زيدان: دعم المقاولات موجه للمشاريع التي لا تفوق قيمتها الاستثمارية 50 مليون درهم    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأخضر    تشكيلة منتخب الفتيان ضد جنوب إفريقيا    وفاة امرأة تورّط شرطيا ببني ملال    شيماء: صفعت القائد بدافع "الحكرة".. والدفاع يشيد بحكمة رجل السلطة    الدار البيضاء: توقيف مواطن فرنسي من أصول جزائرية موضوع أمر دولي بإلقاء القبض    أكثر من نصف الأمريكيين ينظرون سلبيا لإسرائيل.. استطلاع جديد يكشف تداعيات حرب غزة    بعد تصريحاته ضد الهجمات السيبرانية.. هاكرز يسرّبون معطيات شخصية تنسب للناطق الرسمي باسم الحكومة    الحكومة تصادق على تعيينات جديدة في مناصب عليا    سعر الذهب يبلغ مستويات قياسية مع تراجع الدولار    حقائق بخصوص عمليات استيراد الأبقار والأغنام وتداعياتها السياسية والمالية    أمانديس تحتفي بأطفال التوحد في يومهم العالمي وتعزز التماسك الاجتماعي    الصحافة والثقافة    سيارة مشبوهة تقود لاكتشاف كمية هامة من المخدرات بالقنيطرة    تصنيف ميليشيات "البوليساريو" جماعة إرهابية .. خطوة أمريكية تلوح في الأفق    بعد اتهامها بنسف لجنة التقصي حول "دعم المواشي".. الحكومة تؤكد أن اختيار الآليات الرقابية اختصاص البرلمانيين    الأمير مولاي رشيد يزور ضريح المولى إدريس الأزهر بمناسبة حفل ختان الأميرين مولاي أحمد ومولاي عبد السلام    الحكومة: الهجوم السيبيراني فعل إجرامي تقف وراءه جهات معادية أزعجتها الانتصارات الدبلوماسية للمغرب    أمطار قوية تصل إلى 70 ملم مرتقبة بعدد من الأقاليم الجمعة والسبت    بميزانية مليار درهم.. المغرب يطلق برنامجا لدعم البحث العلمي والابتكار    مسؤول إسباني .. التقارب الثقافي وسيلة ممتازة لتعزيز العلاقات المغربية الإسبانية    الدار البيضاء تحتضن الدورة الثانية من المسابقة المغربية لأفضل أصوات الكورال العربي        أسود الفوتسال يكتسحون الصين بثمانية أهداف ويحافظون على الصدارة الإفريقية في تصنيف الفيفا    توقعات أحوال الطقس غدا الجمعة    السلطات الصحية بجنوب إسبانيا تتأهب لمواجهة "بوحمرون" القادم من شمال المغرب    تحليل | لماذا فرض ترامب على المغرب رسوما جمركية أقل من الجزائر؟    طنجة تحتضن الدورة الأولى لمهرجان فيوجن المغرب 2025    باختياره المغرب ضيف شرف، يحتفي مهرجان باريس للكتاب ب "قوة" و"حيوية" المشهد الأدبي والنشر في المملكة (رشيدة داتي)    لإطلاق تراخيص البناء.. الموافقة على تحديد مدارات 56 دوارًا بإقليم الفحص-أنجرة    لقاءات مغربية-ألمانية في برلين حول فرص الاستثمار في المغرب    المغرب والفليبين يحتفلان بنصف قرن من العلاقات الدبلوماسية    دعوات نقابية لإنهاء شراكة مكتب التكوين المهني مع "مايكروسوفت" بسبب دعمها الاحتلال الإسرائيلي    نهضة بركان يتأهل إلى نصف نهائي كأس الكنفدرالية الإفريقية    فليك سعيد برباعية دورتموند ويحذر لاعبيه من التخاذل إيابا    ماكرون: فرنسا قد تعترف بدولة فلسطينية في يونيو    مرشح ترامب لرئاسة وكالة "ناسا" يعطي الأولوية للمريخ        "الهاكا" تلزم "دوزيم" ببث الأذان صوتيًا    مظاهرة حاشدة أمام السفارة الجزائرية في باماكو    شباب قسنطينة: مواجهة بركان صعبة    "العدل الدولية" تنظر اليوم في شكوى السودان ضد الإمارات بتهمة "التواطؤ في إبادة جماعية"        توقيع اتفاقية شراكة بين الجامعة الملكية المغربية للشطرنج والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدرالبيضاء سطات    مصطفى لغتيري يثري أدب الصحراء    المغرب يحفز نقاشات أكاديميين أفارقة وأمريكيين حول "آداب الاغتراب"    ليفربول يتقدم في التفاوض مع صلاح    1000 جندي احتياط في سلاح الجو الإسرائيلي يطالبون بوقف الحرب على غزة    جوني تو: تأثير السينما يلامس المجتمع.. والجنوب يحتاج "توافقا ثقافيا"    سلطات مليلية تحتجز كلب "مسعور" تسلل من بوابة بني انصار    آيت الطالب يقارب "السيادة الصحية"    تقليل الألم وزيادة الفعالية.. تقنية البلورات الدوائية تبشر بعصر جديد للعلاجات طويلة الأمد    دراسة: أدوية الاكتئاب تزيد مخاطر الوفاة بالنوبات القلبية    العيد: بين الألم والأمل دعوة للسلام والتسامح    أجواء روحانية في صلاة العيد بالعيون    طواسينُ الخير    تعرف على كيفية أداء صلاة العيد ووقتها الشرعي حسب الهدي النبوي    الكسوف الجزئي يحجب أشعة الشمس بنسبة تقل عن 18% في المغرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منع تقدم قوات النظام إلى بنغازي والموت ''يطارد'' المناطق القريبة من معقل ''نيرون'' ليبيا
نشر في التجديد يوم 22 - 03 - 2011

لليوم الثاني على التوالي، واصلت القوات الدولية حملتها العسكرية التي أطلقت عليها ''فجر أوديسا'' توجيه ضربات جوية وصفت ب''الناجحة''، ضد منظومة الدفاع الجوي لقوات القذافي الدموية، مما أتاح فرض منطقة الحظر الجوي وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي. كما قصفت تلك القوات مبنى إداريا قالت إنه يعتبر مركز قيادة وتحكم تابع للقذافي.
ورغم ردود الفعل الدولية المرحبة بشكل عام بتنفيذ الحظر، إلا أن موسى انتقد، في تصريح غريب وعجيب، قصف التحالف الدولي لما وصفهم ب''المدنيين''، حيث أكد أن ما حدث يختلف عن الهدف من الحظر الجوي الذي كنا نريد منه حماية المدنيين وليس قصف مدنيين إضافيين، الأمر الذي أثار استغراب واستنكار المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل البديل الشرعي للشعب الليبي، حيث انتقد عبد الحفيظ غوقة المتحدث باسم المجلس تصريح عمرو موسى لما بدا أنها رافضة للعمل العسكري ضد قوات القذافي، وتساءل غوقة عن أنجع السبل لحماية المدنيين على الأرض في حال تم منع طائرات القذافي من قصف الثوار والمدنيين من الجو. ولم يعط موسى أي دليل على قوله ولا عدد الضحايا وأماكن وجودهم.
لكن، يبدو أن الأمين العام للجامعة سقط ضحية الدعاية الإعلامية المضللة لنظام القذافي، وهو الذي أرسل آلياته العسكرية الجهنمية، لأزيد من شهر ولا يزال، لطحن عظام آلاف المدنيين الذين أعلنوا معارضتهم له ولنظامه في كل المدن الليبية التي استهدفتها طائراته ودباباته وصواريخ ''الغراد''. كما لم يوضح موسى الذي عودنا على تقلبه في الأقوال والمواقف طيلة مسيرته في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الكيفية التي ستتم بها حماية المدنيين الثوار في حال فرض التحالف الدولي الحظر الجوي في سماء ليبيا، وكأن السكان المدنيين لهم أجنحة يطيرون بها في السماء ويتحركون في فضائها ذهابا وإيابا.
فالمدنيون الحقيقيون هم الذين تقتلهم ميليشيات القذافي الدموية من خلال القصف المكثف بمئات الدبابات والمجنزرات وحاملات الصواريخ التي تتحرك على الأرض، والتي تعيث في الشباب والأطفال والرجال والنساء قتلا وفتكا، وفي الأرض وممتلكات الشعب تدميرا.
أما ''المدنيين'' الذين عرضتهم شاشات إعلام القذافي على أنهم ضحايا قصف التحالف الدولي فهم بعض القتلى والجرحى الذين اختطفتهم الكتائب الأمنية التابعة ل''نيرون'' ليبيا من مستشفيات طرابلس والزاوية وزوارة ومدن أخرى وأخرجتهم من بعض قبورها، ثم قامت بوضعهم في أماكن مجهولة لأغراض باتت مكشوفة الآن وواضحة لكل متتبع ومراقب.
قصف طرابلس
جددت قوات التحالف قصفها لمواقع تابعة للديكتاتور القذافي في العاصمة طرابلس، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من اتجاه المجمع الرئاسي، في أعقاب انفجار قوي. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن أحد مباني مقر القذافي في باب العزيزية دمر في القصف.
كما أطلقت مضادات للطائرات من محيط منزل القذافي في باب العزيزية وسط طرابلس، وفق ما أدلى به شهود عيان. ولم يعرف بعد ما إذا كان رد هذه المضادات على طائرات التحالف أو صواريخ موجهة من البحر.
وقال مسؤول عسكري في الائتلاف الدولي لوكالة الأنباء الفرنسية إنه جرى تدمير مبنى إداري يؤوي مركز قيادة وتحكم في مقر القذافي في باب العزيزية.
وقال متحدث باسم النظام الليبي للصحفيين الذين أخذوا لزيارة الموقع إن القصف كان من الممكن أن يقتل مئات المدنيين المتجمعين في مقر القذافي على بعد حوالي 400 متر من المبنى الذي دمر.
وأعلن مدير هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأميرال بيل غورتني أن قوات القذافي تعاني من العزلة والإرباك، مشددا على أن الهجمات الأمريكية الفرنسية والبريطانية على القوات البرية الليبية جنوبي بنغازي كانت ''ناجحة بدرجة كبيرة''.
وشدد غورتني على أن قوات التحالف لا تلاحق القذافي، ونفى وقوع خسائر في صفوفها، وقال إن كل الطائرات عادت سالمة بعد الضربات. كما نفى المسؤول الأمريكي في مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع وجود دلائل على خسائر بشرية مدنية.
وشكك في كل تصريحات القذافي بما فيها وقف إطلاق النار، وقال في الوقت نفسه إنه من المرجح أن يبقى باستطاعة ليبيا استخدام المروحيات رغم الحظر الجوي، ورفض الكشف عن جدول زمني لانتهاء العمليات.
وأعلن غورتني أن طائرات أمريكية وبريطانية وفرنسية تنفذ الآن منطقة الحظر الجوي، لكن من المتوقع كما قال انضمام دول أخرى ''كل يوم''، مشيرا إلى أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي أعلن عنها.
ضربات ناجحة
من جانبه، أعلن الكابتن جيمس ستوكمان الناطق باسم القيادة الأمريكية في شتوتغارت بألمانيا أن ''عشرين من الأهداف ال ؟22 التي استهدفت مساء السبت تمت إصابتها، والهدفين الآخرين لا يزالان موضع تحليل''.
وأضاف الناطق باسم المقر العام الأمريكي المكلف تنسيق عمليات الحلفاء ضد ليبيا ''هاجمنا أنظمة رئيسية في الدفاع الجوي ومواقع لصواريخ سام قرب طرابلس ومصراتة وسرت''.
وكان رئيس أركان الجيوش الأمريكية الأميرال مايكل مولن أعلن لشبكة ''ايه بي سي'' الأمريكية ''نجاح'' المرحلة الأولى من الضربات على ليبيا، ما أتاح فرض منطقة حظر جوي.
وأكد مولن أن قوات القذافي ''أوقفت تقدمها'' نحو بنغازي، أكبر مدن الشرق الليبي وعاصمة الثوار الذين يريدون الإطاحة بالنظام.
وذكرت مصادر صحافية أن ''الضربات الجوية دمرت صباح (أول) أمس العشرات من الآليات العسكرية لقوات القذافي وبينها دبابات''. وقال مولن ''لدينا دوريات جوية فوق بنغازي على مدار الأربع وعشرين ساعة''، مشيراً إلى أنها ستمتد إلى الغرب لمطاردة الطوابير العسكرية الليبية. وأضاف ''سنسعى إلى قطع خطوط التموين اعتباراً من اليوم الاثنين (أمس)''. كما أكد مولن أن ضربات الائتلاف ليس هدفها ''طرد القذافي من السلطة'' وإنما ''حماية المدنيين الليبيين''.
وأبدى مولن مخاوفه من استخدام القذافي ''غاز الخردل''، مؤكداً أن الولايات المتحدة ''تراقب عن كثب'' هذا الأمر.
أمريكا تتخلى
من جهته، أكد وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أن بلاده ستسلم قيادة العمليات العسكرية في ليبيا قريبا، وأن الشعب الليبي هو الذي سيقرر مستقبل بلاده، مشددا على محدودية هذه العمليات.
وقال غيتس إن الولايات المتحدة لن يكون لها دور بارز في الائتلاف الذي سيعمل على فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا، متوقعا تسليم ''المسؤولية الأساسية'' عن المهمة لآخرين في غضون أيام.
كما أشار إلى أن بلاده تريد أن تبقى ليبيا موحدة وأن تجزئتها إلى أراض تسيطر عليها كتائب القذافي في الغرب وأرض يسيطر عليها الثوار في الشرق سيكون ''صيغة حقيقية لعدم استقرار دائم''.
وجاء حديث غيتس وسط قلق متزايد بين الساسة الأمريكيين بشأن مدى وطبيعة المهمة في ليبيا، وبعد اعتراف رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأميرال مايك مولن بأن الهجوم على قوات القذافي قد يؤدي إلى طريق مسدود.
حظر أسلحة
من جانب آخر، ذكر بيان لحلف شمال الأطلسي أن سفراء الحلف وافقوا، أول أمس، على خطة عمليات للحلف كي يساعد في فرض تطبيق حظر أسلحة تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.
وصرح مسؤول بالحلف بأن هناك حاجة لإجراء مزيد من المناقشات بشأن خطة أخرى تتعلق باحتمال تدخل حلف الأطلسي في فرض تطبيق منطقة حظر جوي فوق ليبيا.
وقال دبلوماسي بالحلف إن تركيا العضو بالحلف والتي أبدت اعتراضها على التدخل في ليبيا أعاقت في وقت سابق التوصل لاتفاق بين السفراء.
ومن المقرر أن يكون سفراء دول الحلف قد اجتمعوا مرة أخرى، أمس، للاتفاق على تنفيذ الخطة المتعلقة بفرض تطبيق حظر السلاح والتي ستتضمن استخدام طائرات وسفن الحلف لمنع وصول الأسلحة إلى قوات القذافي.
وتحدثت ألمانيا أيضا ضد التدخل الاجنبي في ليبيا، وقال دبلوماسيون إن فرنسا أبدت اعتراضها على تدخل حلف شمال الاطلسي، مشيرة إلى سمعة الحلف في العالم العربي ''السيئة'' نتيجة الحرب في أفغانستان وفي ضوء أنه ينظر إليه على أن الولايات المتحدة تسيطر عليه.
وقال دبلوماسيون إن بريطانيا والولايات المتحدة وكندا كانت من بين دول الحلف التي كانت تريد قيام حلف الاطلسي بدور قيادي في ليبيا. ويقتصر دور الحلف حاليا على المراقبة الجوية.
موسى ينتقد
وفي وقت أكدت فيه وزارة الدفاع الفرنسية أن أربع طائرات حربية قطرية حلقت في الأجواء الليبية، أكد مسؤول أمريكي أن التحرك العسكري في ليبيا يستند إلى القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وذلك في إطار رده على انتقادات من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بأن العمل العسكري من جانب الائتلاف الدولي تجاوز فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا. كما شدد فرانسوا باروان المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، أمس، على أن فرنسا ليس لديها معلومات عن سقوط قتلى مدنيين في الضربات الدولية الموجهة ضد ليبيا. وأضاف لقناة (كانال بلوس) التلفزيونية ''القيادة الفرنسية ليست على علم بسقوط قتلى مدنيين''.
وانتقد موسى، أول أمس، قصف التحالف الدولي للمدنيين في ليبيا، وقال: إنّ ''ما حدث يختلف عن الهدف من الحظر الجوى الذي كنا نريد منه حماية المدنيين، وليس قصف مدنيين إضافيين''.
وذكر موسى أنّه ''تجرى حاليًا مشاورات لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة العربية، خاصة في ليبيا''. مضيفًا أنّ ''وقاية المدنيين قد لا تحتاج إلى عمليات عسكرية''.
وقال موسى: ''طلبنا منذ البداية فرض منطقة حظر لحماية المدنيين الليبيين، ولتجنب أية تطورات أو إجراءات إضافية''.
وأوضح أنّه ''طلب تقارير رسميّة حول ما حدث في ليبيا من قصف جوى وبحري، أدى لسقوط وإصابة العديد من المدنيين الليبيين''. ولم يذكر موسى عددهم ولا أماكنهم. وأشار إلى أنّه ''طلب البيانات الكاملة لنعرف ما حدث بالفعل، وأرجو أن تصلنا سريعًا''. ولم يوضح موسى الجهة التي طلب منها هذه البيانات.
من جهة أخرى، قال عبد الحفيظ غوقة المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل حركة المعارضة المسلحة في ليبيا لقناة ''الجزيرة''، أول أمس، أن ما يزيد على ثمانية آلاف شخص من المرتبطين بالمجلس قتلوا.
من جانب آخر، دعت لجنة الاتحاد الإفريقي حول ليبيا، أول أمس، في نواكشوط إلى ''الوقف الفوري لكل العمليات العسكرية'' التي يشنها تحالف دولي لم يسمح لها بالتوجه إلى طرابلس على حد قولها. كما انتقدت كل من روسيا والصين والبرازيل وفنزويلا الضربات الجوية التي استهدفت قوات القذافي.
إلى ذلك، حث رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان العقيد الليبي معمر القذافي على التخلي عن الحكم، ودعا إلى وقف فوري إلى ما سماها أعمال العنف. وحين سأله الصحفيون خلال زيارة للسعودية عما إذا كان على القذافي أن يتنحى قال أردوغان ''لقد تجاوز هذه المرحلة بالفعل إنه يناقض نفسه''. وأضاف ''كانت التصريحات الأولى للقذافي مهمة حين قال إنه ليس لديه منصب رسمي. إذا كان لا يشغل منصبا رسميا فعليه أن يسلم البلاد لمن يتمتع بالشرعية أيا كان''. وقالت تركيا عضو حلف شمال الأطلسي في وقت متأخر السبت الماضي إنها ستقدم الإسهام الوطني اللازم والملائم لتطبيق الحظر الجوي فوق ليبيا واتخاذ الإجراءات لحماية المدنيين في إطار قرار مجلس الأمن الدولي. وقال أردوغان ''أتمنى أن أرى نهاية لسفك الدماء وأن تسود إرادة الشعب الليبي''.
''القذافي'' يقتل
ميدانيا، استمرت المعارك بين قوات القذافي والثوار، أول أمس، ولا تزال، في مدينة مصراته التي استبسل الثوار للدفاع عنها ودارت المعارك وسط المدينة، فيما أجبرت ضربات التحالف الغربي قوات القذافي على وقف تقدمها نحو بنغازي بعد قصفها بشكل عنيف وحصيلة أولية لعدد الضحايا تشير إلى سقوط نحو 90 قتيلاً من الثوار والمدنيين في معارك الجمعة والسبت الماضيين.
وقال سكان في مصراته إن قوات كتائب القذافي دخلت وسط المدينة التي تسيطر عليها المعارضة بالدبابات وأن النيران أسفرت عن سقوط 7 قتلى أول أمس.
وقال متحدث باسم الثوار إن كتائب القذافي أحضرت مدنيين من ضواحي مصراتة لاستخدامهم دروعا بشرية، وفق ''الجزيرة''. وقال أحد السكان، صباح أمس، إن تلك الكتائب تحتجز مجموعات من سكان مصراتة لحماية وجودها وسط المدينة.
وقال شاهد عيان إن القناصة يقتلون الناس بشكل عشوائي ويتخذون أسطح المباني كمكان لقتل كل متحرك بغض النظر عن جنسه. وأضاف أنهم مدعومون بأربع دبابات كانت تمشط البلدة. الوضع يزداد صعوبة على الناس ولا يمكنهم الخروج. وقال شاهد آخر ''إن هناك قوارب تطوق الميناء وتمنع وصول المساعدات إلى البلدة''.
وفي مدينة الزنتان، غرب العاصمة، قامت قوات القذافي بمهاجمة المدينة وحاولت الدخول إليها، لكن تصدى لها الثوار ونصبوا لهم كمينا، حيث أسفر عن وقوع مجموعة كبيرة منهم في الأسر واستولى الثوار على عدة آليات، منها دبابة وسيارة نوع متسوبيشي وسيارة ماء وعتاد آخر. وتقول مصادر من عين المكان لموقع ''ليبيا اليوم'' إن فلول الكتائب محاصرة في غابة الكشافة.
وفي الزاوية، قالت مصادر مطلعة للموقع المذكور إن قوات الكتائب الأمنية قامت بمداهمة بيت كان يختبئ فيه ثلاثة من شباب ثورة 17 فبراير وقتلت اثنين منهم وتمكن الثالث من الهرب بعد إصابته بجروح طفيفة.
وكتائب القذافي التي تمكنت من السيطرة على مدينة الزاوية منذ يوم 9 مارس بعد أن قصفتها بالدبابات والأسلحة الثقيلة لم تستثن المساجد والمساكن الآهلة بالمدنيين، بل تقصف بوحشية وتقتل بدم بارد.
وتقوم قوات كتائب القذافي يوميا بتفتيش البيوت والبحث عن شباب 17 فبراير المختبئين في المدينة وتنتهك حرمات البيوت لاعتقال الشباب.
ومن جهة أخرى، قال شاهد عيان أن تعزيزات من قوات الكتائب الأمنية تتجه إلى منطقة الجبل الغربي والزنتان لفك الحصار عن كتيبة سحبان التي يحاصرها الثوار، وأن الاتصالات قطعت بالكامل عن الرجبان القلعة ومدن الجبل الغربي.
وفي تطورات ميدانية أخرى، قال الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة ل''الجزيرة'' إنه تم التخلص من الكتائب الأمنية التي تقدمت نحو بنغازي بعتاد حربي كان كفيلا بإبادة المدينة. وقال غوقة إن الثوار دحروا هذه الكتائب إلى خارج المدينة ''ثم تكفلت القوات الدولية بتدميرها بعد ذلك'' مضيفا أن ''كتائب القذافي أحدثت دمارا كبيرا في بنغازي''.
من جهة ثانية، حرك الثوار قواتهم إلى قرب أجدابيا بعدما ألحقت غارات طائرات التحالف خسائر فادحة بقوات القذافي على الطريق المؤدي إلى البلدة الإستراتيجية الواقعة شرقي البلاد.
وقال مقاتلو المعارضة إنهم ينتظرون المزيد من الضربات الجوية الغربية التي يأملون أن تضعف قوات القذافي أكثر قبل أن يتحركوا إلى داخل أجدابيا التي اضطروا للخروج منها قبل أيام تحت وطأة نيران كثيفة.
وقال عبد الله الزنتاني الذي يقاتل بصفوف المعارضة ''لدينا معلومات بأن دبابات القذافي أمامنا، ولدينا معلومات أيضا بأن القوات الغربية ستقصفها، لذا فنحن ننتظر الضربات الجوية قبل أن نمضي قدما''.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.