انتهى الاجتماع المغلق الذي شهده بيت عبد المجيد بوزوبع، الأمين العام للحزب الاشتراكي، مساء الثلاثاء المنصرم، وحضره كل من عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ونبيل بنعبد الله، الأمين العام للتقدم والاشتراكية، والتهامي الخياري، الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية، ومحمد فارس منسق عام حزب اليسار الأخضر، بالاتفاق على بدء أولى خطوات التنسيق بين الأحزاب اليسارية الخمسة استعدادا للانتخابات التشريعية القادمة، على أمل أن تنضم باقي أحزاب العائلة اليسارية. وحسب مصادر حزبية، فإن قيادات الأحزاب الخمسة اتفقت، خلال الاجتماع الذي تغيب عنه عبد الكريم بنعتيق، الأمين العام للحزب العمالي، الذي اعتذر عن المشاركة بسبب وجود «خلافات مع بعض الحاضرين»، على تكوين لجنة ستشتغل خلال الأيام القادمة على وضع خريطة طريق من خلال تقديم مقترحاتها بخصوص إمكانات التنسيق بينها. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المقترحات التي ستأتي بها اللجنة بشأن التنسيق بين الأحزاب اليسارية، ستكون محط مناقشة قيادات تلك الأحزاب خلال اجتماع جديد ينتظر عقده يوم الاثنين القادم، على أن تمر بعد ذلك إلى مرحلة تنزيل وتطبيق ما سيتم الاتفاق عليه، المحفوفة بالكثير من المخاطر خاصة في ظل وجود سوابق بوأد كل محاولات التنسيق بين أحزاب اليسار التي كانت تسعى إليها بعض الأحزاب عشية كل انتخابات. وتأتي تحركات الأحزاب اليسارية الخمسة في سياق وضع تصور موحد بخصوص كيفية تدبير المرحلة الانتخابية القادمة، خاصة في ظل بروز توجه نحو بناء تحالف بين أحزاب الأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري، كما تأتي في سياق البحث عن إمكانية توحيد العائلة اليسارية المشتتة، من خلال ضم الحزب العمالي باقي الأحزاب اليسارية ولاسيما أحزاب تحالف اليسار الديمقراطي (الاشتراكي الموحد، الطليعة الاشتراكي الديمقراطي، المؤتمر الاتحادي) إلى مبادرة التنسيق كخطوة أولى قد تتلوها خطوات أخرى. ويتوقع التهامي الخياري، أمين عام جبهة القوى الديمقراطية أن تنضم خلال الأيام القادمة أحزاب أخرى إلى الأحزاب الخمسة الباحثة، على ما يبدو، عن تنسيق يجعلها رقما حاضرا في الساحتين السياسية والانتخابية لما بعد 25 نونبر القادم، مشيرا في اتصال مع «المساء» إلى أنه تم تكليف بعض القيادات بالاتصال بالقيادات الغائبة من أجل ضمها إلى المبادرة الجديدة. وقال الخياري ردا على سؤال ل«المساء» حول مدى إمكانية أن تتفق الأحزاب اليسارية على التنسيق فيما بينها، «ما يمكن أن نستشفه من خلال اللقاء الأخير أن هناك على الأقل استعدادا للعمل وأن اليسار يريد الاشتغال»، مضيفا:» مع الأسف في سنة 2008 فشلت مبادرة التنسيق بين العائلة اليسارية، لكن الآن هناك اتفاق بين المشاركين في اجتماع يوم الثلاثاء على الاشتغال بشكل جماعي خاصة أن الوضع السياسي يظهر حاجة البلاد إلى اليسار. وعلى كل حال، فجميع الإخوان في اليسار مرحب بهم للالتحاق بالمبادرة والمشاركة في اجتماع يوم الاثنين القادم، وأدعوهم إلى تجاوز الخلافات، خاصة تلك التي كانت في مرحلة التحضير ومناقشة الوثيقة الدستورية، وذلك للاشتغال بشكل جماعي في مرحلة الاستحقاقات القادمة وما بعدها».