تشكل الإصابة بداء السعار، أو ما يعرف بمرض "الجهل"، مشكلة صحية عمومية في المغرب، تتسبب في العديد من الوفيات، 90 في المائة منها تأتي نتيجة تعرض الإنسان لعضة كلب ضال، حامل للفيروس المسؤول عن المرض. مليونا كلب ضال تهدد الناس بالإصابة بداء السعار (أرشيف) ويبلغ المعدل السنوي للإصابة بداء السعار لدى الإنسان بالمغرب 20 حالة سنويا، 85 في المائة منها تحدث نتيجة التعرض لعضة كلب، مقابل 416 حالة سعار لدى الحيوان. وقال عمر المنزهي، مدير مديرية الأوبئة بوزارة الصحة، في تصريح ل"المغربية"، إن "السعار يعد من الأمراض المميتة، إذ ما إن تظهر أعراضه السريرية، حتى يكون مصير المصاب الموت، لتخطيه مرحلة مقاومة احتضان الفيروس بواسطة اللقاحات المكافحة". وتحدث المنزهي عن تسجيل 19 حالة إصابة بداء السعار سنة 2010، مقابل 17 سنة 2009، بينما شهدت السنة الجارية تسجيل 6 حالات. وأبرز المسؤول الصحي أن الكلاب الضالة تأتي على رأس قائمة الحيوانات المتسببة في المرض بالمغرب، تليها القطط والأحصنة والأبقار، ثم أنواع أخرى من الحيوانات، وشدد على أهمية الوقاية، عبر التوجه لدى المصالح الصحية المختصة، سواء في معهد باستور، بالدارالبيضاء، أو مصالح حفظ الصحة التابعة للجماعات المحلية، لأخذ اللقاحات المقاومة للداء، مباشرة بعد التعرض لعضة كلب ضال أو أي حيوان آخر، دون انتظار ظهور أي أعراض مرضية. وأكد المنزهي أن مكافحة الداء في المغرب مرتبطة بتدخل مصالح وزارتي الداخلية والفلاحة، والجماعات المحلية، ليأتي دور وزارة الصحة، لاحقا، لتوفير العلاجات الطبية. يجدر الذكر أن عدد الكلاب الضالة في المغرب يقدر بمليوني كلب، تنتشر في المدن كما في القرى، دون بلوغ أي نتيجة ملموسة في مقاومتها. يشار إلى أن مدينة الدارالبيضاء ستحتضن تظاهرة علمية حول داء السعار في دول إفريقيا، سينشط أشغالها خبراء مغاربة وأجانب، بين 23 و26 ماي الجاري، سيتباحثون حول سبل تطوير مقاومة الداء، وتيسير الولوج إلى العلاجات واللقاحات المتوفرة.