أكد حلف شمال الأطلسي أن طائراته قصفت، قبل أيام، رتلا من العربات التابعة للثوار قرب مدينة أجدابيا شرقي ليبيا، وسقط في الهجوم 16 قتيلا، في حين استمرت الاشتباكات بين الثوار وكتائب العقيد معمر القذافي. وقال المتحدث باسم الثوار فرج المغربي، يوم الخميس الماضي، إن الضربة الجوية دمرت ست شاحنات صغيرة تابعة لهم، كانت مثبَتة عليها مدافعُ مضادة للطائرات. وأصدر الحلف بيانا بعد التحقيق في الحادث، قال فيه: «يمكن للحلف الآن تأكيد أن العربات التي أصيبت كانت جزءا من دورية للمعارضة». وأضاف: «تم رصد طابور من مركبات عسكرية، بينها دبابات في منطقة كانت قوات القذافي تعمل فيها حديثا»، معربا عن أسفه على أي إصابات أو فقدان للأرواح. وقد قصف الحلف مرارا مواقع تابعة للثوار في وقت مبكر من الحملة الجوية التي انطلقت في مارس الماضي، وقال حينذاك إن التشابه في المظهر والمعدات بين المعارضين وقوات القذافي في مناطق الصحراء يجعل التمييز صعبا. وحذر الزعيم الليبي معمر القذافي، مساء يوم الجمعة الأخير، في رسالة صوتية، من أن حلف شمال الأطلسي «سيهزم حتما» ولن يتمكن من تغيير «أي شيء» في ليبيا، وذلك رغم معلومات في الكواليس عن اتصالات بين نظامه والثوار. وقال القذافي في الرسالة التي بثها التلفزيون الليبي: «سيهزمون، سيهزم الحلف حتما». وأضاف الزعيم الليبي، الذي يحكم بلاده منذ 42 عاما: «مصممون على ألا نغير أي شيء في بلدنا إلا بإرادتنا وبعيدا عن طائرات الحلف» الذي يتولى منذ 31 مارس قيادة العمليات العسكرية في ليبيا بتفويض من الأممالمتحدة لحماية المدنيين من قمع القذافي. وقال القذافي مؤكدا: «نحن صامدون مقاتلون، إذا نزلوا إلى الأرض نحن في انتظارهم، لكن هؤلاء جبناء ولا يجرؤون على النزول إلى الأرض»، داعيا الليبيين إلى «تحرير» بلدهم. وقال: «استعدوا، رجالا ونساء، لتحرير ليبيا شبرا شبرا»، داعيا «الصليبيين الجبناء» إلى مشاهدة التلفزيون الليبي لرؤية تضامن الشعب الليبي مع قائده «التاريخي». من جهته، أكد رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي، خلال مؤتمر صحافي، حصول اتصالات بين النظام الليبي والثوار، الأمر الذي نفاه الثوار في وقت سابق. وقال إن «بابنا مفتوح للجميع ونحن على اتصال بجميع الأطراف». وردا على سؤال عن نفي الثوار، في وقت سابق، للمعلومات حول المفاوضات مع النظام، أجاب رئيس الوزراء: «اِسألوا الاستخبارات المصرية والفرنسية والنرويجية والتونسية، وستقول لكم الحقيقة». وفي الولاياتالمتحدة، اتخذ الجدل حول العمليات العسكرية في ليبيا، التي قررها الرئيس باراك أوباما من دون موافقة الكونغرس، بعدا جديدا يوم السبت الأخير، فقد كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن أوباما تجاهل، عند اتخاذه هذا القرار، رأي محاميين اثنين داخل إدارته، أحدهما كبير محامي البنتاغون. ومنذ منتصف فبراير، أسفر النزاع في ليبيا عما بين عشرة آلاف وخمسة عشر ألف قتيل وأجبر نحو 952 ألفا آخرين على الفرار، وفق منظمات دولية.