كشفت معطيات حصلت عليها «المساء» أن الجماعة الليبية المقالة كان لها دور مهم في التخطيط والدعم اللوجستي لمنفذي اعتداءات 16 ماي بالدارالبيضاء. وحسم تقرير أمريكي حديث حول حالة الإرهاب في العالم الجدل بشأن الجهة التي نفذت الاعتداءات الإرهابية المذكورة، إذ أكد أن الاعتداءات المذكورة نفذت بتخطيط ودعم لوجستي من الجماعة الليبية المقاتلة، التي كان يتزعمها عبد الحكيم بلحاج الخويلدي القائد الحالي للثوار بالعاصمة الليبية طرابلس. وحسمت المعطيات الأمريكيةالجديدة الجدل حول الجهة التي تقف خلف اعتداءات 16 ماي بعد حوالي ثمان سنوات من وقوعها، منهية الشكوك التي كانت تثار بين الفينة والأخرى حول تلك الأحداث المؤلمة، التي هزت مدينة الدارالبيضاء. واتهمت المعطيات ذاتها الجماعة الليبية المقاتلة بالتخطيط لاغتيال القذافي بداية من سنة 1996. وفي سياق متصل، أكد محمد ضريف، المتخصص في الجماعات الإسلامية، المعطيات الواردة في التقرير الأمريكي، إذ أوضح أن الجماعة الليبية المقاتلة وفرت الدعم اللوجستي للانتحاريين الذين نفذوا اعتداءات 16 ماي 2003. كما أوضح ضريف في اتصال هاتفي مع «المساء» أن التقرير الأمريكي له ما يبرره لأنه حتى حدود 2003 كان هناك تداخل بين الجماعة الليبية المقاتلة والجماعة المغربية المقاتلة المتهمة بالإشراف المباشر على الاعتداءات. وأكد ضريف على أن قيادتي الجماعتين كانتا تتحركان بين بريطانيا وأفغانستان، التي كان يوجد بها زعيم الجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج الخويلدي، مضيفا أن الجماعة الليبية المقاتلة تأسست قبل ظهور الجماعة المغربية المقاتلة، وهو ما دفع عددا كبيرا من المغاربة إلى الالتحاق بها في انتظار خلق جماعة مغربية. وأشار ضريف إلى أنه قبل اعتداءات 16 ماي 2003 كانت هناك مواجهة بين مغربيين وقوات الأمن قتل على إثرها ربيع آيت أوزو، الذي كان مرتبطا بالجماعة الليبية المقاتلة، موضحا أن الجماعة الليبية نعته على موقعها الالكتروني باعتباره أحد أعضائها الذين قتلوا على يد قوات الأمن المغربية. وأكد ضريف على أن الجماعة المغربية المقاتلة عمدت بعد نشأتها سنة 1998 إلى استقطاب المغاربة المقاتلين في صفوف الجماعة الليبية المقاتلة، مضيفا أن الأخيرة وفرت للجماعة المغربية دعما لوجستيا للقيام باعتداءات 16 ماي. إلى ذلك، أكد تقرير الخارجية الأمريكية حول الإرهاب في العالم أن المغرب نجح في تفكيك العديد من المجموعات والخلايا الإرهابية عبر تعزيز «تجميع المعلومة وعمل المصالح الأمنية، بالإضافة إلى التعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين». وأشاد التقرير بما وصفه ب«الجهود الهامة» التي يبذلها الملك محمد السادس من أجل «مكافحة التطرف»، مذكرا في هذا السياق بالدروس الدينية التي يقيمها الملك كل سنة بمناسبة شهر رمضان، وهي الدروس التي ينشطها محاضرون يفدون من مختلف بقاع العالم بهدف النهوض بتصورات دينية معتدلة وسلمية.