علمت «المساء» أن بؤرة جديدة لداء الكلب ظهرت بإنزكان بعد تسجيل وفاة طفلة عمرها ست سنوات بسبب هذا الداء. وكشفت الفحوصات الطبية التي أجريت على الطفلة أنها تعرضت لعضة من طرف إحدى القطط الضالة الحاملة للفيروس، في حين لازال طفل آخر عمره عشر سنوات معلقا بين الموت والحياة بسبب تدهور حالته الصحية بعد أن كشفت جميع الفحوصات التي أجريت عليه أنه مصاب بداء الكلب، في حين لم يتم تحديد بعد مصدر هذه الإصابة. وذكرت مصادرنا أنه رغم تسجيل هاتين الحالتين، فإن الأمر مر دون أن تتخذ الجهات المعنية أي إجراء من أجل التحسيس بهذا الداء الخطير والعمل على إخطار جميع الأطراف المتدخلة في هذا الشأن لتحذير المواطنين من الاحتكاك بهذه الحيوانات المعروفة بكونها حاملة للفيروس. كما أن المجالس البلدية التي يدخل في اختصاصها محاربة الكلاب وجميع الحيوانات الضالة لم تقم بدورها في هذا الاتجاه، حيث لوحظ مؤخرا انتشار مثير للكلاب الضالة وسط المدار الحضري لكل من إنزكان وأكادير، خاصة ساحة البطوار حيث حركة التنقل تكون على أشدها في ساعات الذروة.وتكمن خطورة هذا الداء، الذي ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، في استهدافه للجهاز العصبي المركزي بعد وصول الفيروس إليه، حيث يلاحظ وقوع التهاب تدريجي في الدماغ والنخاع الشوكي، الأمر الذي يؤدي إلى وفاة المصاب. وتشير الإحصائيات المتعلقة بهذا المرض، المصنف ضمن الأوبئة التي تحتاج إلى حالة استنفار فور اكتشاف إحدى حالاته، إلى أنه يتسبب كل سنة في وفاة ما يقارب 55000 شخص في كل أنحاء العالم. كما ينتشر داء الكلب في أكثر من 150 بلداً وإقليماً. ويمثّل الأطفال دون سن الخامسة عشرة 40 بالمائة من الذين يتعرّضون لعضّات الكلاب المشتبه في إصابتها بداء الكلب. فيما تتسبّب الكلاب في وقوع 99 بالمائة من وفيات البشر الناجمة عن داء الكلب. ويرى المتخصصون أن تطهير الجروح وإعطاء التطعيمات اللازمة، في غضون الساعات القليلة الأولى، التي تعقب مخالطة حيوان يُشتبه في إصابته بداء الكلب، من الأمور الكفيلة بالحيلولة دون ظهور المرض وحدوث الوفاة.