لم تكف الست ساعات التي استغرقها الاجتماع الذي عقدته إدارة الخطوط الملكية المغربية أول أمس الثلاثاء مع الجمعية المغربية لربابنة الطائرات ومندوبي الملاحين التقنيين لامتصاص غضب الربابنة، الذين يلوحون بين الفينة والأخرى بخوض إضرابات عن العمل من شأنها أن تكلف الشركة خسارات مالية كبرى تقدر بعشرة ملايين درهم. وتبعا لذلك، يبقى قرار خوض إضراب إنذاري عن العمل، حسب المهنيين، واردا باستمرار، في ظل استمرار الإدارة في تجاهل المطالب الأساسية للربابنة. وفي هذا السياق، كشف جلال اليعقوبي، رئيس الجمعية المغربية لربابنة الطائرات، أن اجتماع أول أمس الثلاثاء لم يخرج بأي نتيجة تذكر، مشيرا إلى أن الإدارة «تعاملت باستخفاف مع مطالب المهنيين، حيث لم تتخذ موقفا محددا من الملف المطلبي الموضوع لديها، كما وزعت بيانا عن خلاصات الاجتماع 14 دقيقة فقط بعد انتهائه، مما يشير إلى أن البيان كان مهيأ من قبل، وبالتالي كانت مواقف الإدارة محددة من دون الأخذ بعين الاعتبار استشارات المهنيين». إلى ذلك، لم يحضر إدريس بنهيمة، المدير العام للخطوط الملكية المغربية، الاجتماع مع الربابنة، حيث كانت الإدارة ممثلة في هذا الاجتماع بكل من مدير الموارد البشرية ومدير العمليات الجوية ومدير الجودة والسلامة. وكان الربابنة يعولون كثيرا على حضور بنهيمة، الذي لم يلتق المهنيين سوى مرتين منذ تعيينه على رأس «لارام»، غير أنه تخلف عن الحضور. وأشار جلال اليعقوبي إلى أن النقطة الإيجابية الوحيدة التي حملها الاجتماع هي التجاوب مع مغربة الطاقم، خاصة الربابنة العاملون في «أطلس بلو». وأردف قائلا: «كان هذا هو الاقتراح الإيجابي الوحيد على الرغم من أن الإدارة لم تقدم تصورا عن كيفية تحقيق هذا المطلب». وبالنسبة إلى النقط الأخرى من الملف المطلبي، الذي جمع خمسة مطالب أساسية تتعلق بمغربة الشركة وظروف العمل وتطوير الأسطول، وكذا نظام التقاعد، فقد أكدت الإدارة بخصوص النقطة المتعلقة بتطوير الأسطول أنه سيتم شراء طائرتين في فبراير المقبل، وذلك في إطار تحديث الأسطول وعملية التحديث هذه، يقول اليعقوبي، لن تساهم في إتاحة فرصة للربابنة من أجل تحسين ظروفهم، كما لن توفر مناصب جديدة، طالما أن عملية التحديث تقتضي استبدال طائرات قديمة بأخرى حديثة، أما في ما يخص المطالب الأخرى فقد تم تأجيلها إلى غاية اجتماع يوم الثلاثاء المقبل. وتبقى نتائج أول أمس يوم الثلاثاء غير مرضية بالنسبة إلى الربابنة، الذين يشتكون من ارتفاع ساعات العمل وتقليص فترات الراحة وغياب الشروط التحفيزية، بالمقارنة مع الربابنة الأجانب العاملين مع «لارام». واستنادا إلى بعض المصادر، فإن الإدارة تتعامل مع الربابنة الأجانب «بمعيار تفضيلي، حيث يتقاضون أجورا مرتفعة تصل إلى 6000 أورو، مقابل 4000 أورو للربان الأجنبي». وفي هذا السياق، كشفت بعض المصادر أن الإدارة متعت الربابنة الأجانب العاملين بالشركة المتفرعة أطلس بلو بثلاث زيادات متتالية منذ 2005 إلى 2008، فيما لم يحصل الربابنة المغاربة العاملون لفائدة نفس الشركة على أي زيادة تذكر. من جهتها، أكدت «لارام» أن الإدارة اقترحت وضع نظام أساسي للربابنة مطابق للتطور الذي شهدته التنظيمات المعمول بها في قطاع الطيران المدني، آخذا بعين الاعتبار الإكراهات المرتبطة بمناخ الشركة الوطنية وظروف الاستغلال ويمكن من الاستجابة للتطلعات المشروعة للربابنة. وأشارت الإدارة في بيان، توصلت «المساء» بنسخة منه، إلى أن «ممثلي الربابنة لم يتوقفوا عن المطالبة بكل استعجال بالاستجابة لملفهم المطلبي العريض والذي يتضمن نقطا مختلفة تتعلق بمنح تذاكر سفر مجانية إضافية أو تدبير أسطول الطائرات التابعة للشركات الفرعية للخطوط الملكية المغربية». ويتضمن آخر ملف مطلبي توصلت به الإدارة، بتاريخ 25 يوليوز 2008، 72 نقطة تتطلب دراستها الجدية عدة أسابيع، يضيف البيان. إلى ذلك، حملت الإدارة ممثلي الربابنة مسؤولية التحريض على خوض الإضراب عن العمل. وأشار بيان «لارام» في هذا السياق إلى أنه «تم تشجيع الربابنة من طرف ممثليهم على إحداث اضطرابات ببرامج رحلات الخطوط الملكية المغربية، وذلك برفض القيام بالرحلات تحت ذريعات غير مقبولة مثل اللجوء الجماعي والتعسفي للراحة بسبب المرض». وقد ترتبت عن هذا التصرف، الذي وصفه البيان، ب»عدم الانضباط، خسارة مالية للشركة كما تسبب في تدهور مستوى دقة مواعيد الرحلات، الذي عانى منه المسافرون». وأكد البيان أنه منذ منتصف شهر يوليوز من السنة الحالية، اضطرت الخطوط الملكية المغربية إلى اكتراء طائرتين مع الطاقم، نتيجة حركة رفض إنجاز الرحلات من طرف الربابنة، مما مكن من الحد من انعكاسات هذه الحركة على معدل أوقات إقلاع الطائرات. وأضاف البيان ذاته أن «هدف ممثلي الربابنة من وراء عدم الانضباط ورفض القيام بالرحلات هو الضغط على الشركة الوطنية حتى تستجيب لمطالب بعيدة عن مشكل البرمجة وهذا هو المستهدف كذلك من وراء التهديد المتكرر باللجوء إلى الإضراب، في فترة جد حساسة تتزامن مع ذروة نشاط الشركة في شهر غشت». إلى ذلك، أكدت إدارة «لارام» أن الطيارين الذين يستجيبون للشروط التقنية بإمكانهم الالتحاق بشركة فرعية للخطوط الملكية المغربية كقائدي ربان بصفة دائمة أو مؤقتة. وبالنسبة إلى المطالب الأخرى فقد التزمت الإدارة بدراستها بكل إيجابية.