سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير في حكومة الفاسي يهاجم محتجي المدينة ويتهمهم بالإساءة للمدينة بمناسبة تقديم دورة أقدم مهرجان في المغرب وسط «مقاطعة» الاتحاد الاشتراكي وحزب الأصالة والمعاصرة للدورة ال91 لمهرجان «حب الملوك»
هاجم الاستقلالي عبد اللطيف معزوز، وزير التجارة الخارجية في حكومة عباس الفاسي ورئيس بلدية صفرو، محتجي المدينة، متهما إياهم بالإساءة إليها. وقال في ندوة صحفية خصصها مساء يوم أول أمس الخميس لتقديم الدورة ال91 من مهرجان «حب الملوك»، إن الوقفات الاحتجاجية التي عرفت بها المدينة لا تشارك فيها سوى أعداد لا تتجاوز 100 شخص، فيما تبلغ ساكنة المدينة حوالي 100 ألف نسمة. وأشار إلى أن الهشاشة الاجتماعية بالمدينة أمر واقع، لكنه لا يمكن حله بالاحتجاجات التي تنفر المستثمرين من خلق مشاريعهم بالمنطقة. وذكر أن عددا من المستثمرين يرفضون المجيء إلى هذه المدينة في غياب ما أسماه بالسلم الاجتماعي، وفي ظل وجود صورة تقدم السكان على أنهم يرشقون بالحجارة. وتحدث عن أوراش تعيشها المدينة في الآونة الأخيرة، وقال إنها ستشكل تجربة فريدة في المستقبل في ما يخص محاربة السكن غير اللائق والدور الآيلة للسقوط. ويحاول الوزير الاستقلالي رفقة فريق العدالة والتنمية بالمجلس البلدي، منذ حوالي سنتين، الترويج لمهرجان «حب الملوك» وتحويله من مهرجان مغمور إلى مهرجان يحظى بإقبال وطني ودولي، وسط «مقاطعة» فريقي الاتحاد الاشتراكي وحزب الأصالة والمعاصرة. وقال الوزير معزوز إن إقرار اليونيسكو بتراث المنطقة كتراث لا مادي عالمي سيساعد على النهوض بالمنطقة، موردا بأن المدينة نسقت مع وزارة الثقافة لوضع ملفها لدى هذه المنظمة. وتحدث الوزير معزوز في ندوته الصحفية عن أن المهرجان يجب أن يأخذ موقعه في خريطة المهرجانات الوطنية، وأضاف أن المدينة ستنفتح على جل المناطق التي تعرف بشجر الكرز لتشارك في المهرجان، في أفق تحويله إلى مهرجان وطني ل«حب الملوك». ويعتبر مهرجان «حب الملوك» من أقدم المهرجانات بالمغرب. ويعود تاريخ أول دورة له إلى سنة 1919، حيث قررت نخبة من اليهود والمعمرين الفرنسيين الاحتفال بنهاية موسم جني فاكهة الكرز، الفاكهة التي تعد من أهم الخصوصيات الفلاحية بالمنطقة، قبل أن يجهز عليها المد العمراني. وكان المنظمون وقتها يعمدون إلى السير عبر موكب احتفالي وراء ملكة جمال هي عبارة عن دمية تعلق فوق قصبة وتلبس أزياء نسائية محلية. وعادة ما يتم اعتماد مبدأ «التناوب» في إعلان الفائزات من الديانات الثلاث بالمنطقة. فعندما تفوز اليهودية بملكة الجمال، فإن الوصيفتين تكونان من الديانتين الأخريين الإسلامية والمسيحية أو العكس. لكن في سنة 1958 تم الاكتفاء باختيار الفائزة من الديانة الإسلامية، وكانت لجنة تسمى لجنة الاحتفالات تتشكل من ممثلين للسلطة والمجلس البلدي والأعيان هي التي تتكلف بعملية التنظيم، قبل أن يتقرر تكليف المجالس المنتخبة بشؤونه. وفي سنة 2007، ومن أجل إخراج المهرجان من وسط دوامة الشأن الانتخابي والسياسي، أسست جمعية حب الملوك، وكلفت بتدبير شؤون هذا المهرجان. لكن هذه الجمعية بدورها تعيش صراعات داخلية بسبب «اختلافات سياسية» تنشب بين الفينة والأخرى وسط أعضائها المنتمين إلى فرق شتى. وبلغ عدد الترشيحات لنيل صفة «ملكة حب الملوك» لهذه الدورة التي ستنظم ما بين 16 و19 يونيو الجاري، حوالي 30 ترشيحا. وقال المنظمون إنهم يشترطون في المرشحات مستوى تعليميا لا يقل عن مستوى البكالوريا وسنا تتراوح ما بين 16 و28 سنة، على أن تعطى الأولوية في الاختيار لمرشحات مدينة صفرو. وبرر المنظمون ضعف المشاركة لحد الآن بالاستعدادات لامتحانات البكالوريا، والامتحانات التي تجرى في الجامعات. وقال الوزير معزوز إن المهرجان يساعد على تنشيط اقتصاد المنطقة ويخلق رواجا تجاريا مهما، لكن المنطقة تعاني، من جهة أخرى، من غياب بنيات تحتية سياحية من شأنها أن تساهم في «احتضان» الزوار المفترضين للمنطقة إبان المهرجان. ويضطر السياح في غياب أي فندق بوسط المدينة إلى الاستقرار بمدينة فاس أو التنقل إلى بلدة إموزار ومدينة إيفران.