اضطراب كبير عرفه مطار محمد الخامس نهاية الأسبوع الفارط نتيجة إضراب ربابنة شركة الخطوط الملكية المغربية. فرغم المجهودات، التي أعلنها بلاغ الشركة، للتخفيف من تبعات هذا الإضراب، ورغم حالة الاستنفار التي عرفها أمن المطار للحفاظ على النظام، فإن حوالي % 20 من الرحلات الملغاة (حسب نفس البلاغ) تحمل المغاربة المسافرون إلى مختلف بقاع العالم، آثارها السلبية بسبب السلوك التمييزي السافر الذي تعاملت به إدارة الشركة وأمن المطار مع المسافرين المغاربة الذين ألغيت رحلاتهم، وتم الإجهاز معها على حقهم في الدخول إلى بهو المطار لتلقي المعلومات الضرورية عن مصير رحلاتهم أو تسلم تذاكر أخرى تطمئنهم عن المواعيد المقبلة لهذه الرحلات. في حين حظي المسافرون الأجانب بكرم الاستقبال وجميل الاعتذار، ووضعت تحت تصرفهم قنينات الماء وفناجين القهوة في انتظار نقلهم إلى مختلف الفنادق بالدارالبيضاء للاستراحة إلى حين موعد تدبير أمور رحلاتهم المقبلة. وحتى لايعتبر هذا الكلام تحاملا مقصودا على مؤسسة من أهم مؤسساتنا الوطنية، أسوق مثالا واحدا من أمثلة كبيرة عاينتها ليلة الأحد 2009/7/19، حيث ساقتني الصدف إلى المطار لمرافقة «سناء» امرأة مغربية مقيمة بإيطاليا، اضطرها نظام الرحلات المتجهة إلى دولة إفريقية للتوقف بالدارالبيضاء لمدة 48 ساعة، قبل أن تكمل رحلتها رقم AT287 المتجهة نحو الكونكو برازافيل، حيث تنوي قضاء عطلتها السنوية التي لاتتعدى أسبوعا واحدا. خلال مدة استضافتي لها (نيابة عن لارام) علمت بإضراب الربابنة عبر نشرات الأخبار، وسجلت رقم الاتصال المعروض على شاشة التلفزة، وحاولت الاتصال طيلة يومي السبت والأحد للاستفسار عن مصير رحلتها، لكن لا مجيب! حملتها إلى المطار مساء الأحد، في الموعد المحدد لرحلتها، ففوجئنا بباب المغادرة مسيجا بالحواجز، يقف أمام ممر ضيق موظف الشركة، ووراءه طاقم مهم من رجال الأمن والدرك. تفحص الموظف تذكرة «سناء» وأخبرها بإلغاء الرحلة وتأجيلها مدة 48 ساعة أخرى.. وهي لاتتوفر إلا على أسبوع واحد للعطلة بعد سنة كاملة من العناء. طلبت بأدب من الموظف السماح لها بالدخول إلى المطار للاتصال بإدارة الشركة علها تجد حلا آخر يعفيها من إضاعة المزيد من الوقت. لكنه صدها بعنف، مؤكدا أن أصحاب الرحلات الملغاة ممنوعون من الدخول إلى بهو المطار، حاولت أن تتخطاه وهي تلوح بحقها في الدخول إلى المطار، فوجدت نفسها محاصرة بحائط من رجال الأمن يطلبون منها بنبرة تهديدية الامتثال لقرار المنع. تشبثت المرأة بحقها في الدخول والاتصال بمسؤولي الشركة، وحاولت أن تفسر، لمن بدا أنه قائد جوقة الأمن، ظروف سفرها، ومسؤولية الشركة في التكفل بزبنائها في مثل هذه الحالات، فواجهها بأن الأمر يتعلق بتعليمات صارمة صادرة عن اجتماع رفيع المستوى لمؤسسات مختلفة في الدولة أقرت منع زبناء الرحلات الملغاة من الدخول إلى المطار، وأن حضور موظف الشركة الواقف عند سياج المنع، هو الإمكانية الوحيدة لاستقاء المعلومات الضرورية. لم تقتنع المرأة بالتعليمات التي سردها على مسامعها رجل الأمن، وظلت متشبثة بحقها في الدخول والاتصال بمسؤول يملك إمكانية حل ما لوضعيتها. مع مرور الوقت بدأت حلقة الممنوعين من دخول المطار تتسع، شباب، رجال، ونساء وأطفال متجهين إلى أنحاء مختلفة من العالم، ووجهوا رغم استعطاف بعضهم، بنفس التعليمات ونفس الردود اللامبالية على أسئلة مشروعة. لم يكن لبعضهم من خيار إلا الانسحاب والعودة من حيث أتى، والبعض الآخر الذي عجز عن تأمين إمكانية للرجوع تمدد على عشب المدخل في انتظار حلول الصباح. تصفحت الوجوه الجالسة أو الممددة على العشب، وكذلك تلك الواقفة عند سياج المنع، فتبين لي أنهم كلهم مواطنون مغاربة، أوعزت ل«سناء» أن تسأل موظف الشركة عن مرافقيها في رحلة برازفيل، فلاشك أن من بينهم أفارقة لم يظهر أي أحد منهم على حاجز المنع. لكنها لم تلق جوابا. وبعد أربع ساعات من الجدال والانتظار سمح لها بالدخول بعد أن تبين لرجال الأمن أنها المغربية الوحيدة المسافرة على رحلة الكونغوبرازافيل. دخلت «سناء» أخيرا إلى المطار بعد طول نضال وانتظار من أجل حق بديهي لتكتشف أن كل المسافرين على متن رحلتها AT287 أجانب من جنسيات مختلفة، أغلبهم أفارقة، لم يمنعهم أحد من الدخول إلى المطار، ولم يتعرض أحد منهم لما تعرضت له من إهانات طيلة أربع ساعات، بل أكدوا لها أن مسؤولي الشركة اعتذروا لهم ودعوهم إلى الانتظار لتدبير مسألة نقلهم إلى أحد فنادق الدارالبيضاء إلى حين موعد الرحلة. ما حدث ل«سناء»، لاشك أنه صورة لأوضاع متشابهة عاشها العديد من المسافرين المغاربة الذين طالهم قرار المنع بعد قرار إلغاء رحلاتهم. ومعنى ذلك أن شركة الخطوط الملكية المغربية قررت التقليص من خسائر إضراب ربابنتها على حساب زبنائها المغاربة، ضاربة عرض الحائط كل القواعد والأعراف المعمول بها عالميا في مثل هذه الظروف. إلا أن ذكاء مسؤوليها الذين حسبوا لوحدهم أرقام الربح والخسارة المادية، جانبوا الصواب حين استخفوا بأبسط حقوق مواطنين مغاربة وجدوا أنفسهم ضحايا التأجيل، و«الحكرة» والميز وسياسة الكيل بمكيالين، وحرموا حتى من الاستفادة من خدمات بهو المطار (المراحيض، الأكل والشرب الجلوس...) للتخفيف من عناء إلغاء رحلاتهم. غادرت المطار على الساعة الثانية صباحا، وبوابة المغادرة تنتشر على عشبها عشرات الأجساد المغربية، وشريط أربع ساعات من الانتظار حافل بقصص رجال ونساء بينهم مرضى وأمهات يحملن أطفالا رضع، افترشوا الأرض في انتظار الصباح على يكون رباح. فما رأي وزارة الداخلية، التي نشطت هذه الأيام في إصدار بلاغات الدفاع عن السيادة والهوية المغربية، فيما تعرض له مواطنوها من تمييز وإهانة على يد شركة وطنية اختارت تجميل صورتها لدى الأجانب ضدا على حقوق المغاربة، ربابنة كانوا أم زبناء؟! «سناء» التي كانت رفقتها سببا في وقوفي على ظروف مسافرين مغاربة لا دخل لهم في المشاكل القائمة بين «لارام» وربابنتها، لازال إلى حد كتابة هذه السطور صباح الأربعاء 22 يوليوز 2009 تعسكر في مطار محمد الخامس في انتظار أن تقلع طائرتها لتقضي ما تبقى من أيام عطلتها ببرازافيل، بعد أن كلفتها تذكرة السفر 2600 أورو. وستة أيام توقفا بمطار الدارالبيضاء عدا تخوفها من أن يتكرر المشهد يوم 28 يوليوز موعد رجوعها إلى مقر عملها بإيطاليا. لأن أخبار إضراب جديد للربابنة نهاية الأسبوع المقبل بدأت تفوح في جنبات المطار...! وقد لعب محمد حميمصة دوره في مسرحية «أسوار»، إعداد وإخراج مصطفى البرنوصي، باحترافية لاقت إعجاب الجمهور وتنويه لجنة تحكيم مهرجان وجدة ومهرجان مراكش بالرغم من أن الدور كان مركبا بعض الشيء، حيث جسد شخصية «جبار» وهو شخص قوي جسديا وضعيف عقليا، تسببت له قوته الجسدية في مشاكل عديدة داخل المزرعة، وذلك لعدم تمكنه من مراقبة هذه القوة والسيطرة عليها ليصبح قاتل ومقتول، قاتل بدون نية القتل ومقتول من طرف صديقه ومرافقه حتى لا يقتله الآخرون. وقد عبر محمد حميمصة، المزداد سنة 1988، خلال مشواره الفني، والذي انطلق منذ نعومة أظافره مع المسرح المدرسي، عن موهبة حقيقية وفجر طاقات إبداعية من خلال تجسيده لأدوار مسرحية ومنولوجات ساخرة وتمثيليات إذاعية. مسرحي مؤمن بأن الموهبة لا تكفي لصنع الممثل الناجح، لذلك سعى إلى صقل موهبته بالتكوين والمشاركة في الورشات، حيث تلقى تكوينات عدة حول تقنيات الفن المسرحي، تقنيات الممثل، مسرحة الصورة النظرية، تقنيات الإنارة أسس الإخراج المسرحي، السنوغرافيا وتكوين الممثل... وهذا ما منحه قوة الشخصية وعدم التساهل مع أي دور يجسده في جميع الأعمال المسرحية التي شارك فيها، فراكم أعمال مسرحية درامية وكوميدية جادة وهادفة. وقد شكلت مسرحيتا «مسعود» لعبد الرحمان لمسيح سنة 1999 «وشتاء ريتا الطويل» من تأليف محمود درويش وإخراج عبد المجيد الهواس سنة 2004 منعطفا حاسما في حياة محمد حميمصة الفنية، أولا لعمق المواضيع المطروحة في كلا النصين وثانيا لتقمصه الدورين بكل حس فني وإبداع راقي، كما شخص أدوار أخرى في كل من مسرحية «حلاق درب الفقراء» سنة 2001، «العربي والجنية» سنة 2005، «امرأة قميص وزغاريد» سنة 2005، «وكالة الزواج السعيد» سنة 2006، «للا جميلة» سنة 2006 «الجلسة -عن مهرجان المهابيل-» سنة 2007، «الحفلة ، عن جريمة قتل في كاتدرائية-» سنة 2007 و»بني قردون» تأليف مصطفى رمضاني سنة 2008، هذا إلى جانب مشاركته في مسلسل إذاعي من تأليف وإخراج بلعيد أبو يوسف سنة 2008. جوائز مهمة حصدها الفنان محمد حميمصة في مهرجانات عدة، حيث حصل على جائزة أحسن ممثل في الملتقى الأول للتنشيط المسرحي بمدينة السمارة سنة 2001، واحتل الرتبة الأولى في مهرجان الضحك، الذي نظمته كتابة الدولة المكلفة بالشباب سنة 2003، بمونولوج «الفقسة»، والرتبة الأولى على الصعيد الجهوي في إطار مسابقات الثانويات بمدينة وجدة سنة 2006 بمسرحية «مسعود»، وتتويجه بجائزة المسرح سنة 2006 بجامعة محمد الأول بوجدة، وحصوله على الجائزة الكبرى بالمهرجان الجامعي الدولي بأكادير سنة 2006، والجائزة الأولى بمنتدى إبداع الطالب في الدارالبيضاء سنة 2005 عن مسرحية «الجلسة» بالإضافة إلى حصده للجائزة الكبرى للمهرجان الجامعي بطنجة سنة 2007 عن مسرحية «الحفلة، هذا إضافة إلى جائزة أحسن ممثل في المهرجان الوطني الأول للمسرح الجامعي سنة 2008 بمدينة وجدة عن مسرحية «السور» وجائزة أحسن ممثل في المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بمدينة مراكش في دورته الثالثة سنة 2009 عن دوره في مسرحية «السور». ويرى الفنان محمد حميمصة بأن الجوائز «هي ملح العمل الإبداعي والفني وفي نفس الوقت محفز هام للبذل والعطاء، وهي بالتالي مسؤولية على عاتق كل فنان تكلفه مجهود مضاعف وعمل مضن». ويطمح محمد حميمصة، فنان مدينة وجدة الصاعد، في المشاركة بأعمال تلفزيونية ولم لا سينمائية لتطوير تجربته المسرحية في عمل درامي أو كوميدي، كما يطمح في الاشتغال مع فرق مسرحية معروفة على الصعيد الوطني، وقد تلقى في هذا الصدد وعودا من بعض المخرجين المغاربة، وخصوصا المنحدرين من المنطقة الشرقية، بالتعاون معه مستقبلا، كما كانت له لقاءات مع ممثلين مغاربة معروفين شاركوا في مسلسلات ومسرحيات ك»وجع التراب»، «حلاق درب الفقراء»، «رمانة وبرطال»... ويبقى بعد المسافة بين محاور الرباط ، الدارالبيضاء ، مراكش ومدينة وجدة ، حسب محمد حميمصة ، إحدى الإكراهات التي تواجه أي فنان بدأ يشق طريقه نحو النجومية والاحترافية.