كشف مصدر مقرب من التحقيق الجاري حول «شبكة فتح الأندلس» ل«المساء» أن المواد الكيماوية التي تم حجزها بحوزة الأعضاء المشتبه فيهم قد تم تهريبها عبر الحدود الشرقية للمملكة، وقال إن ارتباطات الشبكة بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، المتمركز بالجزائر والمنطقة الحدودية لدول الساحل شرق الصحراء المغربية، تمر عبر موريتانيين ينتمون إلى خلايا لها علاقة وطيدة بأنشطة القاعدة في المنطقة. وينتظر أن توجه تهمة القيام بالتنسيق بين أعضاء الشبكة المحتملة إلى «ر.ز» الذي تم اختطافه بمدينة صفرو شهر يوليوز الماضي، حسب ما أوردته جمعيات حقوقية قبل الإعلان عن تفكيك الشبكة بشكل رسمي. وكان هذا الشاب يقطن بصحبة أفراد أسرته بالمرسى قرب مدينة العيون، قبل أن تغادرها عائلته منذ شهرين تقريبا, وهو ما يفسر علاقته الوطيدة بأبناء جيرانه السابقين الذين تمت متابعتهم بدورهم في إطار نفس الملف. وحسب ما صرح به معارف المشتبه فيهم الذين تم اعتقالهم بالعيون ل«المساء», فإن أشخاصا يملكون سيارات تحمل لوحات مرقمة بموريتانيا كانوا يقومون بزيارتهم قبل إيقافهم من طرف عناصر أمنية قادتهم إلى وجهة مجهولة. كما تتهم العناصر الأمنية التي باشرت التحقيق في هذا الملف «ر.ز», وهو ابن عسكري متقاعد, بربط العلاقة مع من تم اعتقالهم بكل من وجدة وأكادير.. ضمنهم مهندس يشتبه أن يكون مكلفا بتحضير مواد متفجرة يمكن التحكم فيها عن بعد. وفي الوقت الذي لم ينكر فيه مقرب من عائلات المشتبه فيهم أن بعضهم كان يقوم بتحميل أشرطة من مواقع جهادية على الشبكة العنكبوتية, نفى أن تكون للمواد الكيماوية التي حجزتها الأجهزة الأمنية لدى المشتبه في انتمائهم إلى «فتح الأندلس»، وخاصة لدى الشقيقين بنعمارة القاطنين بمنطقة المرسى قرب العيون, واللذين يعملان داخل محل لبيع مواد العقاقير ومواد البناء، أية علاقة بمواد ممنوعة, وإنما هي، على حد تعبيره، مواد موجودة في السوق وتستخدم بشكل عادي من طرف الحرفيين الذين يشترونها من المحل المخصص لبيعها. وأكد المقرب من عائلة المعتقلين أن العناصر الأمنية التي حلت بالبيت يوم 25 يوليوز الماضي قد حجزت مجموعة من الأقراص المضغوطة تتضمن أفلاما عن العمليات التي قام بها تنظيم القاعدة في كل من الجزائر والعراق، كما تم حجز مجموعة من المصابيح المعطلة، وكميات من محلول الأسيد وقنينات صغيرة فارغة بها بقايا أدوية وقنينات أخرى بها ماء زمزم. واستنادا إلى المصدر ذاته فإن الأقراص المضغوطة التي تم العثور عليها تم نسخها انطلاقا من مواقع إلكترونية مقربة من تنظيم القاعدة, كما تمت مصادرة الوحدة المركزية للحاسوب الذي كان يمتلكه الشقيقان. وبحسب المصدر ذاته، فإن الأخوين عبد المولى وإسماعيل بنعمارة ظهرت عليهما علامات التدين منذ 3 سنوات, حيث انتمى أحدهما لمدة قصيرة إلى جماعة التبليغ. ويضيف المصدر ذاته أن أحد الشقيقين كان مواظبا على زيارة المنتديات الجهادية، كما كان يستنسخ الأفلام التسجيلية والبيانات التي كان يصدرها تنظيم القاعدة بين الفينة والأخرى. من جهة أخرى، كشفت مصادر مطلعة أن أصل تسمية عناصر الخلية، المتكونة من 15 شخصا، يعود إلى الدعوة التي سبق أن وجهها الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري, والمرتبطة باسترجاع الأندلس، على حد قوله.