بعد مضي 45 يوما من توقيف أعضاء خلية شبكة «فتح الأندلس» المكونة من 15 عضوا، تم أول أمس الثلاثاء تقديم عناصر هذه الخلية أمام قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب بمحكمة الاستئناف بسلا في إطار التحقيق الإعدادي. وقد وجهت إليهم تهم تتعلق بتكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية لها علاقة بمشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف وصنع وحيازة المتفجرات والمس بالمقدسات وعقد اجتماعات بدون ترخيص. وقد تم الاستماع إلى المتهمين الخمسة عشر دون إشعار عائلاتهم التي لم يتسن لها تنصيب محامين ينوبون عنهم أمام قاضي التحقيق. وأكد والد الشقيقين عبد المولى وإسماعيل أعمارة، المنحدرين من مدينة العيون، أنه لم يشعر بمكان اعتقالهما أو تاريخ وضعهما تحت الحراسة النظرية منذ اقتيادهما مساء يوم 25 يوليوز الماضي من بلدة المرسىبالعيون من قبل أشخاص بزي مدني قدموا أنفسهم على أنهم من الشرطة. وأضاف والد الشقيقين، في تصريح ل«المساء»، أنه توجه صبيحة أول أمس الثلاثاء إلى السجن المحلي بسلا، حيث يتم إيداع المتهمين قيد الاعتقال الاحتياطي، ولم يعثر لهما على أثر. وفي الوقت الذي أشارت فيه مصادر مقربة من التحقيق إلى أن أعضاء هذه الخلية كانوا يعدون العدة لصناعة مواد متفجرة، مستعينين بالمواد الكيماوية التي تم حجزها في منزل الشقيقين أعمارة، أوضح والدهما أن مادة الأسيد التي تم حجزها من مستودع المنزل الذي يقطن فيه، الذي يضم أيضا محلا لبيع العقاقير، كانت معدة للمتاجرة فيها، مشيرا في نفس السياق إلى أن المواد الكيماوية التي قيل إنه تم حجزها، هي عبارة عن أدوية صيدلية كانوا يستعملونها، ولا علاقة لها بموضوع صناعة المتفجرات. وحسب مصادر مقربة من التحقيق، فإنه تم أيضا العثور بمنزل الشقيقين على عدد من المصابيح المعطلة والتي يشتبه في أنها كانت تستعمل في القيام ببعض التجارب لصناعة الصواعق، لكن مصادر من العائلة ترد على هذا الطرح وتقول إن المصابيح، التي يبلغ عددها ثلاثة وعثر عليها المحققون ساعة تفتيش المنزل، كانت زوجة أحد الأخوين قد استبدلتها في وقت سابق بمصابيح جديدة ووضعتها فوق التلفاز في انتظار التخلص منها. وتشير معطيات التحقيق إلى أن عناصر هذه الخلية، التي تضم مهندس دولة وميكانيكيا وتجارا متجولين ومستخدمين في مهن هامشية، قد تعرفوا على بعضهم انطلاقا من شبكة الأنترنت ونسجوا علاقات مع تنظيم القاعدة عبر المنتديات الجهادية الموجودة في الشبكة العنكبوتية، كما تم العثور بحوزة العديد من المتهمين على عدد من الرسائل التي كانوا يتبادلونها في ما بينهم. إلى ذلك، كشفت مصادر من عائلة الشقيقين أعمارة أنهما كانا يسيران قبل سنة مقهى للأنترنت تم إغلاقه فيما بعد نتيجة المنافسة، وتحولا إلى الاتجار في مواد العقاقير بمحل والدهما. وأشارت المصادر إلى أنهما كانا يرتادان المواقع الجهادية بدافع الفضول. يذكر أن جميع هذه العناصر التي تم اعتقالها بمدينة العيون تنحدر في الأصل من مدن أخرى كأكادير والدار البيضاء والصويرة وصفرو ووجدة.