاناة اللاجئين الصحراويين، مصدر قلق متزايد، وإنني أحث الطرفين على تأكيد اتفاقهما على توسيع نطاق برنامج الزيارات الأسرية وتعجيل وتيرة مشاوراتهما مع مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين بشأن تنفيذه، فهذا من شأنه أن يمكن عددا أكبر بكثير من الاشخاص في الصحراء الغربية ومخيمات اللاجئين من المشاركة في الزيارات. كما أحث الطرفين على مواصلة العمل مع المفوضية والبعثة وكذلك مع مبعوثي الشخصي لاستكشاف تدابير أخرى لبناء الثقة وإقامة الاتصالات. ولكفالة الاستخدام الأمثل لموارد الأممالمتحدة وتيسير الدعم المقدم من برنامج تدابير بناء الثقة، أوصى بأن يعترف مجلس الأمن رسميا بدور البعثة ومسؤولياتها في استخدام مواردها لدعم أنشطة بناء الثقة وأن يعزز ذلك الدور وتلك المسؤوليات. وبالمثل، أحث الجهات المانحة على بحث سبل إتاحة مزيد من التمويل ليتسنى استمرار هذه الانشطة وتوسيع نطاقهها. وختاما، أحث على إيلاء الاهتمام الكافي لمسائل إجراء تعداد للاجئين وتنفيذ برنامج المقابلات الفردية. 76 ويساورني القلق إزاء الحالة فيما يتعلق بحقوق الإنسان فكل جانب يتهم الآخر بارتكاب انتهاكات في حق الصحراويين في الاقليم وفي مخيمات اللاجئين، وكل ينفي الاتهامات الموجهة له. وأكرر مرة أخرى مناشدتي كل طرف أن يواصل الانخراط في حوار مستمر وبناء مع مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الانسان بغية كفالة احترام حقوق الانسان لشعب الصحراء الغربية في الاقليم وفي مخيمات اللاجئين، فالأممالمتحدة والمجتمع الدولي ككل مهتمان بتعزيز احترام المعايير الدولية لحقوق الإنساك وكفالة فهم كل طرف في النزاع لمسؤولياته في هذا الصدد. 77 وإنه لمن دواعي ارتياحي أن ألاحظ انخفاض عدد الحوادث الناجمة عن الألغام الأرضية ومخلفات الحرب من المتفجرات في المنطقة، بيد أن زيادة عدد الضحايا تبرز الحاجة الملحة لزيادة التنسيق والعمليات. وقد ثبت أن أنشطة مكافحة الألغام التي يضطع بها كل من البعثة والجيش الملكي المغربي ومنظمة الاعمال المتعلقة بالألغام الارضية هي أنشطة قيمة للغاية وتسهم مباشرة وبشكل إيجابي في سلامة السكان المدنيين في المنطقة وكذلك في سلامة أفراد الأممالمتحدة. وألاحظ أيضا بارتياح زيادة التعاون في تبادل المعلومات مع الجيش الملكي المغربي ومنظمة الاعمال المتعلقة بالألغام الارضية. وإنني أشجع الطرفين على مواصلة العمل مع البعثة لكفالة استمرار هذا العمل القيم من خلال تبادل المعلومات، مع مواصلة وزيادة الزخم في أنشطة إزالة الألغام. ولكي يتسنى لهذا العمل الحيوي أن يستمر ولمنظمة الاعمال المتعلقة بالألغام الارضية أن تتيح فريقا للاستجابة الطارئة في حالات الحوادث الناجمة عن ألغام شرقي الجدار الرملي، ستدعو الحاجة الى تخصيص موارد إضافية لجهود الأممالمتحدة الرامية الى مكافحة الألغام في الصحراء الغربية. فهذه الأنشطة تتطلب التأكيد على الوقاية، وزيادة الأنشطة تتطلب تمويلا إضافيا يتجاوز التبرعات. وفي هذا الصدد، رصدت البعثة في مشروع ميزانية الفترة 2011/2010 مبلغا لتلبية الحاجة الى زيادة الأنشطة، وإنني أدعو البلدان المانحة الى دعم جهود الطرفين قصد الاستفادة من التقدم المحرز ومما استُثمر في هذا المجال حتى الآن. 78 ونظرا للظروف القائمة على أرض الواقع، وفي ضوء الجهود المتواصلة التي يبذلها مبعوثي الشخصي، أعتقد أن وجود بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية يظل أمرا لا غنى عنه للحفاظ على وقف إطلاق النار في الصحراء الغربية. ولذلك، فإنني أوصي بأن يمدد مجلس الأمن ولاية البعثة لمدة سنة أخرى، حتى 30 أبريل 2011. 79 وختاما، أود أن أتوجه بالشكر الى مبعوثي الشخصي، كريستوفر روس، لتفانيه في العمل مع الطرفين من أجل التوصل الى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الجانبين للنزاع في الصحراء الغربية. كما أود أن أعرب عن تقديري لممثلي الخاص، هاني عبد العزيز، الذي يرأس البعثة منذ تعيينه في 5 نونبر، ولقائد القوة، الميجور جنرال جينغمين جاو (الصين)، وكذلك لأفراد البعثة وموظفيها، رجالا ونساء، على عملهم في ظروف صعبة من أجل الوفاء بولاية البعثة.