تخلى عبد اللطيف معزوز، وزير التجارة الخارجية في حكومة عباس الفاسي، عن بروتوكولات الوزراء وعن ربطة العنق، وغادر العاصمة الرباط نحو مدينة صفرو لترؤس لائحة حزب الاستقلال في الانتخابات الجماعية ليوم الجمعة. الوزير معزوز، الذي يقول إنه قرر الترشح في بلدته الأصل من أجل المساهمة في تنميتها، زار مساء أول أمس الاثنين عددا من الأحياء بالمدينة وجلس إلى عدد من نساء المدينة ورجالها وخطب أصواتهم. وفي الوقت الذي كان فيه نشطاء حزب النهج الديمقراطي، مساء نفس اليوم، يرددون شعارات تدعو إلى مقاطعة الانتخابات في وقفة احتجاجية نظموها بالقرب من مسجد «حبونا» بمركز المدينة، كان الوزير معزوز يدعو، في أحد منازل المؤيدين له والمطل على شلال المدينة المعطل، عددا من المواطنين والمواطنات للمشاركة في العملية الانتخابية. وإذا كان رفاق النهج الديمقراطي قد استعملوا مكبر الصوت للتعبير عن موقفهم من الانتخابات الجماعية المتسمة تجاربها بما يسمونه بالفساد ونهب المال العام، فإن عبد اللطيف معزوز يدعو، في كل الكلمات التي رددها في مختلف أحياء المدينة، إلى حسن اختيار المرشحين وعدم الرضوخ لما يسميه بإغراءات المال. واستعان الاستقلاليون بسعاد لغماري، زوجة البرلماني أزلماط، في اللائحة الإضافية لكسب أصوات الناخبات. ويقول الاستقلاليون إن هذه المرشحة في لائحة النساء معروفة بأعمالها الاجتماعية والخيرية في المدينة، ويتهمها خصومها باستغلال الأوضاع الاجتماعية لفئات واسعة من نساء الأحياء الهامشية للمدينة لكسب أصواتهن. فيما تقول لغماري إن الأعمال التي تقوم بها لفائدة المنطقة لا تجعلها في حاجة إلى استغلال ال13 يوما المخصصة للحملة الانتخابية. وباستثناء هذه الحملة التي يقوم بها استقلاليو المدينة، فإن صفرو تعيش في جو انتخابي هادئ، عكس بعض المدن الأخرى التي وصلت فيها درجة حرارة الانتخابات حد استعمال الأسلحة البيضاء والاستعانة بالمنحرفين لفرض الذات. ودفع هذا الهدوء الانتخابي رفاق النهج الديمقراطي إلى القول إن ما يسمونه بالفتور والمقاطعة هو الذي سيفوز في الانتخابات الجماعية بهذه المدينة التي تعرف احتجاجات شبه متواصلة بسبب الأوضاع الاجتماعية، كان أبرزها أحداث ما يعرف بانتفاضة 23 شتنبر 2007. واستعان عبد اللطيف معزوز، رفقة فريقه، ب»سطافيط» ليجول شوارع المدينة بمكبر صوت يردد الأناشيد الوطنية وأغاني أمازيغية تنتقد بعض ممارسات المنتخبين وتدعو المواطن إلى عدم بيع صوته بحفنة من الدراهم لمرشحين لا يحسنون سوى السرقة والنهب. كما وزعت منشورات تدعو إلى التصويت على الوزير الاستقلالي، مؤكدة على أن هذا التصويت سيمكن من تنمية المدينة. وينتقد مرشحو الأحزاب المنافسة، استغلال حزب الاستقلال لمنصب معزوز الحكومي للقيام بالدعاية الانتخابية، متهمين «صانعي» حملته بتقديمه إلى المواطنين بصفته الحكومية. هذا في الوقت الذي ردد فيه امحمد أزلماط، البرلماني بالمنطقة والمرشح الثاني في لائحة الاستقلاليين، أن أعضاء الحزب قرروا ترشيح معزوز باعتباره من أطر المنطقة وليس بصفته وزيرا. وقال، وهو يخطب ود ساكنة حي زلاغ الهامشي، إن أخلاقيات الحملات الانتخابية تمنعنا من استغلال الصفة الحكومية للمرشح معزوز. وركز استقلاليو المدينة، في حملتهم، على انتقاد حصيلة المجلس البلدي السابق. وكالوا اتهامات لرئيسه وهو الذي يترأس لائحة الاتحاد الاشتراكي. وفي الوقت الذي وجه فيه الاتحاديون شكاية إلى وكيل الملك بابتدائية صفرو يتهمون فيها حزب الاستقلال باستغلال المناصب الحكومية للدعاية الانتخابية ويتحدثون عن عقد تجمعات ل«الزرود» وشراء الأصوات، فإن الوزير معزوز يقول إن مرشح الاتحاد الاشتراكي وبعض أعضاء البلدية عمدوا إلى استغلال بعض الأوراش في عدد من الأحياء لاستمالة الناخبين. ويراهن معزوز على الفوز برئاسة المجلس البلدي بأغلبية مريحة، ويقول إنه سيستعين بفريق من الأطر لتدبير شؤون المدينة. ويضيف البرلماني أزلماط أن فريق الاستقلاليين سيجعل تدبير الشأن الإداري اليومي بيد الموظفين، فيما سيتكلف الفريق المسير بالتخطيط للتنمية بالمدينة وجلب المستثمرين لخلق فرص الشغل ورفع التهميش عن المدينة ومحيطها. وقالت مسنة، في درب «متر» وهي تحيي معزوز: «إننا نراه كثيرا في التلفزة ونفرح». ورفض الوزير الاستقلالي، في لقاء له مع تجار سوق صفيحي بالمدينة إعطاء أي وعود لهم، مكتفيا بالقول إنه سينظر في الملف مستقبلا وسيطلع على معطياته، لكنه أكد، في المقابل، أنه سيساهم في محاربة أحياء الصفيح بالمدينة. وفي المنزل رقم 169 بحي «عرصة الدار» قال مخاطبا عددا من النساء والرجال، إنه زار عددا من المؤسسات التعليمية في المدينة في أكتوبر الماضي، ودعا تلاميذها إلى الاجتهاد، مخبرا إياهم بأنه صنع مساره بالمثابرة. وأشار إلى أن هذه الزيارة زرعت بعض الأمل في نفوس هؤلاء التلاميذ وغيرت نسبيا من نتائجهم في الدورة الأولى للموسم الدراسي الحالي.