حمّل مجموعة من سكان كاريان سنطرال في الدارالبيضاء، المستفيدين من برنامج إعادة إسكانهم في تراب جماعة «الهراويين»، مسؤولية تعثر إعادة إسكانهم لهذه الجماعة، بعد أن رفضت تسليمهم تصاميم منازلهم ما لم يسلموها مبلغ 4500 درهم، في الوقت الذي تقدم لهؤلاء السكان تسهيلات عديدة، من قبيل أن المبلغ الذي كان محددا مقابل الحصول على هذه التصاميم لا يتجاوز 500 درهم، وهو ما تم بالفعل لمجموعة من العائلات التي استطاعت الحصول عليه في وقت سابق، وهي الآن مستقرة في منازلها، بينما ما زالت أغلب الأسر تطالب ب»الإفراج» عن تصاميم منازلها استعدادا للانتقال إليها. وأكد السكان المعنيون، في شكاية مذيلة بمجموعة من التوقيعات تتوفر «المساء» على نسخة منها، أنهم استفادوا من هذه البقع في إطار برنامج محاربة السكن غير اللائق وأن تصاميم البناء المتعلقة بالشطر الأول والثاني والثالث تتوفر على «بروز» أي واجهات تزيد معها مساحة هذه المنازل وأنهم نتيجة خطأ مادي في هذه التصاميم لبعض المنازل توجهوا إلى المصالح المختصة من أجل الحصول على رخص السكن، للتمكن من تزويد منازلهم بالماء والكهرباء، غير أنهم تفاجؤوا، تضيف العريضة نفسها، بمطالبتهم بأداء مبلغ 4500 درهم، مما أثار استياء السكان. وطالب السكان الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن أداء هذا المبلغ مقابل تسليمهم التصاميم، بسبب الفقر، حسب العريضة نفسها، بضرورة إعفائهم من أداء هذا المبلغ الذي لا قدرة لهم على أدائه في الوقت الذي هم في أمسّ الحاجة فيه إلى الاستقرار في هذه المنازل، التي ستصون كرامتهم، بعدما عانوا طويلا ولمدد تتجاوز الأربعين سنة لأغلبهم تحت القصدير، حيث استبشروا خيرا بهذا المشروع وهللوا له، يقينا منهم أن جميع الجهات المسؤولة أصبحت على وعي تام بضرورة الاهتمام بهذه الفئات الفقيرة وأنها أصبحت تراعي أوضاعها الاجتماعية والوسط الفقير والمهمش الذي كانت وما تزال تعيش فيه على اعتبار أن أغلب العائلات تحتمل، إلى اليوم، ومنذ أن تم هدم منازلهم الصفيحية في غرف اكتروها بمبالغ مرتفعة شهريا، في انتظار أن يُرحَّلوا إلى هذه المنازل في جماعة «الهراويين»، قبل أن يفاجؤوا، من جديد، بعقبات تعيق وتؤجل تاريخ إحساسهم بالكرامة من خلال العيش في هذه المنازل، والتي من أوجهها مطالبة جماعة «الهراويين» هؤلاء السكان بأداء المبلغ المذكور، الذي يستحيل على غالبية العائلات توفيره، يؤكد أحد المتضررين. يذكر أن «المساء» اتصلت، عدة مرات، بجماعة «الهراويين» لأخذ رأيها في الموضوع، غير أن الهاتف ظل يرن دون مجيب.