لوحت الجمعية المغربية لربابنة الطائرات بإمكانية خوض إضراب جديد مهددين إدارة الخطوط الملكية بأنهم كانوا قد «أضربنا عن العمل في السابق..وسننتفض في كل مرة يتم فيها المس بحرمة مهنتنا والتنكر لمكتسباتنا»، وإذا حصل ونفذ الربابنة المغاربة إضرابهم فهذا من شأنه أن يكلف الشركة خسارات مالية كبرى تقدر بعشرة ملايين درهم. وتبعا لذلك، يبقى قرار خوض إضراب إنذاري عن العمل، حسب المهنيين، واردا باستمرار، في ظل استمرار الإدارة في تجاهل المطالب الأساسية للربابنة. وتبقى نتائج كل الاجتماعات التي عقدتها الجمعية بإدارة «لارام» غير مرضية بالنسبة إلى الربابنة، الذين يشتكون من ارتفاع ساعات العمل وتقليص فترات الراحة وغياب الشروط التحفيزية، بالمقارنة مع الربابنة الأجانب العاملين مع «لارام». واستنادا إلى بعض المصادر، فإن الإدارة تتعامل مع الربابنة الأجانب «بمعيار تفضيلي، حيث يتقاضون أجورا مرتفعة تصل إلى 6000 أورو، مقابل 4000 أورو للربان المغربي». وفي هذا السياق، كشفت بعض المصادر أن الإدارة متعت الربابنة الأجانب العاملين بالشركة المتفرعة «أطلس بلو» بثلاث زيادات متتالية منذ 2005 إلى 2008، فيما لم يحصل الربابنة المغاربة العاملون لفائدة نفس الشركة على أي زيادة تذكر. «الربابنة المغاربة ما زالوا غاضبين» هذا على الأقل ما يمكن استنتاجه من الرسالة المطولة التي وجهتها الجمعية المغربية لربابنة الطائرات إلى المدير العام لمجموعة الخطوط الملكية المغربية إدريس بنهيمة، والتي نفى فيها الربابنة توصلهم «بأي مقترح جاد في ما يخص مطالبنا»، كما كشف الربابنة المغاربة أن إدارة بنهيمة تنوي «التطرق فقط إلى عشر حالات من أصل أكثر من 120 طيار مغربي مؤهلا لتحويلهم إلى فرعها أطلس بلو في ظروف غير واضحة ودون تحديد كل الشروط»، وهو الكلام الذي أكده أحد الربابنة المغاربة في تصريح ل«المساء» أمس الأحد واصفا ما يحدث ب«الحكرة»، واستطرد «هذا الأمر غير معقول وهاد الناس كيضحكو علينا». ونفى الربابنة المغاربة أن تكون لهم أية مسؤولية وراء التأخيرات التي تعرفها طائرات الخطوط الملكية المغربية أو في ما يتعلق ب»سوء معاملة الركاب»، وعلقوا على هذا الأمر في رسالتهم قائلين «نندد بشدة بتبرير إدارتكم والذي يعزو هاته الاختلالات إلى تغيب الربابنة»، كما أكد الربابنة ما تداولته العديد من الصحف الوطنية من كون «الأسباب الحقيقية تعود إلى سوء التنظيم وضعف الإمكانيات مع فشل في توظيف الموارد البشرية خاصة في مطار الدارالبيضاء»، وذكر مسؤولو الجمعية مجددا أن «لارام» «تكتري طائرتين في ملكيتها، من فرع أطلس بلو للقيام برحلاتها مع العلم أن الربابنة ينجزون برنامجهم الشهري كما بلغهم»، وهذا يحدث منذ منتصف شهر يوليوز من السنة الحالية، حيث اضطرت الخطوط الملكية المغربية إلى اكتراء طائرتين مع الطاقم، نتيجة حركة رفض إنجاز الرحلات من طرف الربابنة، مما مكن من الحد من انعكاسات هذه الحركة على معدل أوقات إقلاع الطائرات. وفي الوقت الذي يرفض فيه الربابنة تحمل مسؤولية التأخيرات «وسوء المعاملة التي يتعرض لها الركاب» ويلصقون كل ما يحدث ببنهيمة، كانت شركة الخطوط الملكية المغربية قد أصدرت بلاغا صحفيا يوم الجمعة الماضي حول المشاكل التي تشوب عملية «العمرة 1429»، والذي نفت فيه الشركة ما تم تداوله عن تأخر الرحلات والازدحام حيث ذكر بلاغ الشركة أن هناك «رحلتين فقط سجلتا تأخيرا تراوح بين ساعة و20 دقيقة وساعة و30 دقيقة». وأن «الخطوط الملكية المغربية ليست الناقلة الوحيدة التي تشغل رحلات العمرة انطلاقا من المحطة 1 بمطار محمد الخامس الدولي».