تعرض العديد من النساء إلى حالات إغماء شديدة يومي الأحد والاثنين الماضيين بسبب عدم تمكنهن من السفر على متن الرحلات التي قمن بحجز تذاكرها سلفا بوكالات الخطوط الملكية المغربية، وحسب مصادر من المطار الدولي محمد الخامس بالدارالبيضاء فإن «الأمر تكرر طيلة أشهر العطلة وذلك بسبب الفوضى وغياب التنظيم داخل وكالات الخطوط الملكية المغربية»، كما اضطر أكثر من 43 مسافرا كانوا متجهين صوب جدة بالسعودية إلى البقاء في المغرب ليلة الجمعة الماضي، بعد أن اكتشف مسؤولو الشركة أن الطائرة ممتلئة عن آخرها، وحتى الحصة الدولية المسموح بزيادتها بعد امتلاء الطائرة (surbooking) كانت قد امتلأت هي أيضا، مما اضطر العديد من المسافرين إلى البقاء في المغرب ليلة أخرى، «ما دفع بعضهم إلى الاحتجاج على الشركة»، حسب نفس المصادر. وطيلة شهر غشت الماضي تكررت حالات الانتظار وتأجيل السفر بشكل يومي، «بمعدل حالة تأجيل سفر في كل يوم، وفي بعض الأحيان كانت تسجل أكثر من حالتي تأجيل سفر في اليوم»، حسب مصادر من شركة الخطوط الملكية المغربية، التي ذكرت أنه في بعض الأحيان وخلال شهر غشت وصل عدد من تم إجبارهم على انتظار المواعيد القادمة لرحلات أخرى بدل الرحلات التي قاموا بحجز تذاكرها من 40 إلى 60 شخصا يوميا، وتكرر الأمر خصوصا مع الخط الرابط بين الدارالبيضاء و«مارساي»، «حيث يتم تغيير تذاكر المسافرين وإجبارهم على انتظار الطائرة المقبلة، التي قد تكون هي الأخرى ممتلئة عن آخرها مما قد يضطر هؤلاء المسافرين إلى المبيت ليلة أخرى في المغرب». وبخصوص التعويضات التي تمنحها الشركة المغربية للمسافرين الذين أجبروا على الانتظار وتأخير سفرهم «فهي تتراوح ما بين 1500 درهم بالنسبة إلى الراشدين، و1000 درهم بالنسبة إلى الأطفال أكثر من سنتين، في الرحلات القصيرة»، أما بخصوص الرحلات الطويلة، مثل جدة ونيويورك وموريال، فإن التعويض يصل إلى «2500 درهم بالنسبة إلى الراشدين و2000 بالنسبة إلى الأطفال»، وتتكلف الشركة بمصاريف المبيت بأحد الفنادق بالدارالبيضاء، غير أن الغريب والذي يحتج عليه يوميا العديد من مسافري الشركة هو أنه ليس بإمكانهم تسلم تعويضاتهم نقدا، بحيث إنها تكون عبارة عن هدايا وتخفيضات تقدمها الشركة على شكل ورقة تخفيضات صالحة لمدة عام، حيث يتم اقتطاع المبلغ إذا ما قرر المسافر العودة على متن إحدى طائرات الخطوط الملكية المغربية. في نفس الصدد، وجه العديد من المسافرين رسائل احتجاجية إلى إدارة الشركة وإلى الصحافة عبروا فيها عن استيائهم من «الفوضى التي يعيشها مطار محمد الخامس الدولي، وما نعيشه في كل مرة نستقل فيها طائرات الخطوط الملكية المغربية من معاناة»، حسب رسالة لأحد المواطنين المغاربة المقيم بالولايات المتحدةالامريكية، التي توصلت «المساء» بنسخة منها، وأضاف صاحب الرسالة الذي كان يقوم بسفر داخلي من أكادير إلى الدارالبيضاء أنه اضطر إلى الانتظار ساعات طويلة قبل أن يستطيع تجاوز الحاجز الأمن «مصلحة طبع الجوازات»، حيث قال: «نحن مغاربة ولدينا جواز سفر مغربي لماذا نضطر إلى الانتظار مع الآخرين، رغم أنهم لن يطبعوا جوازاتنا». وأكد بعض العاملين بالخطوط الملكية المغربية صحة ما صرح به المسافرون، وأضافوا من جانبهم أن «الازدحام والفوضى يعمان أرجاء المطار وعدد أماكن التسجيل غير كاف مقارنة بعدد المسافرين»، وأضافوا أنه «حتى الآلية التي نشتغل بها أثناء تسجيل البضائع والمسافرين هي قديمة وفي بعض الأحيان يتسبب تعطل حاملة البضائع والميزان في تأخر المسافرين»، كما احتجت العديد من المشتغلات بالشركة من «سوء المعاملة الذي يتعرضن له من طرف سائقي شركة STCR المسؤولة عن الحمل والشحن بالمطار»، ووصفتهم بعض المضيفات ب«الضاصرين». للإشارة فما زال «التيرمينال 2» يعرف حالة قصوى من الازدحام كل يوم داخل المطار الدولي محمد الخامس، وخصوصا هذه الأيام مع نهاية العطلة الصيفية.