أصدر مركز موكادور للدراسات والأبحاث بلاغا يستنكر فيه بشدة التدمير الكامل لقنطرة واد تدزي، إحدى المعالم التاريخية المرتبطة بمقاومة المغرب للاستعمار الفرنسي. وأكد المركز أن هدم هذه القنطرة يمثل تجاهلا للأهمية التاريخية لهذه المنشأة التي تجسد نضال الأجداد، فضلا عن قيمتها التراثية والمعمارية.
وأشار البلاغ إلى أن قنطرة واد تدزي ليست مجرد بنية تحتية عادية، بل هي شاهد على مرحلة حاسمة من تاريخ المغرب، حيث بُنيت خلال فترة الحماية الفرنسية كجزء من استراتيجية المحتل لتأمين خطوط الاتصال بين المناطق الغنية بالموارد الطبيعية، بما في ذلك منطقة الأطلس الكبير. ورغم ذلك، كانت القنطرة رمزا للصمود والمقاومة، إذ أظهرت القبائل المغربية قدرتها على تضييق الخناق على الاحتلال الفرنسي، مما دفعه إلى تعزيز بنياته التحتية لتحقيق أهدافه الاستغلالية.
ولعبت قنطرة واد تدزي دورا كبيرا في دعم عمليات المقاومة المسلحة خلال الخمسينات من القرن الماضي، مما يجعل تدميرها اليوم بمثابة فقدان جزء مهم من الذاكرة الجماعية الوطنية. وطالب المركز في بلاغه السلطات المحلية والجهات المعنية بتحمل مسؤوليتها في حماية المعالم التاريخية من الاندثار، داعيا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف عمليات التدمير التي تمس تراث البلاد الثقافي والتاريخي، ومؤكدا على أهمية الحفاظ على هذا الإرث المشترك كمرآة للحاضر وأساس لبناء المستقبل.
وفي ختام البلاغ، طالب مركز موكادور للدراسات والأبحاث بفتح تحقيق شفاف حول ملابسات تدمير قنطرة واد تدزي، مع ضرورة محاسبة كل من يثبت تورطه في محو هذه المعالم التاريخية. وأكد رئيس المركز، الدكتور محمد أبيهي، أن حماية الإرث الثقافي والتاريخي للمغرب مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الجميع، مشددا على أن حماية هذا التراث يجب أن تكون من أولويات العمل الوطني لتفادي فقدان المزيد من المعالم التي تحمل قصص تضحيات الأجداد ونضالهم في سبيل الاستقلال والسيادة الوطنية.